انطلقت اليوم الاثنين أعمال مؤتمر الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات فى دورته الثامنة عشر تحت عنوان "نموذج الرعاية الصحية المتكامل.. المتطلبات والتحديات" والذي تعقده المنظمة العربية للتنمية الإدارية في القاهرة خلال الفترة من 9 - 11 ديسمبر 2019، تحت رعاية رئيس الوزراء المصري الدكتور المهندس مصطفى مدبولي.
ويتضمن المؤتمر ست جلسات بالإضافة إلى ورشتي عمل يتحدث فيها 36 خبير في مجال الرعاية الصحية المتقدمة في المؤتمر العديد من الخبراء والمتخصصين في مجال الإدارة والرعاية الصحية من لبنان، الأردن، الإمارات، الجزائر، السعودية، السودان، الكويت، اليمن، تونس، سلطنة عمان، فلسطين، مصر.
وافتتح المؤتمر الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بكلمة أكد فيها أن هذا المؤتمر بمثابة نقلة نوعية في طرح ومعالجة واحد من أهم موضوعات القطاع الصحي العربي، وهو نموذج الرعاية الصحية المتكامل، والذي بات مطلباً أساسياً لإحداث تحول جديد في تقديم الرعاية الصحية بما يكفل الحفاظ على الصحة العامة.
وأوضح القحطانى أن تطبيق هذا النموذج يتطلب شراكة واسعة مع المجتمع، يتكامل فيها دور الفرد والمجتمع وباقي الجهات الأخرى مع دور مقدمي الخدمة الصحية بما يضمن الحصول على الرعاية الصحية المتكاملة قبل حدوث المرض.
وقال سعيد الحاضي، مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية في جامعة الدول العربية، إن الجامعة تولي اهتمام كبير للتعاون مع منظمات المجتمع المدني و إشراكها في مختلف مجالات العمل العربي المشترك، وسوف يتم استراتيجيات محددة لدعم التعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتعظيم دورها في مجال الخدمات الصحية حيث تبادل الخبرات والاستفادة من الطاقات البشرية الهائلة التي ينعم بها الوطن العربي وتوفير الدعم اللازم لإصلاح القطاع الصحي والمحافظة على فرص الفقراء والفئات المستضعفة في الحصول على الرعاية الصحية الجيدة.
وأوضح أن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية أصبح يشكل عبئًا كبيرا على المواطن العربي ، مما يستوجب العمل على وضع استراتيجيات جديدة لتقديم خدمة صحية جيدة وبتكاليف تناسب الطبقة الفقيرة في المجتمعات العربية.
ومن جانبه قال الشيخ محمد بن سليمان السليم، العضو المنتدب لمجموعة المواساة للخدمات الطبية، إن ما تسعى إليه المملكة في الوقت الراهن هو تطبيق نظام الرعاية القائمة على القيمة المضافة للخدمات الصحية يعتبر من افضل الأنظمة لأنه يرتكز على عدة أمور أهمها نوعية الخدمات المقدمة للمريض ومستوى رضاه عن مقدمى الخدمة.
وأوضح الشيخ محمد بن سليمان أن مجموعة المواساة للخدمات الطبية مستمرة فى تحمل مسئوليتها تجاه المرضى بما يضمن تقديم مستويات مميزة فى خدمتهم انطلاقا من رؤية المملكة 2030 مشددا على اهمية الاستمرار بتطوير الانظمة الداخلية للشركة من خلال استقطاب الكفاءات الطبية والفنية والإدارية المؤهلة من مختلف انحاء العالم بالاضافة الى الاعتماد على الكفاءات الوطنية .
وأكد محمد بن سليمان أن المؤتمر يركز فى البحث عن أفضل النظم الإدارية والمالية والفنية لتقديم خدمات صحية متميزة للمرضى لتلبية احتياجاتهم دون مشقة أو عناء والبحث فى الطرق المثلى للإستفادة من الكفاءات الطبية والأجهزة الطبية الحديثة ودور وزارة الصحة بالإشراف والتنظيم، وهو ما يندرج تحت الهدف العام للمؤتمر لهذا العام من خلال تسليط الضوء على النموذج الأمثل للرعاية الصحية الشاملة ووضع الأسس المناسبة لتطبيقه فى عالمنا العربى للوصول الى نظام صحى ذو كفاءة عالية وقادر على تقديم خدمات صحية تتوافق مع احتياجات طالبهما .
