أنت لست نفس الإنسان الذي بدأت به، لست نفس الشخص الذي كنت تعرفه.
أنت تتطور، تتعلم، وترتقي.
نحن مَصَب خبراتنا.
قرأت مقولة مبدعة في رواية باب الزوار للأديب محمد إسماعيل عمر يقول فيها "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان".
مقولة حقيقية تخرج رحمة مهداه من رحم الحياة.
آخر ما احتاج إليه لإقامة حياتي هو الطعام؛ سأكتفي بالقليل لو انجبر قلبي.
أشرح لك بطريقة أخرى. في كتاب "المدخل لفهم سيكولوجية الإنسان المهزأ" للعبقري كيرلس بهجت، يقول فيه: "العلاقة السيئة ليست التي لا يعجبك فيها الطرف الآخر، بل التي لا يعجبك فيها نفسك".
سوء اختيارنا للمقيمين في حياتنا لا يدل إلا على عوار كبير في شخصياتنا.
لكي لا أُشفق على نفسي وأنا في خضم معاملاتي الإنسانية وتعاملاتي الحياتية، يجب أن أؤمن أن سر سعادتي يكمن في طريقة مواجهتي للأمور التي تمر عليّ. أحب أن أكون قوية، أن أبدو بخير وأن أكون فعلا كذلك.
اختبرت أوقات الضعف والقوة كسائر الناس، فوجدت أن أفضل التعافِ من العثرات يأتي بعد أن تصدق أنك كنت جيدًا بحق وأنك بخير، أنك تستحق المرتبة الأولى في حياة المحيطين بك، وأنه أولى بك أن تتكيف على إنك ستواجه من الشدة ما قد يوقف الأمل في أيامك لكنك لن تفعل.
من ضروريات حياتك أن ترى نفسك تستحق الأفضل وأن تُصِر على اختزان هذه الفكرة في عقلك ولا تتنازل عنها أبدًا.
عقلنا ببساطة يتغذى على الأفكار التي نبثها بداخله، فكلما تنازلت وانكسرت، كلما تقبلت فكرة أن تتغافل عندما تؤذى.
لا يا صديقي، ليس الغرض من التغافل هو قبولك لنفسك كمواطن من الدرجة الثانية.
كن في دنياك كمن يستحق وسام الاستحقاق.
قوتك الحقيقية تنبع من ثقتك بنفسك ورسوخ أخلاقك على بر الاطمئنان، وأن ترى نفسك عزيز لا تُهان.
اكتمل بنفسك، بخيرها ولطفها وقوتها، هنالك ستشعر بالسعادة، ستضيء من جديد.
مشكلتنا الأولى أننا نتصور أن فلان هو نصفي الآخر، أو أن وجود هذا الصديق هو ما يُكمِلُني، صدقني لو اكتملت بنفسك أولا ستصبح العزيز في قلوب الجميع.
سيراك الناس بعين مختلفة، سيرونك بذات العين التي رأيت بها نفسك.
إذن أنت انعكاس لصورتك الداخلية في أعين الناس، فكن حريصا أن تكون دائما في أبهى حالات القلب.
سلامك النفسي الحقيقي يغلفه بضع قرارات تأخذها يوميا في حياتك.
كن حريصًا أن تبدأ يومك وأنت تبتسم، أو تجبر نفسك على التبسم حتى تنشرح. سلِم على جيرانك وعامل النظافة بقلب، ألقي تحية حقيقية على كل من يعبر من خلال يومك، أدعو لكل من يمر عليك بصدق، كن هادئًا محًبا كريمًا ثم لا تقبل إلا هذا النوع من المحبة من الآخرين.
ساعات يومنا قليلة وحياتنا قصيرة بحق، فكيف نهبها لمن لا يستحق مودتنا؟
هي ليست بحرب، قدر ما هي اختيار لنوع الحياة التي تود أن تحياها، هي سلامك المسْتَحَق.
علمتني الأيام أن من يحبني بحق سيتعلم كيف يحتفظ بقلبي إلى جواره دون أن يرهقني.
وهل هناك إرهاق في المحبة؟
هناك ما أُطلق عليه "استنزاف المحبة". أن تظل تُعطي دون أن تُقَدَّر، أن تظل تتغافل وتتصور أنك الأكرم، وأن تظل على ذلك ولا تشعر أنك مُسْتباحٌ قلبك.
أعز وأكرم ما خلق الله على الأرض هو الإنسان، فكيف نؤذي أرواحنا عن عمد تحت شعار المحبة.
الأشخاص الطيبين متصورين أن الكون كله مثلهم. أحب أن أقول لهم إنك مطالب بحماية نفسك من صنفين من الناس، الأول يستغل طيبتك والآخر لا يراك أصلا أنت بالنسبة له وسيلة.
لكي تنعم بالعيش وتستلذ طعما لعمرك يجب أن يكون الوصول إليك غاية من يحبك، أن يشعر دائما أنك جدير بأن يعترف أن قلبك غايته وأنه حريص عليك تمام الحرص ومُقَدِر بشدة لودك، أو أن تكتفي أنت بنفسك.
أستطيع أن أحمل على كتفي بحب ألاف الناس بشرط أن يكون أنا من يضعهم على ظهري.
الرضا شريط البَذْل ما دون ذلك ابتلاء.
في صغري تعودت ألا أتحدث كثيرا، كنت أخشى التعبير عن ما ومن يجرحني حتى لا اصطنع المشكلات.
كان ذلك الغباء بعينه!!
يا لحماقتنا عندما نسْلِب أنفسنا حقوقها ثم نجلس نتباكى على قلوبنا.
تعود أن تكسر الأشياء التي تؤلمك باستمرار فأنت لا تدري أي وَحْش تربي بداخلك؛ قد يلتهمك.
لا أطالب بالقسوة مع غيرنا قدر ما أطالب بالرحمة المنتقاة لقلوبنا.
صوت بكاء الطفل أشد إزعاجًا من بكاء الشخص الكبير؛ رغم أن الأول لا يخشى التعبير عن نفسه ولا يسأل نفسه هل من حقه المطالبة بالتغيير أم قبول ما لا يرتضي.
أما الكبير فيخشى في كثير من الأحيان أن يعترض.
تعود على كلمة "لا" عندما يكون "النعم" يؤذيك. هذا حق نفسك عليك. كلمة لا في بعض الأحيان يكون فيها نجاتك.
كل مرحلة في حياتنا تحتاج أحيانا لتغيير الكثير من الثياب البالية التي لا تناسب سنوات عمرك؛ ارتدي الثوب الثمين فدائما سيليق بك.
التعليقات