في إطار تضامنها مع الشعب الفلسطيني ونضال قطاع غزة ضد الاحتلال، نظمت حركة الشعر العالمية (WPM) ، أمسية (فلسطين قصيدتنا) عبر الإنترنت، شاركت فيها الشاعرة والباحثة والمناضلة الفلسطينية الكبيرة د. حنان عوّاد رئيس رابطة القلم الفلسطيني، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، ومستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، والشاعرة المصرية ديمة محمود، وأدارها منسق حركة الشعر العالمية (WPM) في مصر أشرف أبو اليزيد.
الافتتاح كان مع أغنية المهندس الراحل الموسيقي رياض عواد أنا من القدس، كما قرأت شقيقته الشاعرة د. حنان عواد مجموعة من قصائدها، منها (أعلم أنك الاستثناء)، أهدتها إلى غزة الفلسطينية الوحيدة، في مدينة المدائن الوحيدة تقاوم –تقاوم:
“صباح النصر، صباح المجد / صباح فلسطين / صباح قطيرات الندى /صباح الأمومة /صباح الطفولة /صباح الثائرين /صباح العاشقين الخالدين. /****يطالعني وجهك، يأسرني /تتدفقين حياة / تعبرين فراشة للفجر /تسافرين فينا، معنا / وتقتربين من أحلامنا / محارة للوطن. /**** / فجرا تقاومين / فجرا تعودين /فجرا تقفزين على الجراح…..أبدأ منتهى انت؟ /وانت تغلقين وراءك /كل بوابات الصمت /وتعبرين أيقونة /مخلدة التكوين. /**** /يا غزة،يا حاضر الماضي L ووثبة المستقبل المعجون /بزهيرات الدم الوضئ /مفروشة في الرمال. /أأنت الأستثناء؟ /أم أنت التفرد في زمن الزحام ؟ L هل أنت شئ ؟ /أم انت كل الأشياء؟ /**** /تسلحي في زفاف النصر /مرفوعة /على سواعد الرجال /بذلة خاكية وفوهة بندقية /ولحن الله أكبر. / هذا النداء الأخير في قافلة الرجوع. /**** /مزروع انا بانتظار القافلة /أستحضر الآتي /احتسب السنين /معذبا / البحر بحري /قد غدا مصلوبا /والرمل معشوق قصائدي /قد صار غائبا /والشمس في حلة الشروق / تغادرني /مغدورا/مقيدا بلا قيود. /**** /هل عادت عاد /واستنهضت ثمود؟ /أم تجلت في رحلة الظلم/ كل القواصي؟ / وكنت وحيدة في زمن الوعد. /**** / أيتها الوحيدة الفريدة /أرادوك بعيدة /وكنت إنًّيّ الهوى فيّ/ ارادوك مشققة الجدران / بائنة كبرى /مفتتة العروش /مستباحة الساحات. /**** /هل سيطول الغياب؟ / وعلى الضفاف سكون / وعلى الحدود سكون /وعلى المذبح المخفي /تذبح الأحلام /ويتوقف الكلام. /**** / اشتاقك “شوق النوى” /و” قرب الخطى” /اشتاقك بحرا /ورملا وانسانا مقاتلا /اشتاقك رحلة ازلية /في فضاءات التعالي /اشتاقك لحنا قريبا لروحي /ووعدا. /**** /كان القضاء /وكنت سيفا /وصار القضاء /وصرت أمرا . /اليوم يومك /ورايات التحلي بالمجد /مرصودة اليك / تشدو بالهوى العذري /اغنية، /والجرح النازف مصلوب /على الرايات /في غضب الرياح /****/ هل غادر الرجال الرجال؟؟ / وتوقف الموج المعجل /للحزن الليلكي،/ وطال النداء. /****/ / /ليس منا من يصيغ النصر وهما /ويعيد الظامئين الى دمي. / وليس منا من يعيد تفاسير السؤال / في محكم المقاومة. /سلام اليك، /سلام عليك /تقدمي، /هذا دمي /تقدمي /تجلدي / لن تهزمي / هذا دمي / تقدمي /تقدمي /”عمي صباحا واسلمي”. ****
