كم هم شهداء العمل! وكم هم شهداء المؤمرات الخبيثة! وكم هم من لا يسمعون من سلطة أعلى وللمصالح مكانة أولى. فمن يلتنم أعضاؤه أسد جائع ومن حوله يخافون على حيوانات بالملايين وكأنه روح الإنسان لا تساوي إلا ملاليم؟ وكم هم من تعفنت كؤوس كريمة الكريمة وأعدوا الأوراق الملفقة والمزورة وسعوا لازهاق من حولهم وهم يحولون مقاعدهم لحصالات ممن سافروا وعادوا وساعدوهم في نهب الأوراق وضياع حقوق من يستحقون.
شهداء العمل منهم من مات وهو ساهر لحماية مكان والقتلة لعمره ولأسرته ولصحته يسرقون. شهداء العمل من حسنت نواياهم في أجواء كلها قذارة ووباء وفساد ومن هم؟ وأين هم من يسمعون؟ شهداء العمل من هرب قتلتهم وهم خارج أسوار العدالة بكل المميزات ينعمون. قتلة من أمهر القناصة وأمهر ذارعي المتفجرات وللحوم البشر يبعيون ويأكلون وينهشون وبالزور والكذب يشهدون.
شهداء العمل لم يقدرهم أحد سقطوا وسط ساحات العمل وبالدم ينزفون. شهداء العمل يسقطون والقتلة المقنعون يمرحون وعلى الشاشات يظهرون ولكل من يعمل بجد يجهضون. إلى متى؟ إلى متى سيظل من يعملون بجد ويخلصون أغراب وجرحى؟
إلى متى سيحيا القتلة الملثمون في أحشاء تأن بالأوجاع وهل أنتم لهم سامعون؟
تكاثرت أنفاس الجوعي وتلاهثت وتكالبت على من يعملون كأنهم وجبة لأسد جائع لأعضائه يقسمون أأنتم شهدتم بأخلاق الإنسانية أم أنكم سلعة بخسة في الغي تعمهون! ولأين ولمتى ستظن أيها اللص السارق أنك ماهر وهارب. أيا أيها القاتل المقنع؟ إهنأ بالنعيم وهناك من ينتظرك في آخر الطريق وإياك أن تقنع فأنت ملاق رب خلق لك من الطين من سيأكلك ولن ينام حتى من جسدك ينهل ويشبع. تراب أنت من تراب بل التراب سيلفظ جسدك وعظمك لن يركع. ملفوف في ظلمة الدجي وصار بياض الكفن دود ينهشك ومن لصراخك سيسمع؟
التعليقات