في السطور القادمة ستجدون عبارات تخرج عن المألوف حاليا ضد الفنان محمد رمضان والفنان محمد سعد ولن أدعى الذكاء والعبقرية إذا أكدت أننى طوال الوقت كنت أراهما عبقريان تقيدهما فكرة الانتشار والنجومية، فتحدث كثير من كبار النقاد حول ذلك وأكدوا أنهم طاقة تهدر في الاتجاه الخطأ.
إذا تطرقنا للمقارنة فيما بينهما لن نكون عادلين للنهاية ولكن دعونا نتحدث عن آخر نقطة لكل منهما فمحمد رمضان غامر وقدم بطولة مطلقة له في فيلم (جواب اعتقال) وهنا لم يحقق نفس نسبة إيرادات البلطجة والرقص والعشوائيات ولكنه كان رقم اثنان أو ثلاثة في بعض الأسابيع وذلك لان تغيير جلد الفنان لن يتقبله المشاهد في ليلة وضحاها خصوصا مع جيل المراهقة الذي تقمص حالة محمد رمضان في أكثر من مظهر سواء في الملابس أو السلوك الشعبي أو استخدامه لبعض الألفاظ التي أصبحت رمزا لأفلامه.
هنا سنت السكاكين ضد محمد رمضان في فيلمه الأخير وأصبحت تصريحاته تحت الميكروسكوب حتى أزمته الأخيرة مع سيره الفنان العظيم إسماعيل يس مع جملة اعتراضية (اننى تفهمت وجهة نظره في هذا الشأن ولم احملها أكثر من طاقتها) ولكنه يحصد ما قدمه للجمهور طيلة الأعوام السابقة ولكن ما شأن الفنان محمد سعد بالفنان محمد رمضان.
لندرك العلاقة بينهما أدعوكم لمشاهدة الفيلم الرائع (الكنز ) ليس لقصته الفريدة فقط ولكن للخطة العبقرية التي قدمها لنا شريف عرفه حينما صالح الجمهور مع نجومه فتشابه البدايات لكلا من محمد سعد ومحمد رمضان كانت مفارقة عجيبة لتلاقيهم في فيلم يبرز طاقتهم الفنية.
ولكنى هنا لن أكون عادلة في المناصفة لأن الكنز الحقيقي في الفيلم كان الفنان محمد سعد فكل مشاهده تستدعيك أن تدخل السينما لترى الفيلم مرة واثنتان وكل مشاهده تجد انك أمام فنان تتساءل دائما هل لو قدم تلك النوعية في بداياته أو قبل تلك الفترة بقليل هل كنا تقبلناه ؟ اعتقد أن نجاح الفيلم يرتبط ارتباطا وثيقا بالمخرج شريف عرفه فهذا العبقري غامر بفيلم خارج عن المألوف يجعلك تستمتع بكل لحظاته وتجد انك باقي للحظات الاخيره لترى النهاية بعينيك وحتى وجود جزء ثان لم يغضبك كمشاهد بل تنتظر.
كما قدم شريف عرفة السجادة الحمراء للفنان محمد رمضان ليخطو أولى خطواته عليها وليحقق ما توقعه له النقاد في بداياته الفنية كفنان متميز ويملك من الإبداع الكثير.
تلك التجربة أجد أنها تعطينا درسا في أهمية اختيار المخرج للعمل الفني من قبل الفنانين أنفسهم وكيف يمثل أحيانا دور الساحرة الطيبة التي حولت سندريلا المتواضعة لأميرة.
التعليقات