قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إن الله سبحانه وتعالى رفع شأن العلم والعلماء فقال: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ"، والرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: "منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ"، وقال أيضًا: "مَن خَرج في طَلبِ العِلم فهوَ في سَبِيلِ اللهِ حتى يَرجِعَ"، موضحًا أن أهل العلم على أن الناس ثلاثة، عالم ومتعلم وثالث لا خير فيه، وهو الذي لا يعلم ولا يتعلم، وقد قالوا كن معلمًا أو متعلمًا ولا تكن الثالث فتهلك، وقالوا: " مَن تَعَلَّمَ العِلمَ وعَمِلَ بِهِ وعَلَّمَ ِللهِ، دُعِيَ في مَلَكوتِ السَّماواتِ".
وأوضح "جمعة"، خلال خطبة الجمعة من مسجد القرية الحمراء مدينة الحمام بمطروح، اليوم الجمعة، أنه ينبغي على المتعلم أن يكون شديد الأدب مع معلمه، ويقول الشاعر: " إن المعلـــــم والطبيــــب كليهمــــا لا ينصحـــان إذا همـــا لــم يكرمــا فـــاصبر لـــدائك إن أهنــت طبيبــه واصــبر لجــهلك إن جــفوت معلمـا"، موضحًا أن الناس دون فهم يضيقون واسعًا، ويظنوا أن العلم الذي رفع الله فيه شأن العلماء يقتصر على علوم الدين فحسب، بينما الآيات والأحاديث النبوية جاءت شاملة ليشمل العلم كل علم نافع، فالعلم الحقيقي هو كل ما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم، مشددًا على أن علوم الدنيا وطلبها لا يقل أجرًا وثوابًا عن علوم الدين، والعالم أجمع لن يحترم ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا.
وتابع وزير الأوقاف، أن شرع الله لا ينتصر بالجدل وإنما بالعلم والعمل، وبالعلم تستصلح الأراضي وتطور السلالات الزراعية والحيوانية، مشددًا على أن الدولة التي تتقدم في المجال الزراعي وتصدر إنتاجها للخارج هي التي تطبق شرع الله، مشددًا على أن التجارة الآن ليست فهلوة وإنما علم وأصول، وبالعلم تدار التجارات وتطور الصناعات، وتستخرج الثروات التعدينية وتبنى الدول، ولذا قال محمود سامي البارودي،:"بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ".
وشدد "جمعة"، على أن التطبيقي الحقيقي للدين هو وجود عمال مهرة نموذج لدينهم ودنياهم، مشددًا على أنه لا توجد أمة قامة على جهل وتخلف، ويقول الشاعر: "أرونىِ امةٌ بلغت مناها.. بغيرِ العلم أو حد اليمانىِ"، مشددًا على أننا بحاجة لإعلاء شان العلم، مؤكدًا أن ما ينفق على تعليم الأبناء أو التبرع بأرض لبناء مدرسة أو الأنفاق على تعليم الأيتام والفقراء من أفضل الصدقات والقروبات لله، وكل ما ينفق على التعليم هو إنفاق في سبيل الله.
وأضاف وزير الأوقاف، إن الإمام الشافعيُّ رحمهُ الله قال: "لَيْسَ العِلْمُ مَا حُفِظَ، إِنَّما العِلْمُ مَا نَفَعَ"، وعلى كل طبيب أو مهندس أو معلم أو عامل أن يتقن عمله، وأن يتقي الله في عمله، وأن يضع نفسه مكان من يعمل له، مشددًا على أن العمل يهذب الأخلاق، ووجوه العلماء ليست عابسة كئيبة، وإن وجدت إنسانًا كئيبًا متشددًا فلا هو من العلم ومن للعلم له من سبيل، ولم يفهم الإسلام شيئًا.
وأردف، أن هناك فرق بين إنسان ألم ببعض الأمور البسيطة مثل أن بر الوالدين من الإيمان ويأتي لينصب نفسه عالمًا، من أخطر الأمور على دين الناس ودنياهم في العصر الحالي إناس نصبوا أنفسهم للفتوى وتحدثوا في دين الله دون علم ولا مؤهلات مجترأين على أهل الاختصاص وعلى الشرع، فعلينا احترام التخصص في كل شيء، مؤكدًا أن من يتحدثوا في دين الله بدون علم ويفتون دون إدراك الواقع خطر داهم على ديننا ودنيانا، أجر الناس على الفتوى أجرأهم على النار، مشددًا على ضرورة تحصين المنابر من غير المتخصصين.
التعليقات