وقال الدكتور أحمد محمد أبو عباءة، مستشار وزير الصحة السعودى، إنه تم خلال عام كامل الإعداد لهذا المؤتمر ليتم بفضل الله إعداد برنامج علمي متميز محوره الأساسي تسليط الضوء على النموذج المأمول للرعاية الصحية الشاملة ووضع الأسس المناسبة لتطبيقه في العالم العربي للوصول إلى نظام صحي ذي كفاءة عالية قادر على تقديم خدمات صحية تتوافق واحتياجات وطموحات المستفيد من هذه الخدمة هذا النموذج الذي يعد مطلبا أساسيا لتحقيق استدامة خدمات مؤسسات الرعاية الصحية بشكل متميز مع تعميق مفاهيم وأبعاد الجنة والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
وأعرب عن أمله في أن يعزز هذا المؤتمر الجهود الحثيثة في مجال التعاون والتكامل والشراكة بين الدول العربية للاستفادة من التجارب الناجحة في تطبيق هذا النموذج ونظرا لأهمية هذا الموضوع فقد حرصنا في اللجنة العلمية على إعداد البرنامج العلمي لتنفيذ هذه الرؤية من خلال اختيار مجموعة متميزة من الخبراء والمتحدثين من أكثر دول العالم تقدما في مجال المؤتمر لإثرائه بأوراق علمية وخبرات علمية إلى جانب الجلسات التفاعلية المصاحبة لهذا المؤتمر كما تم الإعداد لجلسة حوارية لمناقشة تعزيز الوقاية والتثقيف الصحي الذي يعتبر أحد الركائز الهامة في نموذج الرعاية الصحية.
وقال الدكتور خالد الشيباني، وكيل وزارة الصحة السعودي، للتخطيط والتحول حيث تحدث عن رؤية المملكة العربية السعودية في تطبيق نموذج الرعاية الصحي، وقال في ورقة عمل تحت ضوء برنامج شامل وكامل أطلقته المملكة العربية السعودية في 2016 لتحقيق رؤية 2030 اهتم القطاع الصحي بمجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إلى تحويل المنظومة الصحية في المملكة إلى منظومة بحوكمة عالية ومتميزة وتقدم المملكة مستوى رعاية ات قيمة وبطرق تمويل مستحدثة لتطبيق نموذج جديد للرعاية الصحية مع تمكين القوى العاملة والتقنية للمساعدة في نجاح هذا النموذج.
ويتناول المؤتمر العديد من المحاور منها مفهوم نموذج الرعاية والأسس التي قام عليها، والتحديات التي تواجه الأنظمة الصحية في العالم العربي، والمزايا والتحديات التي تواجه تطبيق نموذج الرعاية، وتقييم لواقع الخدمات الصحية في الوطن العربي وفق نموذج الرعاية (model of care).
وحوكمة الخدمات الصحية ويقع في إطارها إشكالات التمويل والاستخدام الأمثل للموار، وتحديات التغيير، أم المحور الثالث فيتناول متطلبات تطبيق نموذج الرعاية الصحية والإرادة السياسية والحوكمة، وتمكين الكوادر الصحية، وبناء قدرات الكوادر البشرية وتعزيز البنية التحتية و دور التقنيات الحديثة والتحول الرقمي في إنجاح النموذج، والاستفادة من الأبحاث والتجارب العالمية، والربط الإلكتروني والملف الصحي الموحد، والاستفادة من النظم الحديثة في حفظ واسترجاع وسرية "معلومات المريض".، وتطوير أساليب التثقيف الصحي والرعاية الوقائية باستخدام وسائل التقنية الحديثة، والمحور الخامس: تجارب عربية وعالمية ناجحة.
التعليقات