أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن مصر كانت تفتقد آلية التواصل مع الشباب لسنوات طويلة، وكيف يمكن للشباب توصيل أفكاره للدولة المصرية، موضحًا أن أهم ما يميز منتديات الشباب هو ان الشباب أنفسهم هم من يديروها وهم من يحددوا محاور المنتدى والنقاش، موضحًا أن أكثر من نصف حضور منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة غير مصريين، وهذه فرصة رائعة أن يجتمع الشباب مع بعضه البعض ويتحاوروا سويًا، بهدف تلاقي الأفكار بينهما، مشددًا على أن الهدف الرئيس لمنتدي الشباب إيصال رسالة للشباب لعدم الوقوع في فخ التطرف والإرهاب، ونبذ أي أفكار تؤدي لاستقطاب الشباب، مشيرًا إلى أن منتدى شباب العالم يوفر منصة أكثر من جيدة لتوضيح حقائق الأمور للشباب والاستماع لأفكار أكبر قيادة سياسية في الدولة، مما يعطي فرصة رائعة للتعرف على حقائق الأمور.
ونوه رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال حواره مع مراسل فضائية "سكاي نيوز عربية"، اليوم الأربعاء، إلى أن أي دولة تنفذ برنامج إصلاح اقتصادي يكون معلوم تمامًا أن هناك أعباء سيتحملها كلًا من الدولة المصرية والمواطنين، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الدول بدأت برنامج الإصلاح الاقتصادي تزامنًا مع تطبيقه في مصر، ولكن لم تتمكن جميعها من تحقيق النجاح فيه، بينما مصر تمكنت من تطبيق أنجح برنامج اصلاح اقتصادي في العالم على مدار 5 سنوات بشهادة العالم أجمع، يكاد يكون هو البرنامج الوحيد الناجح على مستوى العالم.
وأشار "مدبولي"، إلى أن من أهم أسباب نجاح برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري هو أنه تزامن مع تطبيق برامج للحماية المجتمع مما ساهم في تقليل تداعيات الاصلاح على المواطن، منوهًا إلى أن برامج الحماية الاجتماعية كانت معنية بعناصر عديدها اهما الدعم النقدي من خلال برامج "تكافل وكرامة"، إلى جانب الإسكان الاجتماعي الذي تمكن من حل مشكلة الشباب في إيجاد مسكن لائق، وموضوع الأجور، وحل مشكلة العشوائيات والمناطق الغير آمنة، ودعم السلع الكبير الذي قدمته الدولة، والتأمين الصحي الشامل، ومبادرات الصحة حيث تم إجراء 300 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار، وحملات 100 مليون صحة وعلاج فيروس سي، مشددًا على أن المواطن عندما شعر أن الدولة تسعى لتخفيف الأعباء عنه تقبل صعوبات الاصلاح.
وشدد، على أن أثار الإصلاح الاقتصادي بدأت تظهر لأول مرة في تاريخ مصر، بتحقيق فائض أولي في الموازنة العامة للدولة، مع انخفاض معدلات التضخم لتصبح بالسالب، وانخفاض الفوائد على القروض، وتراجع الأسعار لأول مرة منذ فترة طويلة، مع توفير كافة السلع في جميع أنحاء الجمهورية، والمواطن نفسه بدأ يشعر بنتائج الاصلاح.
وأردف، أن التحدي الأكبر والأضخم أمام الدولة المصرية هو الزيادة السكانية وخلق فرص عمل للشباب ما يقرب من مليون فرصة عمل سنويًا، مشيرًا إلى أن تنفيذ مشروعات التشييد والبناء كان أسرع وسيلة لتوفير فرص عمل بحجم كبير للشباب، مشددًا على أن المواطنين أنفسهم سعداء بما تم من انجازات؛ لكونهم أصبح لديهم شبكة طرق على أعلى مستوى، مع انهاء مشاكل الكهرباء والمياه، ومازال المواطن البسيط لديه بعض المتطلبات والخدمات الأساسية التي يريدها، وهذا ما نركز عليه خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أنه جاري تطبيق برنامج لرصف وإنارة كافة الشوارع الداخلية، وهناك تركيز على تطوير الصحة والتعليم بالعمل على تخفيض كثافات الفصول، موضحًا أنه خلال عام 2018-2019 كانت الموازنة المخصصة للمشروعات 100 مليار جنيه، وتم زيادتها هذا العالم بنسبة 40%، وخلال العام المقبل ستصل لـ 200 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات تمس المواطن وحياته اليومية، حتي يشعر المواطن بتحسن أحواله، معقبًا: "كلما تعافي الاقتصاد المصري، كلما كان هناك مزيد من الخدمات التي تقدم للمواطنين".
واعتبر رئيس مجلس الوزراء المصري، أن نقل الحكومة للعاصمة الإدارية بمثابة إخلاء للقاهرة من المؤرقات والعوامل التي ادت لتدهور وتداعي القاهرة وعلى رأسها المصالح الحكومية، حتى تستعيد القاهرة الخديوية رونقها القديم؛ ولذا ستشهد الفترة المقبلة إحياء وتطوير المناطق الرئيسية في العاصمة القديمة مثل المناطق الإسلامية والتاريخية ومنطقة ماسبيرو وكورنيش النيل.
وشدد "مدبولي"، على أن خطط التطوير تستهدف رفع كفاءة شبكات البنية الأساسية بكافة عواصم المحافظات حتى يشعر المواطن بالفرق الحقيقي في جودة الحياة التي ينشدها، لافتًا إلى أن تطوير السكة الحديد سيشهد نقلة نوعية كبيرة خلال عام 2020، في ميكنة هذا المرفق المهم، وتوريد إسطول كبير من القطارات والجرارات ودخولها الخدمة، إلى جانب مشروعات تنفيذ القطار الكهربائي ومشروع المونوريل وترام الإسكندرية وقطار أبو قير، والتي تهدف لتوفير وسائل نقل عام آمنة للمواطنين، معقبًا: "الاصلاح مش هيحصل في يوم وليلة".
وتابع، أن مصر كانت تواجه الإرهاب جنبًا إلى جنب مع تحقيق التنمية؛ مشددًا على أنه لم يكن مجدي أن تركز الدولة المصرية على محاربة الإرهاب وترك التنمية، مضيفًا أن أحد أهم موارد تشكيل عقيد الإرهابيين هو الظروف القاسية للمواطنين وعدم توافر فرص عمل، لسهولة استقطاب الشباب؛ ولذا تم التركيز على تحقيق التنمية وخلق فرص عمل للشباب.
وتابع رئيس مجلس الوزراء، أننا قمنا بتوفير 5 مليون فرصة عمل خلال 5 سنوات، متسائلًا:"لو لم يتم تنفيذ المشروعات التنموية، هؤلاء المواطنين أين سيذهبوا؟"، موضحًا أن هؤلاء أما كانوا سينزلوا للشوارع للمطالبة ببعض حقوقهم المشروعة، أو أن يتحولوا لإرهابيين ناقمين على الدولة.
التعليقات