كشفت منظمة الصحة العالمية أن موجات الحر الشديدة تؤدي بحياة أكثر من 175 ألف شخص سنوياً في أوروبا، مما يجعل القارة العجوز واحدة من أكثر المناطق تأثراً بظاهرة الاحتباس الحراري. جاء هذا التصريح في بيان أصدره الدكتور هانز كلوغه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، مشيراً إلى أن معدلات ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا تتزايد بوتيرة أسرع مقارنة ببقية مناطق العالم.
أوروبا: الإقليم الأسرع احتراراً
أوضح الدكتور كلوغه في بيانه أن "الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هو المنطقة الأسرع احتراراً بين أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة، حيث ترتفع درجات الحرارة بحوالي ضعف المعدل العالمي." وأضاف أن هذه الزيادة الملحوظة في درجات الحرارة تؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة السكان، حيث يدفع الناس "الثمن النهائي" لهذه الظاهرة.
تأثير موجات الحر على الصحة العامة
في الإقليم الأوروبي الذي يضم 53 دولة، كانت السنوات الثلاث الأكثر دفئاً على الإطلاق منذ عام 2020، بينما سجلت السنوات العشر الأكثر دفئًا منذ عام 2007. وتؤكد هذه الأرقام مدى التهديد الذي تمثله موجات الحر على الصحة العامة، حيث تتسبب في ارتفاع معدلات الوفيات بين الفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والأطفال.
استجابة منظمة الصحة العالمية
تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الحكومات والمنظمات المحلية في أوروبا لتعزيز الاستعداد لمواجهة موجات الحر. وتشمل الجهود الحالية تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتطوير استراتيجيات للحد من تأثير موجات الحر، وتوعية الجمهور بطرق الحماية من ارتفاع درجات الحرارة.
مستقبل مجهول
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل، يظل الوضع في أوروبا مقلقاً. تحتاج الدول إلى اتخاذ إجراءات فورية وقوية للتخفيف من آثار تغير المناخ، وذلك لحماية صحة السكان ومنع وقوع المزيد من الوفيات المرتبطة بالحرارة.
يبعث التقرير برسالة واضحة حول الحاجة الملحة للعمل على المستوى المحلي والدولي لمواجهة التحديات المناخية التي تهدد الحياة والصحة في أوروبا وحول العالم.
التعليقات