من أكثر النجوم الذين التقيتهم ضبطا للنفس وقدرة على التعامل بمرونة مع مقتضيات الحياة الفنية، الفنان محمود حميدة سبقه زمنيا نور الشريف، لم يسمح أى منهما، أبدا، لأى شىء خارج النص، بأن يعطل مساره، لدى نور وحميدة عقل واقعى قادر على ضبط جنوح النجم، يعلم كل منهما أن لكل زمن قواعد، وكل جيل يأتى للحياة ومعه نجومه ومفرداته، كثير من النجوم والنجمات سبقوا حميده على (التتر) و(الأفيش)، وكان حميدة أول المدافعين عن حقهم فى تلك المكانة، لديه منطق يطبقه على نفسه أولا، طالما أن للنجم الجديد جمهورا سيقطع التذكرة من أجله، فلا بأس أن يسبق اسمى.
أعلنت إيمان، ابنة محمود حميدة والمسؤولة عن إدارة شؤون أعمال والدها، أن جهة إنتاج فيلم (هارلى) أخلت بالاتفاق المبرم بينهم وبين حميدة، حول ترتيب اسمه فى (التترات) والذى يقضى بأن يأتى تاليا فقط لمحمد رمضان، سابقا اسم الفيلم.
المخالفة ليست فقط واضحة، بل ومستفزة، سبقه اسم مي عمر، وجاءا بعد اسم الفيلم، وبعدها اتسع (الخرق على الراتق) فكان لابد أن يعلو صوته غاضبا، وأن يصبح الجمهور طرفا فى الحكاية.
تفاصيل متعددة شاهدناها كثيرا من قبل تقع كلها تحت عنوان (من يسبق من؟)، سؤال تعددت إجاباته، هل اسم النجم أم تاريخه أم جوائزه أم دوره فى العمل الفنى؟، تتغير الأسماء وتتعدد المبررات، بينما هناك دائما نيران تحت الرماد.
كثير من الصراعات احتدمت وكثير من الضحايا شاهدناهم أيضا صرعى لهذه المعارك، التى لا تتوقف عن الاشتعال.
نور الشريف له مقولة أطلقها قبل أكثر من 40 عاما، (اللى أجره أكبر مني يسبقني) تحولت إلى دستور، طبقه على نفسه، كان أجره أكبر من محمود عبدالعزيز فى فيلم (العار) الذى شاركه بطولته عام 1982 ولهذا سبق نور محمود، ثم تجدد لقاؤهما معا فى (جرى الوحوش) بعدها بأربع سنوات، وكان محمود عبدالعزيز قد تجاوز أجر نور بعد صعود مؤشرات نجوميته ولهذا سبقه محمود فى (جرى الوحوش)، نور الشريف كان يسبق اسمه اسم عادل إمام فى أفلام مطلع السبعينيات مثل (ألو أنا القطة)، مع نهاية السبعينيات بات عادل إمام يحصل على الأجر الأكبر، ومن بعدها لم يلتقيا فنيا إلا فى (عمارة يعقوبيان) 2006، وشاهدنا صورة عادل إمام فى البؤرة تتصدر كل ملصقات الدعاية.
صراع الأفيشات الصارخ كان السبب مثلا وراء اعتذار ممدوح عبدالعليم عن عدم المشاركة فى بطولة فيلم مثل (الكيت كات)، طلب أن يتساوى اسمه مع بطل الفيلم محمود عبدالعزيز، وذهب الدور إلى شريف منير، وكان أهم أدواره السينمائية.
النجم المحترف مثل محمود حميدة يطبق القواعد، ويعلم بالضبط أين خطوته القادمة، وما الذى من الممكن أن يقبله أو يرفضه فى الأفلام أو المسلسلات؟ هذه المرة لم يكتف باتفاق أدبى، لكنه أصر أن يوثقه فى عقد.
بالمناسبة شاهدت الفيلم، وأقول لكم إن حميدة أدى الدور بخفة ظل متناهية وبنشوة إبداعية، دور زعيم العصابة، ولا أعتقد أنه سيخسر شيئا بأن يحل اسمه ثالثا، الخاسر هما المنطق والعدالة.
الناس ستضعه بعد نهاية العرض فى نفس الكادر- وكما أراد- وتعاقد مع محمد رمضان!!.
التعليقات