احتفل المتحف المصري بالتحرير، بمرور 115 عاما على افتتاحه بعرض 60 من الرقائق الذهبية الخاصة بإحدى العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون، لأول مرة للجمهور.
ويأتي ذلك خلال فعاليات معرض (كنوز توت عنخ آمون غيرالمرئية)، الذى تنظمه وزارة الآثار بالتعاون مع المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، ويستمر حتى 31 ديسمبر المقبل بالقاعة 13 بالدور العلوي بالمتحف.
وشهد الافتتاح لفيف من السفراء الأجانب من بينهم السفير الألماني بالقاهرة ورئيس المعهد الألماني، ونخبة من الخبراء والمتخصصين الألمان والمصريين، ومسئولي وزارة الآثار وأساتذة كليات الآثار، جاء ذلك وفقاً لما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد وزير الآثار الدكتور خالد العناني، خلال الافتتاح، أن المعرض يعد أحد أوجه التعاون المشترك بين مصر وألمانيا في مجال العمل الأثري والمتحفي، الذي بدأ منذ سنوات عديدة، ويأتي في إطار الاحتفال بـ 115 عاما على إنشاء المتحف عام 1902 ومرور 60 عاما على افتتاح المعهد الألماني بالقاهرة عام 1957.
وأوضح أن الرقائق الذهبية موجودة بمخازن المتحف المصري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، وكانت في حالة سيئة من الحفظ منذ اكتشافها وحتى عام 2014 حين بدأت الدراسات الخاصة لترميم هذه المجموعة الأثرية المهمة من خلال مشروع مشترك بين المتحف المصري والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة وجامعة توبينجن والمتحف الروماني الألماني.
وأضاف أنه عقب انتهاء فعاليات المعرض، سيتم نقل هذه الرقائق للمتحف المصري الكبير لعرضها به عند افتتاحه الجزئي في عام 2018 ضمن مجموعة الملك توت عنخ آمون.
وأشار إلى أنه سيتم عرض الكنوز والمقتنيات الفريدة لتوت عنخ آمون بطريقة جديدة وجذابة عند الافتتاح الجزئي للمتحف، حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض تلك المقتنيات بصورة كاملة.
من جانبه، أشار مدير عام الترميم بالمتحف الدكتور مؤمن عثمان - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى مشروع ترميم ودراسة الرقائق الذهبية الخاصة بإحدى العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون برئاسة كريستيان ايكمان، حيث إنه عندما دفن الملك توت عنخ آمون في مصر، كانت مقبرته مليئة بالكنوز، وتضم عربتين منمقتين بالذهب، وكان استخدامهما يقتصر على الاستعراضات والفعاليات العظمى فى ذلك الوقت، وتم عرضهما في المتحف المصري، بعد زمن قصير على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد عالم الآثار هوارد كارتر في 4 نوفمبر عام 1922، ولكن الرقائق الذهبية وباقي المكونات المزخرفة لم تجد طريقها إلى المعرض، بل أُرسلت إلى المخازن.
وأضاف أن الرقائق الذهبية عليها العديد من الرسومات والنقوش وخراطيش للملك توت عنخ آمون، ونجح المشروع المصري الألماني فى توثيقها وتحليلها وترميمها، حيث كانت في حالة سيئة من الحفظ، وتم عرض 60 منها في المعرض بشكل منفصل، ومن المقرر استكمال المشروع لمعرفة تفاصيل أكثر عنها.
وفى السياق، أوضح المرمم بالمتحف الروماني الألماني بمدينة (ماينز) بألمانيا ورئيس المشروع كريستيان إيكمان أنه تم الانتهاء بنجاح من ترميم مجموعة من الرقائق الذهبية للملك توت عنخ آمون، وتحليلها علميا وأثريا، وهو ما سيتم عرض نتائجه ومناقشته في ورشة عمل على هامش المعرض.
ولفت إلى أن الرقائق الذهبية وباقي المكونات المزخرفة للملك توت عنخ آمون - منذ اكتشافها - أرسلت إلى المخازن، وهكذا ظلت تلك التحف مهملة في المخازن زمناً طويلاً إلى أن بدأ المشروع المشترك بين الألمان والمصريين فى عام 2014 للنظر في شأنها وترميمها ، ودراسة ما تحويه من ذهب وجلد ومواد لاصقة؛ الأمر الذى يسمح بإزالة الغموض الذي يكتنف المشاهد المنقوشة، حيث تم الكشف عن مؤشرات ودلائل على مكان صنع تلك التحف.
التعليقات