كما قرأت الشاعرة ديمة محمود مختارات شعرية من جاك هيرشمان بترجمة الشاعر الفلسطيني علي أبو خطاب، وهو أيضا ناقد ومترجم. درس الأدب الإنجليزي والترجمة. نشر بعض الكتب وشارك في بعض المختارات، كما كتب أدب الأطفال، وكتب مقالات سياسية وثقافية، وشارك كمحاضر في العديد من الفعاليات الثقافية، وهو أحد مؤسسي مجموعة “يوتوبيا” التي حققت العديد من الأحداث المهمة في فلسطين. تهديدات في وطنه جعلته يعيش في المنفى النرويجي. ساعدته شبكة ICORN الدولية لمدن اللاجئين على الانتقال إلى مدينة مولدي في النرويج “ككاتب ضيف” وقرأت الشاعرة ديمة محمود قصيدتين من أعمال شاعر المقاومة الأمريكي جاك هيرشمان:
عندما
عندما رأيت في جناح مبنى مجلس المدينة الكبرى
أفواه أعضاء المجلس
تفتح وتغلق
على السندويتشات الدسمة
التي تم توصيلها لمكاتبهم
تغلق وتمضغ وتتحدث
بأفواه نصف محشوة، أو رؤوس ملقاة للوراء
ضاحكة، زغردة بطونهم،
وطيلة الوقت
واحد بعد آخر إنسان مشرد
يقف ليس بعيداً عنهم
لكن بعيداً بشكل كافٍ
أمام الميكروفون
يرجون مساعدة لإصاباتهم الإنسانية العاجلة
يحتجون ضد مرض دون عدوى
عدا فنادق شارع زعران أو
معتقل في خلاء وسط البلد
عندما رأيت لامبالاة هذا النظام
جلية بشكل مادي
من قبل أولئك خنازير الحكومة المحلية
فكّرت: لا يمكن أن يكون سريعاً كفاية
قيادتهم إلى زريبة الخنازير التي يقطنونها
لا يمكن أن يكون سريعاً كفاية
إزالتهم بقوة
من جناح البشر
واستبدالهم بحيوانات آدمية، على الأقل،
يمكن أن تشم انكسار القلب
والكرامة الدائمة للشعب الأمريكي
أولئك الخنازير أسوأ من لحم الخنزير
الأزرق الأكثر عفونة في قاع علبة الزبالة- لوس أنجلوس
رجال ونساء جائعون لا يجب أبداً أن
يخضعوا لعفونتهم القذرة السامة
ومن ترجمتها لقصائد الشاعرة الفلسطينية الأمريكية نعومي شهاب ناي قرأت ديمة محمود هذه القصيدة من بين قصائد أخرى
مد يد العون – شعر/ نعومي شهاب ناي
“ننسى أننا موتى نحدّث موتى”، بورخيس
للمرة الأولى، على الطريق شمال “تمبيكو” **
شعرت بانزلاق الحياة مني
طبلٌ في الصحراء، أسمعه بصعوبة أكثر فأكثر
كنت في السابعة و أنا أستلقي في السيارة
أراقب سعف النخيل يلتفّ بشكلٍ مقزّزٍ على الزجاج
معدتي كبطيخةٍ انشطرت في جلدي.
سألت أمي “كيف عرفت أنك على وشك الموت؟”
وحينما سافرنا لعدة أيام أجابت بثقةٍ مدهشة
“عندما لا تكونين قادرة على مد يد العون”.
أبتسم بعد سنوات وأنا أتذكر تلك الرحلة،
الحدود التي يجب أن نعبرها بشكل مستقل،
والمطبوعة بمشاكلنا العالقة
إنني التي لم تمت ولا أزال أعيش
ولا أزال أستلقي في المقعد الأخير خلف أسئلتي،
أقبض وأفتح يداً صغيرةً واحدة.
**مدينة بالمكسيك
مخفيّ!
شعر/ نعومي شهاب ناي – ترجمة ديمة محمود
إذا وضعت السرخس تحت حجر
سيغدو غير مرئيٍّ في اليوم التالي
كما لو أنّ الحجر قد ابتلعه.
