بدأ قلب أكبر تلسكوب شمسي في العالم بالنبض، حيث حقق تلسكوب إينوي الشمسي، وهو الأكبر في العالم بمرآة قطرها 4 أمتار، إنجازًا تاريخيًا بالتقاطه أول صور للشمس باستخدام مقياس الاستقطاب الطيفي VTF.

طُوّر مقياس الاستقطاب الطيفي VTF في ألمانيا ونُصب في هاواي، ويزن 5.6 أطنان، ويستخدم مقاييس تداخل متطورة لتحليل ضوء الشمس بدقة غير مسبوقة، محققًا دقة 10 كيلومترات لكل بكسل، تظهر مجموعة من البقع الشمسية العملاقة بمساحة تقارب 625 مليون كيلومتر مربع، وتكشف عن التفاعلات المغناطيسية المعقدة التي تحدث على سطح نجمنا.

يستهدف الجهاز الغلاف الضوئي واللوني للشمس لدراسة تدفقات البلازما والمجالات المغناطيسية التي تُسبب الانفجارات الشمسية.
تكشف الصورة الأولى بطول موجي 588.9 نانومتر عن بنية دقيقة لبقعة شمسية، مما يُبشر بعصر جديد في رصد الشمس، ما يفتح نافذة جديدة لفهم العمليات الفيزيائية الأساسية التي تحكم سلوك نجمنا.
ما يجعل هذه الصورة استثنائية هو التقنية المتطورة المستخدمة في التقاطها، حيث يعمل التلسكوب بثلاث كاميرات متزامنة تقوم بالتقاط مئات الصور خلال ثوان معدودة بأطوال موجية مختلفة، ثم يتم دمجها رقميا لإنتاج رؤية ثلاثية الأبعاد لهياكل الشمس، وتتيح هذه المنهجية الفريدة للعلماء دراسة ديناميكيات البلازما والمجالات المغناطيسية الشمسية بدقة غير مسبوقة.
البقع الشمسية التي تظهر في الصورة وهي مناطق ذات نشاط مغناطيسي مكثف، تعد نوافذ لفهم أفضل للظواهر الشمسية العنيفة مثل التوهجات الشمسية وانبعاثات الكتلة الإكليلية، التي لا تؤدي فقط إلى ظهور الشفق القطبي الساحر، بل قد تهدد أيضا البنية التحتية التكنولوجية على الأرض عندما تصل إلينا بقوة كافية.
ويقع هذا التلسكوب العملاق في موقع إستراتيجي على قمة بركان "هاليكالا" في هاواي، حيث تصل كتلته إلى 5.6 طن، وهو مجهز بأحدث التقنيات بما فيها مرشح الطول الموجي القابل للتعديل المرئي “VTF” الذي تم تطويره في ألمانيا، فيما يمثل الجهاز الدقيق قلب النظام البصري للتلسكوب، حيث يتيح للعلماء قياس خصائص البلازما الشمسية بدقة فائقة.
التعليقات