- انظر كما ترى لقد انتهينا – شجع الشاب الصبية.
– صغيرتي، اهدأي، لا تبكي… ألا ترىن أن السيل أصبح أقوى؟ عندما تبكين تصبح دموعك فيضاناً، ويزداد الماء وكلانا نغرق، بعد كل شيء… اصمتي…
(قصة مهداة للأطفال المتضررين من الكوارث الطبيعية)
… غطى الفيضان القرية. ظلت الأمطار تهطل بشكل متواصل منذ ثلاثة أيام، مما حول القرية بأكملها إلى بركة عميقة. كانت السماء تمطر دون توقف. كان الأمر كما لو أن أحدًا قد شق بطن السماء بسكين حادة، فأخذ الماء يتدفق من السماء.
بكت الأم ومدت يديها المرتعشتين في الاتجاه الذي جاءا منه للتو، متوسلةً الضابط أن ينقذ صغيرها.
وفجأة خطرت للشاب فكرة. وهمس في أذن الفتاة في ظلام الليل:
وفجأة رأى أحد رجال الإنقاذ طفلاً يبكي في مكان قريب. كان الطفل يصرخ “أمي!..أمي!..”
في هذه الأثناء، أبلغتهم شابة تدعى سولماز وهي تبكي بالدموع أن ابنتها الصغيرة مفقودة. قام قائد المجموعة بتهدئة الأم الشابة وسألها عن الاتجاه الذي اختفت فيه ابنتها.
تحرك الشاب نحو الصوت. كان يمكن أن يجرفه فيضان قوي في أي لحظة. لكن الشاب لم يلتفت لذلك واتجه نحو الطفل الذي كان يتوسل طلبا للمساعدة منه. وكانت المياه الموحلة في ذروتها. وعندما اقترب رأى فتاة صغيرة تبكي وتعانق الشجرة بقوة.
وصل المنقذ إلى الفتاة وأخذها بين ذراعيه. عانقته الفتاة الخائفة بقوة واستمرت في البكاء. لم تستطع أن يهدأ.
حاول المنقذ طمأنة الفتاةبالتربيت عليها. لكن الفتاة لم تهدأ وصرخت تريد أمها. لو استمر الأمر على هذا النحو لانفجر قلب الفتاة من الخوف. – على أي حال، تحتاج الطفلة إلى الهدوء، – فكر الشاب.
حمل رجال الإنقاذ الذين جاءوا للمساعدة الناس إلى بر الأمان قدر استطاعتهم. وفي هذه اللحظات الرهيبة، وضع أهل القرية كل آمالهم عليهم. الجميع يتوقع مساعدتهم.
وسرعان ما بدأت الفتاة في خفض صوتها ومحاولة الابتسام، حتى لو كان ذلك قسرا، وبظهر يديها تجفف الدموع التي تدفقت من خديها.
ولم تتمالك والدة الفتاة حبس دموعها من الفرحة وبكت وهي تحتضن ابنتها…
كانت الطفلة الخائفة تمسح دموع أمها بيديها وتحاول أن تشرح لها شيئاً بلسانها…
أضاف خوار الماشية ونباح الكلاب وزقزقة الدجاج في ظلام الليل القليل من الذعر إلى هذا المشهد المخيف والمروع بالفعل. كان الناس في حالة من الذعر والخوف، ولم يعرفوا ماذا يفعلون.
ابتهج الجميع عندما وصلوا إلى مكان آمن.
غمرت مياه الفيضانات كل باحات القرية. وغمرت المياه المنازل. وارتفع الماء، الذي تزايد وتضاعف تدريجياً، إلى قامة البشر. كل ماكان في المنازل أصبح تحت الماء.
نُشر طبقا لبرتوكول التعاون الدولي مع مجلة "آسيا ان"
التعليقات