يتساءل الكثير من متابعي أخبار بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 المقامة في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، عن دولة الرأس الأخضر خاصة بعد تقديمها لمستويات مفاجأة في البطولة وتغلبها على غانا وتعادلها مع مصر (صاحبة التاريخ العريق في القارة) وتصدرها للمجموعة بكل قوة، رغم أنه منتخب غير مصنف تابع لدولة مغمورة عدد سكانها لا يتخطون تعداد حي شبرا الخيمة في مصر.
ما هي دولة الرأس الأخضر؟
تسمى بجمهورية كابو فيردي، وهي جزيرة في قارة أفريقيا، تتكون من أرخبيل مؤلف من عشر جزر بركانية تقع في وسط المحيط الأطلسي، إلى الغرب من سواحل شمال أفريقيا.
كانت في فترة من الفترات مركزا لتجارة العبيد عبر الأطلسي. تقع جزر الرأس الأخضر على بعد 570 كيلومتر من سواحل السنغال في المحيط الأطلنطي، وتتكون الجزر من قسمين: جزر جبلية وعرة وجزر سهلية منبسطة، ومناخ الجزر معتدل طوال العام بالنسبة لموقعها البحري وأهم هذه الجزر سانتاغو، وهي أكبر الجزر، وبها مدينة برايا العاصمة، ثم جزيرة القديسة ونسانت، وجزيرة سانتا أنتاو، جزيرة فوغو، وجزيرة نيكولو، وجزيرة مايو، وجزيرة سانتالوسيا، اكتشف هذه الجزر البرتغاليون سنة 1460م، وتشكل هذه الجزر موقعاً ممتازاً في المحيط الأطلنطي ولهذا احتلتها البرتغال واستقلت سنة 1975م.
تبلغ مساحة اليابسة مجتمعة نحو 4,033 كيلومترًا مربعًا (1,557 ميلًا مربعًا). تقع هذه الجزر على بعد 600 حتى 850 كيلومترًا (320 حتى 460 ميلًا بحريًا) غرب شبه جزيرة الرأس الأخضر الواقعة في أقصى نقطة في غرب إفريقيا القارية. وتشكل جزر الرأس الأخضر جزءًا من منطقة ماكارونيزيا البيئية، إلى جانب جزر الأزور، وجزر الكناري، وماديرا وجزر سافاج.
ظل أرخبيل الرأس الأخضر غير مأهول حتى القرن الخامس عشر، عندما اكتشف المستكشفون البرتغاليون الجزر واستعمروها، وأسسوا بذلك أول مستوطنة أوروبية في المناطق الاستوائية. وبفضل وقوعها في مكان مناسب للعب دور في تجارة العبيد عبر الأطلسي، ازدهرت الرأس الأخضر اقتصاديًا في خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، واجتذبت التجار والقراصنة المفوضون والقراصنة المنفردون. تدهورت اقتصاديًا في القرن التاسع عشر بسبب منع تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وهاجر العديد من سكانها في خلال تلك الفترة. ولكن، تعافت الرأس الأخضر اقتصاديًا تدريجيًا لتصبح مركزًا تجاريًا مهمًا ونقطة توقف مفيدة على طول طرق الشحن الرئيسية. في عام 1951، أسست الرأس الأخضر كإحدى مقاطعات ما وراء البحار البرتغالية، لكن واصل سكانها حملتهم من أجل الاستقلال، والذي حققوه في عام 1975.
تعد البرتغالية اللغة الرسمية في الرأس الأخضر، وهي لغة التعليم والحكومة، وتستخدم في الصحف والتلفزيون والراديو. في حين تعتبر كريولية الرأس الأخضر اللغة الوطنية المعترف بها، والتي تتحدث بها الغالبية العظمى من السكان.
كابو فيردي دولة ديمقراطية مستقرة. دستور كابو فيردي الذي اعتمد في عام 1980 ونقح في عام 1992 ,1995 و1999، يشكل أساس الحكومة. الرئيس هو رأس الدولة ويتم انتخابه باقتراع شعبي لمدة 5 سنوات. رئيس الوزراء هو رأس الحكومة، ويقترح وزراء آخرين ووزراء الخارجية. رئيس الوزراء يرشح من قبل الجمعية الوطنية ويعينه رئيس الجمهورية. أعضاء الجمعية الوطنية ينتخبون باقتراع شعبي لمدة 5 سنوات. الآن ثلاثة أحزاب على مقاعد في الجمعية الوطنية PAICV - 40، MPD 30 ،، والاتحاد الديمقراطي المستقل (UCID) (2).
تنقسم جمهورية كابو فيردي إداريا إلى 22 بلدية وهي بدورها مقسمة إلى 32 أبرشية، وقدر عدد سكان جمهورية كابو فيردي بنحو 516,733 في سنة 2010، أغلبهم خليط برتغالي أفريقي، يتحدثون لهجة (كريول) إلى جانب اللغة البرتغالية، وهناك جالية كبيرة من سكان الجزر تعيش في السنغال والبرازيل.
الغالبية العظمى من السكان مسيحيون، 85% كاثوليك، والباقي بروتستانت يتبعون كنائس مختلفة بالإضافة لوجود جاليتين صغيرتين للمسلمين والبهائيين.
يشتكي اقتصاد الجزيرة من فقر في الموارد الطبيعيّة بما في ذلك نقص حاد في موارد الماء المتفاقمة بواسطة موجات الجفاف الطويلة الأمد. الاقتصاد يعتمد بشكل أساسي على الخدمات مثل التجارة، وسائل النقل، السياحة، تسهم بـ66% من الدخل القومي. بالرّغم من أن 70% تقريبا من السكّان يعيشون في الأرياف، كانت حصّة الزراعة في 2004 من الدخل القومي 12% وأهم المحاصيل «قصب السكر، والذرة، والبن، والموز»، للّتي قدّر صيد السّمك 1.5%. حوالي 82% لغذاء يجب أن يستورد. إمكانيّة صيد السّمك، غالبا سرطان بحري وتونا، لم تستغل تماما. تعاني الرأس الأخضر سنويّا من العجز التجاريّ العالي، المموّل بواسطة مساعدات أجنبيّة وحوالات من مهاجرين؛ تتجه الإصلاحات الاقتصاديّة نحو تطوير القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبيّة لتنويع مصادر الدخل.
التعليقات