كتب: عزة منير (هولندا)
شارك نحو 50 ألف شخص من جميع أنحاء العالم من بينهم 5 آلاف جندي في ماراثون الأيام الأربعة الذي انتهى مؤخراً واحتضنته مدينة نايميخن الواقعة في مقاطعة خلدرلاند شرق هولندا التي احتفلت بمرور قرن من الزمان على أول ماراثون.
ويقطع المشاركون في الماراثون من 30 كيلومتراً إلى 50 كيلومتراً سيراً على الأقدام ولمدة أربعة أيام. ويعتبر ماراثون نايميخن أكبر ماراثون للسير على مستوى العالم، وتنظمه مؤسسة الأيام الأربعة في الثلاثاء الثالث من شهر يوليو.
وينطلق الماراثون من ميدان فدرين في مدينة نايميخن الذي انتقل إليه قبل سنوات قليلة بعد أن كانت البداية من ميدان قيصر كارول في المدينة لكنه ينتهي عند الأخير.
واستهدف ماراثون نايميخن في البداية تدريب الجنود عام 1909،حيث شارك فيه 306 جنود، قطعوا مسافة 140 كيلومتراً سيراً على الأقدام وعلى مدار أربعة أيام.
واستمرت هذه التدريبات كل عام حتى بدأ المدنيون في مشاركة ذويهم في السير إلى أن أصبح تقليداً سنوياً يشترك فيه الجنود والأهالي، وارتأى القائمون على تنظيم السباق وضع نظم وقوانين لتحديد المسافة التى كانت حينذاك تبدأ من 35 كم _ 45 كم _55 كم، ومن ثم تحديد نقطة بداية ونهاية وموعد محدد كل عام، حيث اختاروا الثلاثاء الثالث من شهر يوليو.
إلا أن الماراثون توقف بين عامي 1914 : 1915 وذلك لوقوع الحرب العالمية الأولى، ومن ثم أعيد تنظيمه بعد انتهاء الحرب مباشرة.
ويعتبر 1918 عاماً فارقاً بالنسبة للسباق، حيث شهد مشاركة بعض الجنود إلى جانب المدنيين من أنحاء العالم في الماراثون للمرة الأولى وكانت نقطة تحول من كون الماراثون محلياً يقتصر على تدريبات الجنود إلى أن أشرق على دول العالم كافة.
لكن يتوقف الماراثون للمرة الثانية طوال فترة الحرب العالمية الثانية أي من عام 1940 إلى 1945 إلى أن أعيد تنظيمه مرة أخرى بعد الحرب واستمر بصورة سنوية، وكان 1998 عاماً فارقاً من حيث عدد المشاركين الذين وصلوا إلى نحو مليون مشارك من مختلف أنحاء العالم.
وتعرض سباق 2006 لإلغاء بعد أول يوم نتيجة الموجة الحارة التي اجتاحت البلاد، ما أدى إلى وفاة مشاركين وإصابة عدد منهم بالجفاف.
وتطلق اللجنة المنظمة للسباق على كل يوم من أيام السباق الأربعة اسماً مختلفاً لقرية من القرى المجاورة لمدينة نايميخن، ويأخذ اليوم الأول اسم قرية Elst، فيما يأخذ اليوم الثاني اسم Wijchen، والثالث اسم Groesbeek ، اما اليوم الرابع والأخير فيأخذ اسم قرية Cuijk.
وشهد سباق هذا العام انسحاب نحو 914 مشاركاً ومشاركة في يومه الثالث بنسبة 2.08%، وتعد هذه أقل نسبة انسحاب مقارنة بالأعوام السابقة.
ويصاحب الماراثون عدد من الأنشطة والفعاليات التي تنظم في نهاية كل يوم، حيث يحتشد المشاركون في احتفال كبير بصحبة الموسيقى والرقص والمأكولات الشهية، وفي نهاية اليوم الرابع توزع الميداليات على الأكثر تنسيقاً والتزاماً بقواعد وتعليمات الماراثون.
ويسير المشاركون في صفوف داخل مجموعات، حيث ترتدي كل مجموعة زياً موحداً بلون مميز، وكلما كانت صفوف المجموعة منسقة وموسيقاها وغنائها منظماً كلما كانت فرصتها أكبر في الحصول على ميدالية الماراثون.
وكلما حافظت على تنسيقها أمام الأهالي المصطفين على جانبي الطريق لمتابعة ذويهم وتشجيعهم وتكليلهم بالزهور وإمدادهم بالمثلجات كلما كانت فرصة الفوز أيضاً أكبر، لكن اصطفاف الأهالي رغم أهميته إلا أنه يُعد أكبر عائق أمام فوز المشاركين، حيث يُحدث بعض البلبلة في الصفوف.
وتقدم المؤسسة المسؤولة عن الماراثون هدية إلى كل من يشارك في الماراثون على مدار عشر سنوات متتالية عبارة عن حق العضوية في المؤسسة.
ولم تكتف مدينة نايميخن بتنظيم ماراثون الأيام الأربعة بل تشهد المدينة ماراثون آخر وهو ماراثون الدراجات الذي ينظم بعد ماراثون السير بأسبوع واحد.
التعليقات