أكد الكاتب الصحفي محمد منير، أن الاقتصاد البريطاني يتحمل أعباء كثيرة كانت السبب في أزمة الاضطرابات الحالية في المملكة.
وأوضح «منير»، خلال حواره عبر برنامج «10 داونينج ستريت» المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية» تقديم الإعلامية جمانة هاشم، مساء الجمعة، أن الحكومة البريطانية عاجزة وفي نفس الوقت لا تريد أن تستجيب وعجزها يرجع إلى تداعي الاقتصاد البريطاني، مشيرا إلى أن العجز ناتج عن حجم الإخفاقات التي حدثت في الحقبة العشرية لحكومة المحافظين خلال الفترة الماضية مرورا بأزمة كورونا إلى أزمة الفيضانات وأزمة الطاقة والحرب الأوكرانية الروسية، وانجراف بريطانيا أيضا خلف أمريكا وسياساتها وتدخلاتها الخارجية كل هذه الأشياء حملت الاقتصاد البريطاني أعباء كثيرة كانت السبب في أزمة الاضطرابات الحالية والأسوأ فيها أنها وصلت إلى قطاع التمريض.
وعبر محمد منير عن رأيه في الاضطرابات المندلعة بالمملكة المتحدة، فائلا: إن الأوان قد فات على حل الأزمة لأن أزمة قطاع التمريض والممرضين ليست وليدة اللحظة، بل أن هذا القطاع يعاني من ضعف الأجور مع مطالبات كثيرة برفعها، لافتا إلى أن حال قطاع التمريض وصل إلى أن بعض الممرضات صرحوا بأنهم يلجأون إلى بنوك الطعام لإطعام أسرهم وهذا حال لا نستطيع أن نتخيل أن المنظومة الطبية التي تتفاخر بريطانيا بها تصل إلى هذا الحال.
واستطرد: «مسألة رفض رئيس وزراء بريطانيا سوناك أي حوارات بين الوزراء وبين المضربين عن العمل لأن الحكومة فعليا لا تملك خريطة طريق خاصة للقطاع الطبي، نتحدث عن قوة عاملة تقدر بمليون ونصف من العاملين ميزانيته تصل إلى 180 مليار جنيه إسترليني».
وأشار الكاتب الصحفي، إلى أن المطالبة بزيادة 19% يعني أننا نتحدث عن ما يزيد عن 40 مليار جنيه إسترليني، والاضطراب في قطاعات مثل البريد والنقل ربما لا يكونوا مؤثرين بشكل كبير لأن معظم الناس تقدر أن تباشر أعمالها من البيت ولديها سياراتها بعكس الوضع قديمًا أي اضطراب في هذا القطاع كان يحدث شللا في بريطانيا ولكن التركيز الأساسي الآن على الاضراب في القطاع الطبي.
وفي ذات السياق علق حميد الكفائي، الكاتب والباحث السياسي، على هذه الأزمة قائلا: «مازلت بريطانيا تفتخر بدولها باعتبارها دولة عظمى وهي دولة مؤثرة برحيل الملكة والوضع السياسي واستقالة ثلاث وزراء من السلطة خلال 3 أشهر كانت السبب في الإضرابات والأزمات الحالية».
وأضاف «الكفائ»: «الأحداث المحلية مثل الإضرابات وأزمة الخدمة تأخذ أبعادًا وأصداء عالمية ولكن الظروف العالمية تغيرت فلم تعد بريطانيا قادرة اقتصاديًا أن تلعب هذا الدور وبدأت تقلص دورها وخفضت ميزانية المساعدات التي تقدم للشعوب الفقيرة وقلصت من المنح التي كانت تقدم للبي بي سي حتى تنفق على الخدمات الإعلامية، ولكن هناك جزء من الشعب البريطاني ممن يريدون لبريطانيا أن تقوم بهذا الدور ولكن هذا غير ممكن الآن بعدما خاصة بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي».
التعليقات