وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، التحية لضيوف منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة، قائلا: "أهلا وسهلا بيكم على أرض مصر، سعداء أنكم موجودين معانا".
وأضاف "السيسي"، خلال لقاء مفتوحا مع مجموعة من شباب العالم من مختلف الجنسيات مع على هامش منتدى شباب العالم، والمذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الثلاثاء، مخاطبا الشباب: "المنتدى فرصة نتشاور، ونتكلم بمنتهى الإريحية، نسمعكم وتسمعونا"، معقبًا: "نرجو أن يكون التنظيم جيد، واستعداداتنا مناسبة ليكم، ولو في تقصير معلش".
وجهت فتاة كردية للرئيس عبد الفتاح السيسي، سؤالًا قالت خلاله: "نحن 24 مليون شخص، لكن للاسف نعيش في أقلية، ولدينا تاريخ عميق من الحزن، ورأيت الكثير من الكراهية في العالم، ولم يكن لي هوية لدخول هذا العالم، نحن جميعًا بشر فأين حقوق الإنسان، وأنا كشابة لا أعرف مستقبلي، فمن الصعب للغاية أن أكون كردية، فما نصائح حضرتك لمستقبل أفضل للكرد".
وأكد "السيسي"، أن الهوية الكردية لا يمكن لاحد محوها، والشعب الكردي عاني على مدار 60 عام ماضية، مضيفًا مخاطبًا الفتاة الكردية التي تأثرت بحديثه باكية: " الي حصل قدر مكنش مسؤوليتكم..لكن الي بتعملوه دلوقتي انتم مسؤولين عنه، خلوا عملكم كله بناء وتنمية وسلام، لا الهوية هتاخد ولا الثقافة هتطمس، ولا حد هيقدر يعملكم حاجة"، مشددًا على أن اللغة الكردية والعادات والتقاليد والثقافة الكردية مازالت موجودة، والجسور ستمد غصب عن الدول المختلفة بالسلام فقط، معقبًا: "أنا إنسان مسالم وليس مقاتل سوى حال فرض عليا القتال، ولكني أعامل بالإنسانية والحسنة والمعروف قبل اللجوء للعنف، أنا طيع مع القدر، وما حدث في التاريخ للأكراد كان قدر، لكن على الأكراد التركيز على البناء والتنمية والسلام".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه سعى إلى انجاز المشروعات القومية في مصر بوقت قياسي، معقبا: "كنت بقول لزملائي ده يتعمل في سنة"، مشددًا على أن الله حمى مصر من محاولات ومخططات التدمير التي كانت تستهدفها، مؤكدًا أن الله منع سقوط مصر، وما حدث معها نوع من اللطف الإلهي، معقبا: "الشعوب لما بتقوم محدش بيقدر يوقفها".
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن العراق كانت دولة مستقرة متطورة متقدمة قياسا بمجتمعنا العربي خلال فترة التسعينات، منوها بأن المسئول عن الدولة إذا أخطأ الشعب كله يدفع الثمن، حيث حدث خطأ كبير من القيادة في العراق خلال عام 90 وترتب عليه تداعيات كثيرة.
وأشار "السيسي"، إلى أن العراق حتى 2003 كان يمكنها أن تصوب الخطأ الذي حدث، وتستعيد قوتها، ولكن التدخل الذي حدث في العراق أدى إلى اسقاط الدولة ومؤسساتها، مضيفًا: "نسقط ونهد ونبني تاني.. أمر صعب"، لافتا إلى أنه كان هناك نسيج في العراق وكان يمكن البناء عليه، موضحا أن إعادة بناء ما تم تدميره يحتاج إلى مليارات، معقبا: "خلوا بالكم من بلادكم، واللي بيتهد مش بتبني تاني".
وشدد، على أن هناك ارتباط كبير بين الاستقرار والتنمية والنزاعات والصراعات، فكلما زادت فرص التنمية في دولة معينة كلما قلت فرص الصراعات والنزاعات في تلك الدولة والعكس، مشددًا على أنه إذا لم تتحرك الدول لتحقيق التنمية فسوف يتحرك الشباب لا محالة، لافتًا إلى أن البنية الأساسية القارية هامة جدًا لربط الدول الإفريقية ببعضها البعض بالسكك الحديد أو الطرق البرية أو حتى بالطرق الجوية، موضحًا أنه هناك العديد من الدول الإفريقية ليس هناك خطوط طيران مباشر بينها وبين دولة إفريقية أخرى، ويتم الذهاب إليها عن طريق دولة أوروبية، وهذا لا يحدث إلا في إفريقيا فقط، معربًا عن أمله أن يتم إنهاء كافة النزاعات في إفريقيا خلال العام القادم.
وأضاف، أن الوطن ليس ملك شخص وحده، معقبا: "الوطن بتاعنا كلنا، وعلى الجميع تحقيق مصلحة الوطن"، موضحًا أنه تم إنشاء الإكاديمية الوطنية لتدريب الشباب، وتأهيل القيادة، منوها بأنه وصل الأمر إلى المطالبة بوضع بند فالدستور أن يكون التعيين من خلال الأكاديمية، معقبا: "أنا قلت كتير"، مطالبا الوزراء والمحافظين إلى تمكين الشباب ودعمهم، معقبا: "مش هيزحمونا"، مؤكدا أنه نادى كثيرا بتقوية الأحزاب.
ولفت، إلى أن الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، موجودة في فرنسا منذ أكثر من 50 عامك بشكل أخر لتأهيل قيادات الدولة الفرنسية للوظائف العليا، ونحن اقتدينا بهم، وقمنا بانتقاء الشباب بلجان، معربًا عن امله ان نستمر في التجرد في انتقاء عناصر البرنامج الرئاسي.
وأعرب "السيسي"، عن استعداد مصر بالتنسيق مع حكومات الدول لتأهيل شباب عربي مع الشباب الإفريقي والمصري، مؤكدًا أن الجدية والمسئولية والنزاهة والتجرد في الاختيار عوامل نجاخ أي مؤسسة أو تجربة في مصر وغيرها، معقبًا: "أي تجربة عندنا متاحة للجميع، نحن نتمنى نرى جميع الدول متقدمة، فلا يتقدم أحد على حساب الأخر".
و ردًا على تساؤل لشاب مغربي عن إمكانية التقارب بين مصر والمغرب، أردف، أن الشعب المغربي والمصري دائمًا قريبين من بعضهم البعض ولن نبعد أبدًا ولكن الحالة الموجودة في المنطقة العربية في أصعب حالتها، مشددًا على أن الدول المستقرة تتقارب مع بعضها أكثر، وتتعاون مع بعضها اكثر حتى تستطيع تجاوز الواقع الصعب الذي نعيشه.
على جانب أخر، أكد أن هناك برامج تجاوزت مصر فيها الخطة والمدى الزمني مثل الطاقة نحن تجاوزنا المستهدف في التوقيت، لمدة 4-5 سنوات قادمة، فكان يفترض أن نصل إلى ما وصلنا له في الطاقة خلال 5 سنوات قادمة بفضل جهد الحكومة، وفي شبكة الطرق القومية، ما وصلنا له كان مخطط له أن ينتهي 2050، معقبًا: "يارب أقدر أخلص كل الخطط طويلة المدى دلوقتي"، موضحًا أن الفكرة أن الدولة جادة في تمكين الشباب أم لا، ونحن جادين في تمكين الشباب.
التعليقات