أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة مساء الثلاثاء 8 من فبراير 2022م أمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعرة علا خضارو من لبنان، والشاعر حسن الراعي من سوريا، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت وعدد من المهتمين، وقدمها الشاعر مصطفى الحفناوي.
افتتحت القراءات الشعرية الشاعرة علا خضارو بنص عبر بتجلياته مدن الفقد والعتاب، والصمت والضوء، بلغة رمزية عالية، وبرؤية شعرية أنيقة، ومن نص "لن يصدأ الضوء":
همى بنا الفقد مذ سرنا بمنطقِهِ
فصار ينصل من أوصالنا رمحا
لن يصدأ الضوءُ، هذا الصبح أعرفُهُ
زَغْبٌ لفرط حنينٍ يشتهي جنحا
يرمّمُ الغيم أعشاشاً لفكرتِهِ
يلملمُ الشعرَ أغماراً من الفصحى
يقتاتُ أرصفةَ النسيانِ مشتعلاً
يعاتبُ الشعرا، كيفَ الندى شحّا
وظلَّ يبحث عن دارٍ بلا وجلٍ
عن فسحةٍ للهوى لم ترتدِ القبحا
وعلى ذات العبور، قرأت مجموعة من النصوص التي حملت التجديد والرؤية الشعرية المتأملة، وفي أجواء عبرت البحر في هدوئه وصخبه، والبعد الذي يشبه مده وجزره، ودلالة البئر، قرأت "خضارو" قصيدة "في غربة التيه" منها:
كم جلجلَ البعدُ أحلاماً وأرّقها
ومرمرَ الشّهدَ في دمع العناقيد
كم واربَ الشمسَ حتى كاد يطفئُها
فأبرقَ الضوءُ خلخالَ المقاييدِ
وعافَ في البئر نجماً نامَ مُتّكئاً
على جراحٍ بنَبضٍ غيرِ مصفودِ
يُحدّثُ البحرَ علَّ البحر يُنجدُهُ
حتّى طغا بالهوى ماءُ التغاريد
الشاعر حسن الراعي غارقة نصوصه بالتساؤلات، بالغربة وأوجاعها، بالحياة والذات، نصوصه مفعمة بالحياة والدهشة، افتتح قراءاته بقصيدة "مصافحة" منها:
رأيتُ سماءً لا حدودَ لشمسها
تضيءُ شغافَ القلبِ عبر المتاهاتِ
رأيتُ تراباً دافئاً وكأنَّهُ
حنينُ فراشاتِ النَّدى للغواياتِ
رأيتُ وجوهَ النَّاسِ ترسمُ بسمةً
حقيقيَّةً كالصِّدقِ في وجهِ مرآةِ
فما سرُّ هذا النبضِ? عن أيِّ نوتةٍ
يدوزنُ بوحَ العودِ في حلمِ مشكاةِ
وبلغة تعكس روحه المتعبة والمثقلة بالهموم، جاء نص "لست أوديسيوس" غارقاً في البؤس والتساؤل جملته مفرداته وصوره الأنيقة، ومنه:
لا مفرٌّ -إلى الحياةِ -سواكَ
فاعتَلِ الموتَ لن تزيدَ هلاكَا
عتمةُ الغابِ أوصدتْ كلَّ بابٍ
حاولَ القلبُ طرقَهُ ليراكَ
كلُّ دربٍ مشيتَ فيها استطالتْ
وتمادتْ في قتلها مسعاكَ
يهربُ الأفقُ من يديكَ بعيداً
مثلَ نورٍ تريقُهُ عيناكَ
كيفَ تنجو من الجهاتِ إذا ضعــ
ــتَ وحيداً محاصراً بعماكَ
في ختام الفعالية كرم محمد البريكي المشاركين في الفعالية.
التعليقات