في ذكرى ميلاده، الموافق اليوم 14 يوليو نحتفي بواحد من أبرز الأسماء التي أضفت البهجة والضحك على وجوه المصريين لعقود. سيد الملاح، المونولوجست المصري الذي تألق في سماء الفن بأدائه الفريد وحضوره الطاغي. بروحه المرحة وموهبته الاستثنائية، نقل الملاح الفكاهة إلى مستوى آخر، جامعاً بين خفة الظلّ وسرعة البديهة.
من ملاعب كرة القدم إلى خشبات المسارح، ومن حفلات الرؤساء إلى قلوب الجماهير، كانت رحلته مليئة بالإبداع والابتسامة. في هذا التقرير، نستعرض مسيرته الحافلة التي بدأت من بورسعيد، مروراً بمحطات نجاحه في عالم الفن والكوميديا، لنسترجع معاً ذكريات لا تُنسى وأعمالاً تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري.
نجم الكوميديا خفيف الظلّ
سيد الملاح، مونولوجست مصري خفيف الظلّ وحاضر البديهة، وُلِد في بور سعيد في 14 يوليو 1937. لمع نجم سيد الملاح في الستينات من القرن العشرين، وعُرف بموهبته الفريدة في تقليد الفنانين بطريقة كوميدية، مما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين.
سيد الملاح الذى أبكى عبدالناصر من كثرة الضحك" src="https://newsi.gulf365.net/temp/resized/medium_2024-01-22-74563b7092.jpg" />
بداية المسيرة الفنية
بدأ سيد الملاح حياته كلاعب كرة قدم في النادي المصري، ولكنه لم يواصل مشواره الرياضي طويلاً. التحق بكلية الآداب في جامعة عين شمس، لكنه لم يستكمل دراسته هناك. وبعد محاولات في عدة كليات، استقر أخيراً في كلية التربية الموسيقية، حيث تخرج منها عام 1967.
الصعود إلى الشهرة
عمل الملاح كمدرس للرسم ثم اتجه إلى التلحين، وعمل في إدارة المسرح المدرسي بالإدارة التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم. كانت بداية شهرته من خلال الفنان عبد الحليم حافظ، الذي أشركه في الجلسات الفنية التي كان يقيمها الرئيس السادات وقدمه إليه.
اللحظة الحاسمة
أقامت جامعة القاهرة حفلاً في عيد العلم، حيث قدم سيد الملاح فقرة تقليد الفنانين. حضر الحفل الرئيس جمال عبد الناصر، الذي بكى من كثرة الضحك وطلب من الملاح المشاركة في احتفالات عيد الثورة عام 1964، مما جعله مونولوجست الثورة الرسمي.
الأعمال الفنية
شارك سيد الملاح في العديد من الحفلات الفنية مثل "أضواء المدينة" و"ليالي التلفزيون". كان بارعًا في تقديم المونولوجات الكوميدية، ومن أشهر أعماله "العتبة جزاز" و"السلم نايلو" و"إبريق الشاي" للأطفال. كما شارك في عدة أفلام سينمائية مثل "إضراب الشحاتين" ومسرحيات مثل "الشخص" و"العشرة الطيبة".
على الرغم من النجاح الفني الكبير، واصل سيد الملاح مسيرته المهنية في مجال التعليم، حيث ترقى في وظيفته حتى أصبح مديراً عاماً للأنشطة المدرسية، وأخيراً وكيلاً لوزارة التربية والتعليم في مصر.
أشهر أعمال سيد الملاح
- مونولوجات: العتبة جزاز، السلم نايلو، إبريق الشاي.
- أفلام: غازية من سنباط (1967)، إضراب الشحاتين (1967).
- مسرحيات: الشخص (1982)، العشرة الطيبة (1983).
- اسكتشات: السمسمية مع سناء جميل، سيد وحرمه في رمضان.
الوداع الأخير
توفي سيد الملاح في 15 يناير 2005 بمستشفى قصر العيني في القاهرة عن عمر يناهز 67 عامًا، تاركاً خلفه إرثًا فنيًا غنياً ومكانة مرموقة في تاريخ الفن المصري، ليظل سيد الملاح رمزاً للبهجة والكوميديا، وذكراه محفورة في قلوب كل من استمتع بفنه وتقديره لتلقائيته وروحه المرحة.
التعليقات