بدأ الذكاء الصناعي ينسحب شيئاً في فشيئاً من مجرد تواجده في الفضاء الافتراضي إلى الواقع الملموس، الأمر الذي جعل العديد من الوظائف البشرية تقف على شفا هاوية الاستسلام أمام التقنيات الحديثة التي يوفرها الذكاء الصناعي، والتي دخلت في أدق المجالات كالجراحة وتشخيص الأمراض والكشف المبكر عنها، انتهاءً بالمجالات الأكثر شمولاً كالعمالة في المصانع والمنازل.
الطبيب
دخل الذكاء الصناعي المجال الطبي من أوسع أبوابه، فأصبحت الشريحة الذكية يمكن ذرعها تحت الجلد لقراءة البيانات الحيوية للجسد البشرية من معدلات سكر وكولسترول وضغط الدم، وليس بغريباً أن نعرف أن ساعة ذكية أنقذت صاحبها من الموت المفاجيء بعد تعرضه لتسارع في دقات القلب دون أن يشعر، الأمر الذي دفعه لتصديق الساعة فيجدها على حق لتنقذه في النهاية.
الأمر في المجال الطبي لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل إلى إجراء الجراحات الدقيقة كالقلب المفتوح وبدقة بالغة يصعب إيجادها في الجنس البشري إلا في أشهر الأطباء العالميين، بل ودخل الذكاء الصناعي أيضاً في مجال التنبؤ بالاصابة بالأمراض كالسرطان وغيرها من أمراض.
المهندس
تميز الذكاء الصناعي في المجال الهندسي بمختلف أنواعه وخاصة المتعلقة بتصميم المنازل ووضع القياسات الدقيقة لإنشاءها، كذلك دخل الأمر في أكثر من ذلك عبر تصميم "ديكور" منزلي بنظام الـ 3d، الأمر الذي يمكن صاحب المنزل من رؤية منزله قبل أن ينفذ على الأمر الواقع كأنه حقيقة، وذلك عبر إدخال إحداثيات المنزل في العقل الالكتروني للحاسب، ومن ثم إدخال عدد من المواصفات ليخرج بعد ذلك التصميم ثلاثي الأبعاد للمنزل، هذا إلى جانب تعديد المواد المناسبة لبناء منزل ما.
السائق
يبدو أن مهنة السائق على موعد مع التلاشي والإنقراض أيضاً على المدى البعيد، وذلك بعدما دخلت في مواجهة شرسة مع الذكاء الصناعي، وأخذ مجال تصنيع السيارات ذاتية القيادة في الاتساع شيئاً فشيئاً، وبدأت عدة دول في العالم من بينها انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، استخدام السيارات ذاتية القيادة لنقل الأفراد بدلاً من التاكسي، وحققت بالفعل نجاحاً باهراً على هذا المستوى في توقيت الوصول وسلامة القيادة.
العامل
أكد عصر الثورة الصناعية في أوروبا على أهمية العامل اليدوي ومنذ ذلك الحين وعلى مدار عقود متتابعة من الزمن ويحظى العامل بأهمية كبيرة في عملية الانتاج فمن خلاله تدار الماكينات وتعمل الصناعات الثقيلة، ولكن هذا المشهد بدأ يتغير شيئاً فشيئاً بعد ابتكار الالات الصناعية المميكنة والتي تعمل عبر برامج محسوبة بدقة متناهية، الأمر الذي لم يعد يدع مكاناً للأيدي البشري بالتدخل في العملية الإنتاجية، وأصبحت أعداد العمال الكبيرة التي كانت تتطلبها المصانع تنحصر للتلخص في عامل أو اثنان لمراقبة العمل الانتاجية المميكنة.
الحارس
مع تطور تقنيات المراقبة والتحم عن بعد لم تعد وظيفة الحارس ذات أهمية بعد الآن، فبمجرد ضغطة اصبع يمكن لمالك عقار ما القدرة على رؤية ومشاهدة كل ما يدور في منزله بل والتحكم فيه عن بعد عبر تقنيات "انترنت الأشياء" وإمكانية التحكم في الالات عن بعد بغلق الأبواب والنوافذ أو إطلاق صافرات الأنذار، هذا إلى جانب متابعة حركة الالات داخل المنزل لتجنب حدوث الحرائق والأزمات.
التعليقات