كررنا وصدقنا ولانزال المقولة الشهيرة (الجواب يبان من عنوانه)، المقصود غالبا عنوان المرسل إليه وليس الرسالة، لأننا لا نكتب فى العادة عنوانا للرسالة، وفى كلتا الحالتين، لا أتصور أن العنوان أو (البوستر) و(البرومو) يكفى.
أحيانا نعتقد أن سر النجاح أو الفشل هو العنوان، لأنه يحدد بطريقة أو بأخرى طريقة التجاوب والتعاطى، يضربون مثلا بفيلم (التلاقى) إخراج صبحى شفيق، العنوان مهد لمشاهد عاطفية ساخنة وفشل الفيلم، لأنه صدم الجمهور.
ولم يعثروا على ما توقعونه، لا أتصور أن هذا هو التفسير الصائب، مجرد حجة، الفيلم يحمل أسباب فشله بداخله، لديكم مثلا فيلم (أبى فوق الشجرة) واحد من أنجح الأفلام فى تاريخ السينما المصرية.
العنوان يوحى بحديقة الحيوانات والقرد والفول السودانى والموز، عندما شاهد الجمهور الشريط السينمائى، أدرك مغزى (فوق الشجرة) كما أرادها إحسان عبدالقدوس كاتب الرواية.
الكثير من الأفلام والمسرحيات، مهد العنوان بشىء كذبه المضمون، لا أنكر قطعًا أهمية اختيار العنوان، إلا أنه يلعب فقط دورًا وليس كل الأدوار ولا أيضا أهمها.
مع اقتراب رمضان نعيش حاليا زمن (البرومو)، عدد كبير من المسلسلات بدأ فى طرح بضاعته رغبة فى الاستحواذ على الجمهور، والسؤال ينتقل من مطبوعة إلى أخرى عن (البرومو)، من بين ما شهدت مثلا (الإمام الشافعى) وسألونى عن رأيى؟ قلت، فرصة لكى يستعرض خالد النبوى قدرته على الأداء الصوتى الذى يحمل نبرة اصطناعية مقبولة فى سياق الأداء الشاعرى،.
والإمام كان يقرض الشعر والكثير مما نرويه فى حياتنا باعتباره من المسلمات التى احترقت حاجز الزمن، المجهولة المصدر، لا نذكر عادة أن الشافعى قائلها مثل (فلما ضاقت حلقاتها واستحكمت / فرجت وكنت أظنها لا تفرج)، النبوى فى تلك المساحة أراه سيأخذ الشخصية لملعبه، يظل ذلك مجرد إرهاصة لا يجوز اعتمادها باعتبارها القول الفصل، علينا أن ننتظر كيف تمت المعالجة وكيف تناولت الدراما القضايا الملحة والمرتبطة بالحياة.
خاصة أن لدينا فريقا من المتزمتين للأسف يزداد عددهم مع الزمن، سيعلو صوتهم وأعتقد أن هؤلاء تحديدا هم من سيتولى المسلسل الرد عليهم من خلال منهج الشافعى، كل ما ذكرته قطعا مجرد تكهنات، لا تكفى، ولم يش بها حتى (البرومو) .
على الجانب الآخر تابعت مسلسل (تحت الوصاية) بطولة منى زكى، المتربصون سوف يزدادون تربصا، وطبعا لم نر أى صورة قبيحة للحجاب ولا للمرأة التى ترتدى الحجاب، ورغم ذلك، ما هى المشكلة لو قدمت ممثلة امرأة محجبة ارتكبت موبقات؟ الزى لا يعصم الإنسان من ارتكاب الأخطاء والخطايا.
(المجتمع للخلف دُر) هذا هو ما ما يمكن أن تلاحظه من ردود فعل قطاع من الجمهور، وهكذا تابعنا نفس الجملة تتكرر (منى زكى تسخر من الحجاب والمحجبات)، وكأن المقصود هو زرع الفتنة بينها وبين الجمهور، الذى أحبها قبل نحو 30 عاما وهى لا تزال فى سنة أولى كلية الإعلام، يحاولون النيل منها لمجرد أنها تمارس الفن بفن، وليس طبقا لقاموسهم وأجندتهم ومفرداتهم العقيمة التى يحتويها كتالوج أطلقوا عليه (الفن النظيف).
لا الجواب يبان من عنوانه، ولا المسلسل من (البرومو)، ولكن نوايا ونفوس البعض يفضحها (البوستر) و(البرومو)!!.
التعليقات