خطفت أجنحة دول الخليج الأضواء في سوق السفر العالمي، المقام حالياً في لندن بحضور آلاف المشاركين من مختلف دول العالم، واستحوذت على اهتمام استثنائي من الزوار والمستثمرين وكبريات الشركات العالمية التي تنظر إلى هذا المعرض على أنه أهم مناسبة متخصصة في مجال السياحة والسفر.
وشاركت كافة دول الخليج الست في معرض سوق السفر العالمي الذي يُقام سنوياً في العاصمة البريطانية لندن، وشاركت دولة الإمارات وحدها بخمسة أجنحة، رصدت "العربية.نت" إقبالاً واسعاً واهتماماً كبيراً بها، حيث تقاطر المئات من الزوار والمستثمرين والمشاركين على العروض المقامة هناك، فيما شاركت السعودية بجناحين ضخمين أحدهما للخطوط الجوية السعودية والآخر للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهو الجناح الذي ضم عدداً من الشركات والهيئات السعودية وقد استقطب هو الآخر اهتماماً كبيراً في المعرض.
وقالت مصادر داخل الهيئة المنظمة للدورة السابعة والثلاثين من المعرض والمقامة حالياً في لندن، إن أكثر من 18 ألف شخص سجلوا للمشاركة في المؤتمرات والندوات واللقاءات التشاورية التي تنعقد طوال الأيام الثلاثة لسوق السفر العالمي، فيما يشارك أكثر من 1400 عارض في الفعاليات من مختلف دول العالم، ويتوقع أن يشهد السوق الذي بدأ أعماله الاثنين أكثر من تسعة آلاف جلسة حوارية، بحسب ما أوضحته المصادر لــ "العربية.نت".
ويُعتبر سوق السفر العالمي، إلى جانب سوق السفر العربي الذي يُقام في دبي سنوياً، من أهم الفعاليات التي تجمع العاملين في صناعة السياحة والسفر من مختلف أنحاء العالم، كما تتيح أمامهم العديد من الفرص والآفاق، ويجري خلالها إبرام العديد من الصفقات وتوقيع العديد من الاتفاقات.
وأكد نائب رئيس الهيئة السعودية العامة للسياحة والتراث الوطني، عبد الله المرشد، في حديث خاص مع "العربية.نت"، أن جناح المملكة اجتذب الكثير من المهتمين خلال المعرض، بمن فيهم شركات استثمارية وسياحية ترى في "رؤية السعودية 2030" فرصة مهمة يمكن الاستفادة منها.
وقال المرشد إن الهيئة تمكنت من الترويج للعديد من المنتجات التي تجتذب السائح الأجنبي، كما أنها تتلقى الكثير من الاستفسارات التي تهم المستثمرين الأجانب.
يُشار إلى أن العديد من المراقبين يتوقعون أن تؤدي "رؤية السعودية 2030" إلى إنعاش القطاع السياحي في المملكة، فيما كانت جريدة الإندبندنت البريطانية قد توقعت في تقرير سابق لها أن يبدأ السياح الأوروبيون والأميركيون قريباً التدفق على السعودية لقضاء الإجازات والعطلات الترفيهية، بعد أن ظلت طوال العقود الماضية وجهة غير مطروحة بالنسبة لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرؤية تتضمن خططاً لرفع الاستثمارات في القطاع السياحي من 8 مليارات دولار حالياً إلى 46 مليار دولار تقريباً، بحلول عام 2020، أي خلال السنوات الأربع القادمة.
وتقول الصحيفة إن "الاستثمارات المزمع ضخها في القطاع السياحي سوف تؤدي إلى تشييد مشاريع عملاقة على سواحل السعودية، إضافة إلى المتاحف والأماكن التاريخية التي يمكن أن يتم إنشاء مشاريع فيها، وفقاً للمعايير العالمية بما يستهوي ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم".
وبحسب أرقام سابقة للبنك الدولي فإن أعداد السياح الذين قصدوا السعودية خلال العام 2014 بلغت 18 مليون شخص، على أن نسبة كبيرة من هؤلاء يقصدون المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة.
التعليقات