لطالما شغلت قصص أبطال الدراما العربية وبشكل خاص المصرية المشاهدين لا سيّما خلال الشهر الكريم حيث يكون الإنتاج الدرامي في أوجه. فمنذ أواخر الثمانينات، برزت أعمال ضخمة تصدرت قائمة المسلسلات الدرامية وساهمت بدورها في ظهور عدد من المسلسلات الدرامية الخالدة في التسعينات التي تركت بصمة ذهبية في تاريخ الدراما العربية لدرجة أنّها ما زالت حتى الآن تلاقي إقبالًا ونسبة مشاهدة عالية كلّما أعيد عرضها على الشاشات، وذلك رغم مرور أكثر من 20 سنة على إنتاجها.
وتستحوذ الدراما المصرية على الحصة الأكبر في سوق الإنتاج إذ أنها الأكثر انتشاراً والأضخم والأقدم، إلاّ أنها تؤكّد سنة بعد سنة أنها تستحقّ موقع الصدارة لا سيّما أنّها تزخر بمزيج مميّز من المخرجين والمؤلفين والممثلين الذين يعملون على تطوير المشهد الدرامي لتقديم أروع مسلسلات التشويق، والكوميدي، والدراما التي تعتمد على التقنيات العالية في التصوير والإخراج حيث شهدت نقلة نوعية في الإنتاج.
فعلى مدى الأعوام الماضية، استقطبت الدراما المصرية فناني ومخرجي السينما ما زاد أجواء التحدي والتنافس لتقديم أعمال تطرح أفكاراً جديدة لا تعتمد فقط على التسلية والترفيه بل على نشر التوعية لدى جيل الشباب ومعالجة القضايا الاجتماعية التي تهمّ المشاهد العربي وإبراز مدى أهمية دور المرأة في المجتمع. ونلاحظ هذا التطور والاختلاف بين بدايات الدراما العربية والمسلسلات التي تُعرض اليوم على الشاشات حيث باتت الممثلات ينافسن بشكل كبير الممثلين الذين غالباً ما كانوا يستأثرون بأدوار البطولة، فبعدما كانت أدوار المرأة بسيطة ومحدودة إذ كانت تقتصر مشاركتها على الغناء والفنون، أصبحت اليوم تُجيد الأدوار المركبة وتبرع في البطولات المطلقة وتنافس النجوم الذكور من حيث مساهمتها في زيادة نسبة المشاهدة.
ـ دراما راقية ـ
واختارت مؤسسة دبي للإعلام أربعة أعمال مميّزة لتُعرض ضمن شبكة برامجها خلال رمضان 2017 على شاشة تلفزيون دبي. فكان للدراما الحصة الأبرز مع "الحساب يجمع"، و"واحة الغروب"، و"لأعلى سعر"، حيث يروي مسلسل "الحساب يجمع" قصّة "نعيمة"، امرأة أربعينية تعيش مع ابنتيها وابن شقيقتها، بعدما عملت في خدمة المنازل لأكثر من 20 عاماً، ولأنها لم تكسب الكثير طوال هذه المدة قررت تحويل شقتها الصغيرة إلى مكتب يوفر العاملات المنزليات. فحققت نجاحاً في هذا المجال بفضل علاقاتها التي تجمعها بأهل المناطق الشعبية وسماسرة الخدم ومندوبي التوريد من الأرياف والصديقات العاملات في هذه المهنة وأصحاب البيوت. المسلسل من بطولة يسرا، وكريم فهمي، وإيمان العاصي، ومحمود عبد المغني، وبوسي، وعايدة رياض، وندى موسى وآخرون. سيناريو وحوار: إياد عبد المجيد، وإخراج: هاني خليفة ويُعرض على تلفزيون دبي.
أمّا "واحة الغروب" الذي يجمع منة شلبي، وخالد النبوي، وأحمد كمال، وسيد رجب، وكارول الحاج، ولؤي عمران، وخالد كمال وآخرين، فهو مقتبس عن رواية طاهر بركة الفائزة بجائزة "بوكر" للراوية العربية في العام 2008، وتدور أحداث المسلسل بين القاهرة وأسوان والإسكندرية بين عامي 1882 و1888 بالتزامن مع الاحتلال البريطاني لمصر. فبعد أيام قليلة من فشل الثورة العربية، يُعيّن محمود عبد الظاهر ضابط البوليس المؤيد للثورة مأموراً في واحة "سيوة"، حيث تكون الحالة الأمنية خطيرة بعد مقتل المأمور السابق على يد الأهالي، فتتطوّر الأحداث الدرامية في هذا العمل الذي يعيد استكشاف جزء مهم من تاريخ مصر في بداية الاحتلال الإنكليزي. سيناريو وحوار: مريم نعوم وإخراج: كاملة أبو ذكري.
وفي مسلسل "لأعلى سعر" نكتشف مع نيللي كريم، وأحمد فهمي، وزينة، ونبيل الحلفاوي، ومي كساب، وبشرى، وأحمد مجدي، وأحمد فهمي، وسلوى محمد علي كيف تتحوّل قصص الحب إلى كراهية وانتقام، حين تقرر "جميلة" تدمير عالم "هشام" الذي بنته بنفسها، بعدما تحول إلى شخصية انتهازية. فكيف ستتصرف "الباليرينا" الشهيرة بعد المؤامرة التي تعرضت لها وأفقدتها مكانتها في عالم الباليه، واكتشافها بعد سنوات حقيقة زواجها الذي عارضه الجميع. فهل سيكون النصر والغلبة حليفها، فهل يُباع الجميع لأعلى سعر، بعدما أصبح البشر بلا ضمائر؟! سيناريو وحوار: مدحت العدل وإخراج: محمد جمال العدل.
وللكوميديا العربية حصّة أيضاً على شاشة دبي مع "في اللالالاند"، فكرة هشام جمال، وتأليف مصطفى صقر، وإخراج أحمد الجندي. يتجمع أبطال المسلسل دنيا سمير غانم، وحمدي المرغني، وشيماء سيف، وهنا الزاهد، ومحمد سلام، وليلى عز العرب، وسمير غانم، وبيومي فؤاد، ومحمد ثروت في طائرة تضطر للهبوط في إحدى الجزر النائية وغير المأهولة، ليكتشف الجميع أنّ لا أمل لديهم بأن يتمّ العثور عليهم، فيصبحون مرغمين على محاربة عوامل الطبيعة، ليكتشفوا بعد تكيفهم مع هذه الأجواء الاستثنائية أنّ هناك عقبات جديدة في انتظارهم بالإضافة إلى أسرار يخفيها ماضي الجزيرة ضمن إطار كوميدي محبب.
التعليقات