تبنى برلمان "كتالونيا" في 6 سبتمبر الماضي قانونًا لتنظيم استفتاء حول انفصال الإقليم عن الحكومة المركزية في مدريد، وأثار الاستفتاء حيرة في الوسط الرياضي، حول مصير برشلونة، أشهر أندية العاصمة الكتالونية، بل العالم حيث كان للنادي دور ملموس في الترويج لانفصال الإقليم منذ قديم الأزل.

يمثل نادي برشلونة، قوة الإقليم الناعمة في الترويج للانفصال، ومن هنا أطلق عليه مشجعوه "أكثر من مجرد نادي" "mes que un club" وهي الجملة التي تكتب تحت الشعار، والتي تحوي فى خفايها الكثير من المعاني.

كذلك الحال بالنسبة لشارة القيادة، والذي يصمم أبناء النادي على ارتداء واحدة تحمل العلم الكتالوني، حتى بعد اعتراض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على عدم ارتداء شارة قيادة خاصة به، أصبح قائد برشلونة – أي كان – يرتدي شارتي قيادة واحدة من الاتحاد الأوروبي، وواحدة تمثل الأقليم الأم "كتالونيا".

وبعد أن أقر البرلمان الكتالوني قانونًا يخول له عمل استفتاء الانفصال عن إسبانيا، اليوم الأحد، يبقي مصير النادي العريق مرهونا بـ 4 سيناريوهات هي:

الدوري الإسباني: المشاركة فى الدوري الإسباني لن تشكل أي مشكلة حال انفصال كتالونيا رسمياً، فمن الممكن أن ينطبق عليه ما ينطبق على نادي إمارة موناكو، الذي يلعب فى الدوري الفرنسي، وأندية كارديف وسوانزي الويلزيين، اللذين يلعبان فى الدوريات الإنجليزية، ولكن الصراعات التاريخيات بين الإقليم والمملكة قديماً، قد تمنع البلو جرانا من العودة للدوري الإسباني، والذي سيعاني في هذه الحالة من خسارة عملاق على الصعيد التسويقي بحجم برشلونة، وعلى الجانب الفني في خسارة المنافس الوحيد لريال مدريد، مما سيفقد الدوري متعته المعهودة في ظل عدم قدرة أي فريق في إسبانيا، خاصة من الناحية المادية، على منافسة نادي العاصمة.

الدوري الفرنسي: يبدو الدوري الفرنسي مناسباً لبرشلونة، خاصة بسبب البعد الجغرافي، إذ تمتلك كتالونيا حدود مشتركة مع فرنسا، كما أن سياسة التسويق الجديد التي ينتهجها الاتحاد الفرنسي، ستعزز من تواجد فريق بحجم برشلونة في دوري يمتلك فريقًا بإمكانيات باريس سان جيرمان وموناكو.

الدوري الإنجليزي: قد تبدو للوهلة الأولى فكرة من محض الخيال، ولكن بالنظر لتصريحات وزير الرياضة الكتالوني، جيرارد فيجويراس، والذي أعطى المثل بإمكانية مشاركة فريق برشلونة في أي دوري آخر مثل الإنجليزي، سيصبح هذا الاحتمال وارداً، فعلى الرغم من اختلاف اللغة والبعد الجغرافي، إلا أن الدوري الإنجليزي سيكون الخيار الأمثل لبرشلونة من الناحية التسويقية، حيث إنه الدوري الأغلى في معدلات بيع إشارة البث، ومتوسط الأرباح، بفارق شاسع عن أي دوري أوروبي آخر.  

دوري كتالونيا: يبقى هناك خيار رابع، وهو تشكيل دوري كتالونيا، ولكنه احتمال ضعيف لعدم وجود العدد الكافي من الفرق، وعدم وجود منافس لبرشلونة، يستطيع جذب المشاهد، وتحقيق النجاح التسويقي المطلوب لمساعدة الفريق من الناحية المالية في المنافسة على الألقاب الأوروبية، كما أنه يبقى علامة استفهام كبيرة، حول كيفية إقحام الفريق الكتالوني في أي دوري آخر، حيث إنه في هذه الحالة سيزيد عدد أندية الدوري عن المعتاد، مما سيخلق مشكلة في تنظيم جدول المباريات لتتناسب مع مشاركة الفرق الكبرى في المحافل الأوروبية، كما أن موقف الفريق الكتالوني، سيبقى غامضًا من المشاركة أوروبيًا على حساب الفرق المحلية، صاحبة الحق الأصيل، لما حصدته من مراكز متقدمة في الموسم السابق، وكذلك الحال من مشاركة الفريق الكتالوني في الدوري الممتاز من الأساس، أم سيبدأ من دوري الدرجة الأدنى.