نظمت مؤسسة "فن" للفن الإعلامي للأطفال والناشئة، في مقر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مؤخراً، ورشة عمل حول مهارات تقييم الأعمال السينمائية، بمشاركة 37 طفلاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين 10-19 عاماً، لتعريفهم على كيفية تحليل أعمال صانعي الأفلام وتقييمها، واختيار الفيلم الفائز بمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في فئة "أفضل فيلم من صنع الأطفال".
وجاء تنظيم هذه الورشة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، ضمن استعدادات مؤسسة "فن" لتنظيم الدورة الخامسة من المهرجان في الفترة من 8 إلى 13 أكتوبر 2017، والذي يتضمن هذا العام برنامجاً غنياً بعروض الأفلام، وورش العمل المتعلقة بصناعتها، بالإضافة إلى أنشطة الفنون الإعلامية، التي صُمّمت لزيادة تفاعل أطفال وشباب المنطقة مع صناعة السينما بجميع جوانبها، إنتاجاً، وإخراجاً، وتقييماً.
وشارك في الورشة أطفال ويافعون وشباب من المنتسبين إلى مجموعة من أبرز المؤسسات التي تُعنى بالأطفال واليافعين، منها "سجايا فتيات الشارقة"، و"مفوضية مرشدات الشارقة"، و"مراكز شباب الشارقة"، و"مراكز أطفال الشارقة"، و"مركز الجليلة لثقافة الطفل".
وعرّفت ورشة العمل المشاركين على مؤسسة "فن" ومبادراتها المختلفة، ومسيرة "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل" خلال الأعوام الماضية، بالإضافة إلى دور نقّاد الأفلام السينمائية، وكيفية تقييم عناصر الفيلم، ودورهم البارز في نجاح إنتاجه.
وبعد يوم حافل شاهد فيه المشاركون ثلاثة أفلام رسوم متحركة قصيرة، ناقش النقاد الصغار والشباب تلك الأفلام، واختاروا فيلمهم المفضل من بينها، ثم قدموا عروضاً تقديميةً فرديةً، سلطوا فيها الضوء على المشاهد التي ينبغي تحسينها، ووظفوا المعارف الجديدة التي تعلموها، في لعب دور لجنة التحكيم لتقييم واختيار الفيلم الفائز في "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل" ضمن فئة "أفضل فيلم من صنع الأطفال".
وقالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مديرة مؤسسة "فن" ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: "في مثل هذه الصناعة التي تتطلب الإبداع وابتكار أفكار جديدة، لا بد من استخدام مهارات التحليل النقدي لضمان توجيه الأجيال الناشئة إلى الطريقة الصحيحة لتطوير صناعة السينما، فلا يتوقف النقد على إعجاب الناقد بفيلم دون آخر، بل على اكتشافه للإمكانيات والأنماط الجديدة، والطريقة المبتكرة التي ينقل من خلالها صانع الفيلم القصة إلى الجمهور، ضمن العديد من العوامل الأخرى التي يجب تناولها وتحليلها".
وأضافت: "ليس من الضروري أن يكون النقد أمراً سلبياً، بل كغيره من الأشياء في حياتنا، يمكن له أن يلعب دوراً إيجابياً في التطور المهني، وبشكل خاص في مجال الفن، ومن المهم إبداء الملاحظات وتقبل الآراء الأخرى بصدر رحب، وسعينا من خلال هذه الورشة إلى تطوير قدرة المشاركين على تناول إنتاج الفيلم من الناحية الفنية، بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتوجيه النقد البناء، واتخاذ القرار الصحيح لاختيار الفيلم الذي يستحق الفوز بالجائزة".
وتضم قائمة جوائز المهرجان سبع فئات رئيسية، هي "أفضل فيلم من صنع الأطفال"، و"أفضل فيلم طلابي"، و"أفضل فيلم قصير من الخليج"، و"أفضل فيلم عالمي قصير"، و"أفضل فيلم رسوم متحركة"، و"أفضل فيلم وثائقي"، و"أفضل فيلم روائي طويل".
وتهدف مؤسسة "فن" إلى تنشئة وإعداد جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين، والترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التي ينتجها الأطفال والناشئة في دولة الإمارات وعرضها في المهرجانات السينمائية والمؤتمرات الدولية في جميع أنحاء العالم.
وتسعى كذلك إلى تحقيق هدفها الأسمى الذي يتمثل في دعم وتشجيع المواهب من خلال هذه المهرجانات والمؤتمرات وورش العمل على الصعيدين المحلي والدولي، إضافة إلى تشكيل شبكة من الشباب الموهوبين والواعدين الذين يمكنهم تبادل التجارب والخبرات على نطاق عالمي.
التعليقات