يلعب المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة في تونس دور رئيسا وهاما على كافة الصعد في كل المجالات خاصة في ميدان الثقافة والفنون، وعقب اختتام المهرجانات الصيفية كثيرة العدد مع منتصف شهر أوت "أغسطس" يأخذ الشارع الفني والثقافي إستراحة قصيرة لإلتقاط الأنفس، ثم يعود لينطلق بقوة وحماس مع حلول شهر أكتوبر.
ومع النصف الثاني من شهر أكتوبر 2024 يفتتح الموسم الفني والثقافي مهرجان "سينما للفنون" في دورته الخامسة من 16 إلى 20 أكتوبر وهو مهرجان سينمائي في المقام الأول لكن من أهدافه الرئيسة تقديم محتوى ثقافي مميز يشمل كافة الروافد الثقافية بما في ذلك "ثقافة الطعام"، وتلك سمة تعكس خصوصية هذا المهرجان الذي يعرض أعمالا متتوعة في مجالات مختلفة مثل الأفلام الوثائقية عن الرسم، والأدب، والشعر، والموسيقى، والرقص، والتراث، وفن الطهي، فضلا عن موضوعات يفرضها الراهن الحالي في العالم مثل البيئة وتغير المناخ، والذكاء الإصطناعي ومدى تأثيره.
ومن أهداف المهرجان أيضا تعزيز حضور الافلام التي تقدم أبرز التيارات السينيمائية من كافة البلدان من خلال معايير تتوافق مع المفهوم الثقافي والفني الذي يقع ضمن دائرة إهتمام مهرجان "سينما للفن".
كما يتبنى المهرجان تأكيد فكر "موليير" في المسرح، و الذي كان يسعى إلى التعليم من خلال الترفيه في السينما.
كما أضاف مدير المهرجان "محمد على العقبي" أن ضمن أنشطة المهرجان ورشة للكتابة عنوانها "قصص بين الضفتين" بالتعاون مع جمعية "COPMED" الكورسيكية حيث يتمكن أبناء ضفتي المتوسط من التحاور والتشارك في كتابة نصوص أفلامهم القصيرة والإلمام بفنياتها، وسوف يتاح لأربعة من المشاركين في الورشة في هذه الدورة فرصة عرض مشاريعهم أما لجنة التحكيم مكونة من شخصيات فنية وثقافية بارزة بينهم أثنان من المخرجين سيتم الإعلان عنهم، والمشاركين الأربعة من تونس وكوسيكا والمغرب، وإيطاليا، علما بأن المشاركة المغربية نسائية، والفائز أو الفائزة من بينهم سينال جائزة الدورة الخامسة 2024 ..وتهدف تلك الجائزة على مساعدة الفائز في بدء مشروعه، والتواصل مع المنتجين.
وعلى الرغم من ذلك صرح مدير المهرجان "محمد على العقبي" أن روح المهرجان لا تتسم بالتنافسية إذ أن الجمهور هو لجنة التحكيم الخاصة به وإدارته تعتبر الجائزة الحقيقية هي مشاركة الجمهور.
وتحتضن سلسلة دور سينما "أجورا" فعاليات المهرجان في مدينتي "المرسى" بتونس العاصمة، و"جربة" جزيرة الأحلام.
إختتم "العقبي" مدير المهرجان بإشارة هامة للأفلام الوثائقية وندرتها الشديدة في السينما العربية معتبرا أن فيلمي "إسكندرية ليه" ليوسف شاهين، و"المومياء" لشادي عبد السلام .. يمكن إعتبارهما يحملان قدرا من سمات السينما الوثائقية إذ يتماسا معها ..
السيناريست "طارق بن شعبان" المدير الفني لمهرجان "سينما للفنون" تحدث عن تضمن الدورة الخامسة ل"ماستر كلاس" عنوانه فن الوثائقي مخصصة للطلاب الدارسين للسينما..يشارك فيها المخرج والكاتب "جان ميشيل دجيان" الذي سيشرح تقنيات الكتابة في الفيلم الوثائقي وكيفية تطورها لتصبح عملا سينمائيا.
وأضاف "بن شعبان" أنه سيعرض ضمن الفعاليات والافلام المعروضة فيلم "إدجار مورين ـ يوميات حياة"، حول الفيلسوف والمفكر السينمائي الشهير "إدجار مورين" وسيتبعه نقاش يقوم بإدارته.
ويحتضن المهرجان ضمن فعالياته معرضا للفن التشكيلي، يشارك فيه أربعة فنانين من تونس حيث سيقدم كل منهم أعمالا تعكس الجماليات الخاصة به مستوحاة من المفهوم الفلسفي ل "جاستون باشلار" التي يعبر فيها عن العناصر الأربعة .. الماء، والهواء، والنار، والتراب.
التعليقات