انضم النقيب السابق هانى شاكر إلى النقيب الحالى مصطفى كامل، وأعرب عن سعادته بإلغاء حفل المطرب العالمى ترافيس سكوت، والمشكلة أن القرار هو التأجيل وليس الإلغاء، والذى قرر ذلك هو الشركة المنظمة للحفل، وليست أي جهة أخرى، كان مصطفى كامل قد أعلن أنه يسجد لله حمدا وشكرا بعد أن حقق هذا النصر المبين أو ما اعتبره نصرا للقيم الأخلاقية والفضيلة، التي أعلن أنه سيظل رافعا شعارها من خلال نقابة الموسيقيين، بكل ما أوتى من قوة وإيمان .
الغضبة التي قادها فريق على (السوشيال ميديا) لعبت دورا، كما أن فريقا من المحامين دخل على الخط، مبايعا، ومؤازرا، إلا أن الحفل سيقام قريبا، لسبب بسيط أن الإلغاء لا يليق بمصر.
لا أنكر أن جزءا من الرأى العام لديه أحكام أخلاقية مسبقة تدين الكثير مما يقدم على الساحة الفنية، ولديهم مقياس صارم لا يتجاوزونه، هذا من الممكن أن أتفهمه، إلا أن المشكلة الأكبر أن يتولى قيادة النقابات في بلادنا عقول تحمل تلك النظرة القاصرة في الفن.
قبل نحو 8 سنوات عندما بدأ هانى شاكر مشواره كنقيب للموسيقيين، رفع شعار (المازورة)، البعض اعتقد أنه يقصد (المازورة) الموسيقية، اتضح بعدها أنها (مازورة) الترزى، يقيس بها فساتين المطربات، وحدد عددا من السنتيمترات غير مسموح أن يقفز بعدها فستان المطربة فوق الركبة، أيضا وضع حدا أقصى للمسموح في فتحة الصدر، وأى تجاوز ستتعرض المطربة للعقاب، الذي يصل لحدود الشطب من النقابة.
كان يعلن هذه القرارات الهزلية بجدية شديدة، إلا أنه وجد نفسه سوف يواجه مطربات من بلده مثل أنغام وشيرين وروبى فتوقف عن التلويح بإشهار سلاح (المازورة)، واكتفى بكلمات عامة يطلقها بين الحين والآخر، عن الالتزام الأخلاقى.
صانع القرار يجب أن يتحلى برؤية سياسية واجتماعية وثقافية، وقبل أن يصدر أي قرار، عليه أن يسأل عن التبعات.
المشكلة أنهم يسارعون بالإعلان، من الممكن أن تضع حالة التهليل لهذا القرار من النقيبين الحالى والسابق في هذا الإطار، لم يسأل مصطفى وبعده هانى، ما هو رد الفعل عالميا لإلغاء هذا الحفل، رغم أن ترافيس سكوت أقام حفلات مماثلة في أكثر من بلد عربى مثل السعودية والإمارات، والحضور تجاوز 70 ألفا، بينما في الحفل المصرى اشترطنا ألا يتجاوز الرقم 6 آلاف، سكوت يحلم بالانطلاق من الأهرام لكى يدشن ألبومه الغنائى القادم .
لا أحد يستطيع أن يلغى تأثير (السوشيال ميديا) في حياتنا، علينا إدراك أنها ليست هي المعادل الموضوعى للرأى العام، وتوجيهها بأسلوب مباشر أو غير مباشر سهل، قد تقرأ من خلالها اليوم توجها ضد فنان وغدا تجد مبايعة لنفس الفنان، استهجان في لحظة يلحقه استحسان في أخرى، لا شىء مستحيلا ولا أحد يحاسب أحدا.
النقيب الحالى مصطفى كامل سوف يتم التجديد له خلال الأيام القادمة بمدة أخرى تستمر أربع سنوات، وسينجح بالتزكية فلا أحد أصبح الآن مهموما بالخدمة العامة، تجارب الآخرين السابقة في هذا المجال تركت على نفوسهم جراحًا غائرة، لم تسمح لهم بتكرار التجربة ولا لآخرين غيرهم بالتجربة.
هل ستغير نقابة الموسيقيين من هذا المؤشر العقيم في توجيه البوصلة؟ أم أن (المازورة) التي سلمها هانى لمصطفى لم ينته مفعولها بعد؟!
التعليقات