استهل أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، كلمته على هامش الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الموقف الأمريكي من الاستيطان، بتهنئة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود على اختياره وزيرًا للخارجية المملكة العربية السعودية، معربًا عن تمنياته له بالتوفيق والسداد في مهمته التي هو أهل لها، مرحبًا به عضوًا جديد في مجلس وزراء الخارجية العرب.
وقال "أبو الغيط"، إن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، اليوم، جاء ردًا على الإعلان غير القانوني والمرفوض شكلًا وموضوعًا، الذي أعلنه وزير الخارجية الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، والذي أشار خلاله إلى أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي.
وأضاف الأمين العام للجامعة العربية، أن هذا الإعلان الأمريكي يعد تطور بالغ السلبية، وتحول مؤسف في الموقف الأمريكي نشك في أن الإدارة الحالية تقدر تبعاته، وآثاره على المدى الطويل حق قدرها، مؤكدًا المستوطنات كيانات غير شرعية ولا قانونية، والقانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله، وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي يظل احتلالًا مدانًا من العالم أجمع، والاستيطان يظل استيطان باطل من الناحية القانونية، وعارًا على من يمارسه أو يقر به من الزاوية الأخلاقية.
وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الإقرار بشرعية الاستيطان يعني ضمنيًا إقرار بواقع الاحتلال، متسائلًا: "على أي شيء يتفاوض الفلسطينيون مع الإسرائيليين إذن إن لم تكن هناك أرض محتلة، أو مستوطنون غاصبة للأرض؟!"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية جاءت بوعود كبيرة بتحقيق صفقة كبرى تُنهي الصراع وتجعل حلم السلام واقعًا، ويبدو أن ما نجحت فيه هذه الإدارة حقًا بعد 3 سنوات من المواقف الأحادية والضغوط الهائلة على الفلسطينيين هو إنهاء دور الولايات المتحدة كوسيط أو مرجع في أي عملية سلمية، وهو أمر يحدث للمرة الأولى منذ أربعة عقود لعبت خلالها إدارات أمريكية متعاقبة دور الوسيط، بدرجات متفاوتة من النجاح والفشل.
وأوضح أن تبعات الإعلان الأمريكي تتجاوز حتى الدور الأمريكي في الشرق الأوسط أو في عملية السلام، مؤكدًا أن الاستخفاف بمبدأ مستقر نص عليه القانون الإنساني الدولي، والذي يحظر على القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها، يضرب ما تبقى للولايات المتحدة من شرعية أخلاقية في هذا الملف، ويخصم من مصداقيتها كقوة عالمية يُفترض أن تحترم القانون الدولي وأن تعمل على تنفيذه.
وأدان "أبو الغيط"، الإعلان الأمريكي المؤسف بشأن الاستيطان الذي يضرب عرض الحائط بفكرة القانون الدولي، داعيًا كافة دول العالم إلى التصدي لمثل هذا النهج، مرحبًا بحالة الإجماع الدولي المناهض للإعلان الأمريكي، موضحًا أن هذا الإجماع العالمي يجعل من الإعلان الأمريكي مجرد رأي فردي يكرس مبدأ أن القوة هي التي تصنع الحق، وهو مفهوم خطير ومرفوض يكشف عن خلل قيمي لدى من يتبناه أو من يدافع عنه.
وأردف الأمين العام للجامعة العربية، أن السياسة الداخلية لأي دولة لا تصنع القانون، والقانون يقول أن الاستيطان مهما طال به الأمد هو غير شرعي وإلى زوال، مشددًا على أننا نقف جميعًا مع الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، وندعمه بشتى الوسائل، ونحمل قضيته إلى العالم أجمع.
التعليقات