تعرفت إلى إبراهيم العابد بوزارة الاعلام في ابوظبي عام 1980 ومنذ ذلك الحين فهمت ان هذا الرجل استئنائي ومعلم من طراز رفيع , وكان منذ ذلك الوقت هو القدوة والنبراس والمعلم والأستاذ والاخ الكبير ولايزال تأثيره عميقاً في نفسي وتكويني المهني وسوف يظل كذلك !
حينما التحقت بالعمل كمحرر في إدارة الاعلام الخارجي التابعة لوزارة الاعلام والثقافة عام 1990 كان إبراهيم العابد هو المدير العام , وعملت معه عن قرب أدركت مدى أهمية ان تكون تلميذاً في مدرسة إبراهيم العابد الإعلامية , فالرجل مهني واخلاقي وعطوف وكريم ومتواضع وقريب الى القلب وغزير في المعرفة , ومكتبه دائما يبدو مثل ترسانة ثقافية مزودة بكافة أسلحة العلم والفكر وشتى المعارف .
ومنذ التحاقه بوزارة الاعلام عام 1975 كان مسؤولا عن الاعلام الخارجي , وفي عام 1977 قام بتاسيس وكالة انباء الامارات وام , وفي عام 1980 قاد الفريق الإعلامي لتاسيس وكالة الأوبك في فيينا , تم تولى مناصب عدة في الاعلام الحكومي كمدير عام المجلس الوطني للاعلام ثم مستشاراً لرئيس المجلس .
لقد عمل إبراهيم العابد مع الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان الذي كان اول رئيس للمجلس الوطني للاعلام , ثم مع صقر غباش والشيخ حمدان بن مبارك ال نهيان والان مع سلطان الجابر . وفي الوزارة عمل مع الراحل الشيخ احمد بن حامد والراحل خلفان الرومي ومع الشيخ عبدالله بن زايد و عبدالله النويس ومع صقر غباش وعوض العتيبة , وكان طيلة العقود الأربعة الماضية موضع تقدير ورضى من هؤلاء المسؤولين فقد كان يضع لنفسه خطوطاً حمراء لايتجاوزها ويعمل ليل نهار للنهوض بالاعلام الاماراتي باقل الإمكانيات المادية والبشرية خاصة في البدايات الأولى لتاسيس الدولة.
و على مدى اثنين و أربعين عاماً قدم العابد ولا يزال عطاء مهنياً ووطنياً ثرياً، ويمثل بمهنيته العالية نبض جيل الاتحاد، يخفق بإحساس وطني وقومي وإرادة واعية بأنّ الإعلامي أداة بناء، ورافد للوعي في مجتمعه. آمن بعروبته وامتلك القدرة والجرأة وملكة الإبداع على خدمتها، فهو الذي يتميز بقدرة عالية من الثقافة تؤهله أن يعيش حركة المجتمع، يرصد ويتلمس حاجاته وأوجاعه وإنجازاته.
أحب مهنته فمارسها بهمة عالية، معتمداً على ثنائية الالتزام والتجديد، فكان شُعلة في درب الإعلام الأصيل الملتزم، حيث يحضر في ذهنه دائماً مبدأ حدده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالتأسيس لإعلام تصالحي حواري يخدم أهداف الأمة ومستقبلها.
هو الإعلامي الأول في الإمارات، وتجربته تلخص حكاية الإعلام الوطني، ولايزال حتى اليوم صديقا لكل الإعلاميين في الإمارات، فهو رائدهم باستحقاق، حيث عايش البدايات الأولى للإعلام في الإمارات وكان مساهماً فاعلاً في التأسيس لانطلاقته، ثم تابع تطوره وقفزاته، وهو إلى اليوم، لا يزال يقدم من خبرته ومهنيته ما يدفع بالإعلام الوطني نحو مزيد من التميز في سباق لا ينتهي.
د.جمال المجايدة
رئيس شركة ايريس ميديا
التعليقات