إذا طويت اسم من تحبه تحت لسانك
لمدةٍ طويلةٍ جداً دون أن تنطقه
فإنه سيصير دماً
تنفس الصعداء
فما ابتلعته قليلاً في التنفس
سيختفي تحت كل كلمة من كلماتك.
لا أحد يرى الوقود الذي يمدّك.
وتحدثت دكتورة حنان عواد تتحدث عن كتابها الجديد المرأة رمز وقضية، عن حضور المرأة في الأدب الفلسطيني، شعرا ونثرا، والكتاب يتمثل في خمسة فصول تبدأ بدراسة عامة للحركة الأدبية في فلسطين المحتلة؛ ملامحها وأعلامها وما قدموه من ابداع شعري وقصصي مميز، لتخص حنان عواد الفصل الثاني بطرح تصورها عن حركة المرأة الإبداعية في التحرر، مستندة على البدايات الفكرية كأعمال قاسم أمين في كتابه “تحرير المرأة”، وهو يلقي الضوء على الحركة الإبداعية النسائية وتطورات هذه الحركة، وهي تناقش بعمق كتابات المرأة رافضة هذا التعريف، مستندة على نصوص الكتاب واقتباساتهم، وقد اعتمدت التقسيم التاريخي، صورة المرأة قبل الانطلاقة وما بعدها وقيام حركة المقاومة الفلسطينية العملاقة، مناقِشة موضوع المرأة بعلاقاته المتعددة، العلاقة الوجدانية والعلاقة التلاحمية مع الأرض لتكون المرأة رمزا خالدا لفلسطين بتأكيد الهوية. والفصل الثالث استدعى بالتحليل والنماذج صورة المرأة في الشعر الفلسطيني المقاوم، بدءا بالشاعر الكبير محمود درويش وأعلام الحركة الشعرية في فلسطين؛ سميح القاسم، فدوى طوقان، معين بسيسو، سميرة أبو غزالة، هارون هاشم رشيد، راشد حسين، توفيق زياد، جمال قعوار، فوزي عبدالله، علي الخليلي، سالم جبران، أبو سلمى، إبراهيم طوقان، عبد الرحيم محمود، وغيرهم من الشعراء المعروفين.وتأتي صورة المراة في البعد الواقعي والبعد الرمزي لتكون فلسطين الأرض والانسان. وتمنيت أن تدرج المرلفة نماذج من قصائدها، وهي التي تمثل رمزا من رموز المقاومة في الشعر وفي الحياة.
وغنت الشاعرة ديمة محمود (يا زريف الطول) من الفولكلور الفلسطيني:
يا زريف الطول وقف تقلك
رايح عالغربة وبلادك احسنلك
خايف يا زريف تروح وتتملك
وتعاشر الغير وتنساني انا
يا زريف الطول يا سن الضحوك
يلي رابي في دلال امك وابوك
يا زريف الطول يوم الي غربوك
شعر راسي شاب والظهر انحنا
يازريف الطول وين مهاجر وين
بنتمنى من الله ترع عنا هين
بلكي انا وانتا بنتلاقى علعين
ونغني عتابا ونصدح ميجانا
يا زريف الطول متغرب على القوم
لا تبعد عنا وتحط علينا اللوم
انشالله بترجع بترجع عالكروم
نحصد القمحات ونجمع زرعنا
يا زريف الطول غايب عن الاوطان
وغيابك عنا ملا القلب احزان
ارجع لامك وارجع للحنان
ما تلقى الحنية غير في بلادنا
يا زريف الطول حلو يا دلوع
والي يطيح البير يحسب للطلوع
احنا اتفرقنا وعالله الرجوع
والمفرق والمجمع ربنا
يا زريف الطول مالي ومالكم
وابتليت بالهوى ويش حالكم
وان كان عشرة غيرنا طابت لكم
خبرونا تاندبر حالنا
وكان أشرف أبو اليزيد قد ذكر قصة فوزه في 1989 في مسابقة أعلنها المركز الثقافي البريطاني في مصر، وكانت قصيدته بعنوان غنوة لطفل من غزة، نشرت حينها في مجلة (صباح الخير)، وجريدة (أخبار الأدب)، وعرض الشهادة التي نالها، مطبوع على ورق البردي.
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي المشترك مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات