صلاح أبو سيف رائد الواقعية المصرية، أحد أهم مخرجي السينما المصرية على مدار تاريخها، وأول مخرج مصري يدخل تاريخ السينما العالمية بوجوده في قاموس السينمائيين العالميين.
ولد المخرج الكبير صلاح أبو سيف في 10 مايو عام 1915م في حي بولاق بالقاهرة، وعمل في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى، وفي نفس الوقت عمل بالصحافة الفنية، واثناء عمله في المحلة أخرج عدد من المسرحيات لعمال شركة النسيج، والتي اتاحت له الفرصة بمقابلة المخرج نيازي مصطفى الذي ذهب للمحلة ليُنتج فيلمًا تسجيليًا عن الشركة، والذي ساعد في نقله إلى استديو مصر حيث بدأ العمل في قسم المونتاج، ومن ثمَ أصبح رئيسًا للقسم لمدة عشر سنوات، وتتلمذ على يده الكثيرون في هذا الفن.
في عام 1937، عمل مساعدًا للمخرج نيازي مصطفى في فيلم "سلامة في خير" لنجيب الريحاني وحسين رياض، وفي بداية العام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم، في فيلم "العزيمة"، بطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي، و نفس العام عاد من باريس بسبب الحرب العالمية الثانية، وأخرج فيلمًا قصيرًا لـإسماعيل يس في عام 1942 تحت اسم "نمرة 6 – العمر واحد".
وفي عام 1946م قام بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا الفيلم هو "دايماً في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي "جسر واترلو"، ومن بعده أفلام "المنتقم، مغامرات عنتر وعبلة، شارع البهلوان، زال الشر"، وفي العام 1950 عندما عاد من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم "الصقر" بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي، كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية وأصّر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية.
قدّم للسينما العديد من الأعمال الهامة، بلغ عددها 41 فيلمًا، 11 من بينها تم اختياره من أفضل 100 فيلم، من بينها 3 أفلام بين العشرة الأوائل، وهي أفلام "شباب امرأة" 1965، وجاء في المركز السادس، و"بداية ونهاية" 1960 في المركز السابع، و"الفتوة" 1957 في المركز العاشر، وغالبية أعماله تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، ومنها "فجر الإسلام، بداية ونهاية، ريا وسكينة، القاهرة 30، الزوجة الثانية، السقا مات، المجرم، المواطن مصري، بين السما والأرض، شيء من العذاب، لا وقت للحب، مجرم في إجازة، الأسطى حسن، لك يوم يا ظالم، المنتقم"، وكان آخر أعماله "السيد كاف" عام 1994.
وكان قد عُيّن رئيسًا للشركة العامة للإنتاج السينمائي في الفترة من 1961 وحتى 1965، وتولى إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما في منتصف الستينيات، وكان همه إيجاد جيل جديد يكتب السيناريو الجيد لذا أنشأ معهد السيناريو وكان عميدًا له، وعمل أستاذًا في المعهد العالي للسينما، وهو أول سينمائي مصري دعا لإنشاء نقابة للسينمائيين، وكان عضوًا بلجنة السينما بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، ولجنة الفنون بالمجالس القومية المتخصصة، ومجلس إدارة صندوق دعم السينما، ومجلس إدارة غرفة صناعة السينما.
كما أخرج للسينما العراقية فيلم "القادسية" عام 1982، والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من العراق ومصر والكويت وسوريا والمغرب وغيرها من البلدان، ومن أبرزهم سعاد حسني وعزت العلايلى وشذى سالم وليلى طاهر ومحمد حسن الجندي وهالة شوكت وكنعان وصفي وسعدية الزيدي وطعمة التميمي وقاسم محمد وقائد النعماني وسعدي يونس وبدري حسون فريد وجبار كاظم وهاني هاني وقاسم الملاك وغازي الكناني وفوزية عارف وبهجت الجبوري وكامل الكيسي وضياء محمد ونزار السامراني وكنعان عز الدين ويعقوب أبو غزالة، وغيرهم.
وبلغ مجموع الأفلام التي أخرجها صلاح أبوسيف طوال مسيرته 41 فيلمًا نال عليها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية، وفي 22 يونيو من عام 1996م توفي المخرج الكبير إثر إصابته بمرض عضال عن عمر ناهز 81 عامًا.
التعليقات