في باريس حطت قافلة الشعر العربي السعودي تفعيلاتها وأوزانها وصورها وموسيقاها وبحورها، بعد أن سبق أن حطت رحالها من الزاد الشعري في مصر، وتحديدًا في الإسكندرية والقاهرة والأقصر، ثم في دول الخليج العربية: الكويت وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
في باريس يشدو عشرة شعراء سعوديين بأجود ما أنتجته قريحتهم الشعرية، وأفضل ما حلقت به كلماتهم، وأعمق ما فاضت به بحورهم وأوزانهم وموسيقاهم الشعرية.
بعد أن جابت قافلة الشعر السعودية معظم محافظات المملكة العربية السعودية تنفيذًا لشعار 2023 عام الشعر العربي، قرر القائمون على تنظيمها وهي وزراة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع أكاديمية الشعر العربي، الخروج بالقافلة إلى الدول العربية، ثم الأوروبية، فكانت أول دولة تحط فيها القافلة رحالها هي مصر، وكان الاستقبال لهم استقبالا حميميًّا.
في مصر لمست بنفسي أن تلك القافلة حققت أهدافها حيث تعرف الشعراء المصريون وعدد كبير من محبي الشعر والثقافة والأدب والإعلاميون على أصوات شعرية سعودية لها إنجازها الشعري والوجود الأدبي داخل المملكة، وبدورهم تعرف الشعراء السعوديون المشاركون على أقرانهم المصريين من خلال اللقاءات الإنسانية التفاعلية قبل بدء الأمسيات أو بعدها. وتبادلوا الإصدارات الشعرية والأدبية.
ولعل أهم هدف تحقق من خلال مثل هذه القافلة هو التأكيد على أن الشعر العربي بخير، ولا يزال له جمهوره ومستمعوه ما دام يُقدم في إطار مناسب.
وأوضح د. منصور الحارثي مدير أكاديمية الشعر العربي عن الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها تلك القوافل، قائلا: إن الأهداف التي ترمي إلى تحقيقها أكاديمية الشعر العربي بدعم من وزارة الثقافة متمثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، تتمثل في: تعزيز الثقافة الأدبية في المجتمع، وتوسيع دائرة التعاون الثقافي ونقله من الإطار المحلي إلى الإطار الدولي، وجعل الأدب جزءًا من حياة الفرد ومصدرًا رئيسيًّا للمعرفة، وإبراز المنتج الشعري السعودي على صعيد أوسع، واستعراض دور المملكة العربية السعودية وارتباطها بالشعر العربي مكانةً وتاريخًا وتأثيرًا، وأن يكون الشعر هو الرابط الثقافي بين المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة من خلال الأنشطة الشعرية.
وقال فؤاد الحارثي المشرف على هذه القوافل السعودية الشعرية أن جولة باريس الشعرية تبدأ من 28 أكتوبر (تشرين الأول) وتستمر حتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) ويشارك فيها الشعراء أصحاب العطاء الشعري، وأصحاب الرؤى المحلقة في سماء الإبداع العربي: على الحازمي، حليمة مظفر، عبدالله ثابت، ماهر الرحيلي، محمد التركي، عبداللطيف بن يوسف، عادل الزهراني، حوراء الهميلي، حيدر العبدالله، جاسم الصحيح.
ولحضور هذه الأمسيات الشعرية يُفضل تسجيل الحضور من خلال الرابط التالي: https://apa.tu.edu.sa/saudi-caravans لتصل الدعوة الإلكترونية على جهاز من قام بالتسجيل.
إن قوافل الشعر السعودية تعد مظهرًا حضاريًّا تصدره المملكة العربية السعودية إلى العالم العربي، تأكيدًا على حضور الشعر على الخريطة الثقافية العربية.
وتأتي هذه القوافل الشعرية تطويرًا لفكرة أسواق الشعر العربي القديمة، مثل سوق عكاظ وسوق ذي المجاز، وسوق مَجَنَّة، وغيرها، مع اختلاف جذري يتمظهر في ذهاب الشعراء إلى العواصم والمدن العربية الكبرى، لإلقاء شعرهم على جمهورها والمهتمين بالشأن الشعري فيها، بدلا من حضور هذا الجمهور والمهتمين بالشأن الشعري إلى مكان السوق.
وفي مخطط تلك القوافل دعوة شعراء من الدول التي انتقلت إليها، للحضور إلى بعض المحافظات السعودية لإلقاء شعرهم بها، وسوف يبدأ ذلك بالقافلة العُمانية السعودية، ثم القافلة المصرية السعودية. وبذلك يحدث التبادل والتلاقي والتلاقح الشعري المنشود بين الشعراء السعوديين والشعراء العرب، مما يعود بالنفع على تذوق الشعر العربي وتطوره وانتشاره بين أوساط الأدباء والكتّاب والمثقفين.
التعليقات