تعد أسمهان، واسمها الحقيقي آمال الأطرش، من أبرز الأيقونات الفنية في تاريخ الغناء والسينما العربية. وُلدت في 25 نوفمبر 1912 وتوفيت في 14 يوليو 1944، وبرزت كمغنية وممثلة سورية لها تأثير كبير، إلى جانب كونها شقيقة الموسيقار فريد الأطرش. ساهمت أسمهان في إثراء الفن العربي بصوتها المميز وأدوارها السينمائية المميزة.
أسرة أسمهان ونشأتها
وُلدت آمال الأطرش، المعروفة بأسمهان، في عائلة درزية عريقة. والدها فهد الأطرش كان درزيًا من جبل الدروز في سوريا، ووالدتها علياء المنذر من لبنان. ولدت على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية. قضت العائلة فترة في بيروت قبل أن تنتقل إلى سوريا وتحديدًا إلى جبل الدروز. بعد وفاة والدها في عام 1924، انتقلت العائلة إلى مصر حيث عاشت في حي الفجالة وسط ظروف مادية صعبة.
انطلاقة أسمهان الفنية
بدأت أسمهان مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث اكتشفها الملحن داود حسني وأطلق عليها اسم "أسمهان" تيمنًا بفتاة أخرى كان يتعهد تدريبها. بدأت تغني في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين، وسرعان ما برزت كنجمة غناء بجانب نجوم ذلك الوقت مثل أم كلثوم وليلى مراد.
أسمهان مقتولة؟" src="https://mediaaws.almasryalyoum.com/news/large/2015/07/13/347903_0.jpg" />
زواجها وحياتها الشخصية
في عام 1934، تزوجت أسمهان من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا، حيث عاشت كأميرة للجبل لمدة ست سنوات وأنجبت ابنتها الوحيدة كاميليا. إلا أن حياتها الزوجية انتهت بالانفصال وعادت إلى مصر لتواصل مسيرتها الفنية.
مسيرة أسمهان السينمائية
دخلت أسمهان عالم السينما من خلال فيلمها الأول "انتصار الشباب" في عام 1941، والذي شاركها فيه شقيقها فريد الأطرش. وفي عام 1944، شاركت في فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام"، والذي شهد نهاية حياتها.
اتهامات بالجاسوسية ووفاة أسمهان
واجهت أسمهان اتهامات بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يُقال إنها ساعدت الحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان. في 14 يوليو 1944، لقيت أسمهان حتفها في حادث سيارة غامض أثار العديد من التساؤلات والاتهامات. تُشير بعض الأقاويل إلى تورط الاستخبارات البريطانية أو زوجها السابق في وفاتها.
أسمهان و4 شخصيات وجهات في دائرة الشك | خبر | في الفن" src="https://media.filfan.com/NewsPics/FilfanNew/large/Samhan.jpg" />
إرث أسمهان الفني
تركت أسمهان خلفها إرثًا فنيًا كبيرًا، حيث تعاونت مع كبار الملحنين والشعراء في ذلك الوقت مثل محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، ومحمد القصبجي. من أبرز أغانيها "محلاها عيشة الفلاح"، "مجنون ليلى"، و"ليالي الأنس في فيينا".
أسمهان في الإعلام
تم تخليد قصة حياتها في مسلسل "أسمهان" الذي عُرض في رمضان 2009 من بطولة سلاف فواخرجي، وقد لاقى المسلسل إقبالًا كبيرًا. كما يتم حاليًا إنشاء متحف لأسمهان في منزل زوجها الأمير حسن الأطرش بجبل الدروز في سوريا، ليضم مقتنياتها الشخصية.
تظل أسمهان رمزًا للفن العربي بفضل موهبتها الفذة وصوتها الذي لا يُنسى، وتركت بصمة لا تُمحى في عالم الغناء والسينما.
التعليقات