"عندما تبدأ في التحرك، سيُرتَسم أمام عينيك الطريق".
جملة قرأتها كثيرًا بصور وتركيبات مختلفة.
التحرك المستمر يقينا شر قسوة شلل الحياة بداخلنا.
أحيانا يجتاح العجز أرواحنا ونحن مازلنا على قيد القوة، ولا يزال مقعدنا شاغرًا في الحياة ينتظر حضورنا.
توالت عليّ كغيري من الناس عقبات وانكسارات كادت توقف عجلة الحياة بداخلنا.
من منا لم يختبر ويُبتلى؟ من منا سارت حياته على النحو الذي أحبه وارتضاه؟ من منا كان طريقه مزينًا بالورود؟ ومن منا لم تتضرم أظافره وهو متشبث بحقه في الحياة؟
إن للحياة وجه قبيح نخفيه بداخلنا ليستمر وجودنا آمنا من خلال أعمارنا.
لكننا جميعا نحتاج من وقت لآخر، من يصرخ بنا ويهز أكتافنا وكياننا بقوة قائلا:
اصمد جيدًا فقد اقتربت كثيرًا من النجاة!!!
أحيانًا لا ترى الفرج بعينيك، ولكنك تصنعه بداخلك تُنميه وتُربيه قدر حاجتك للزاد في طريقك.
وكيف أوقن بذلك وقد انحصرتُ بداخلي ولا أجد لي سبيلا؟
عفوا سيدي! دائما بداخلك تتأجج النجاة.
تذكر كيف كنت وقت مجدك، كيف كنت تواجه نفسك وضعفك وكنت المحرك الرئيسي لنفسك.
تذكر كيف صددت ما هو أشرس مما تمر به اليوم لكنه هان. مر وانتهى ليس لأنه كان أيسر، بل أنت من كنت مستعد له جيدًا. ألا يستحق وجودك سعيدًا المزيد من المقامرة لتتح لنفسك مكانًا ترتضيه.
هل لاحظت معي كيف أن كل ابتلاء نمر به يجعلنا أقوى؟ فقط نحتاج السماح لأنفسنا أن نتغلب عليه.
وهل تنهزم إرادة الإنسان إلا بيده؟
بلا، فأنت صمام الأمان لروحك. بيدك أن تتوغل في روحك وتستخرج مواطن القوة من داخلك وتمضي متعكزًا عليها حتى تنتصر.
لو توفرت بداخلك إرادة البقاء بخير، ستنجو.
أنت الجيش الصلب الذي لا يُخترق إلا من الداخل، فلا تَكونن من الخائنين لنفسك.
تمسك بقوتك، ولتكن مثل عجلات القطار تفرم رحاها كل مصاعب الطريق، تطويها ولا تتوقف.
خسارة الجولة الأولى لا يعني انهزامي في المعركة، أنا فقط استعد بالمؤن المناسبة لجولتي التالية.
وإذا ضاقت عليك نفسك أشد الضيق، كن موقنًا باقتراب الفرج بشدة.
كما هي الحياة تبدأ وتتغير وتستمر، فإن الشدة أيضًا لها نهاية تقترب بقوة عندما تتخذ قرارك بمواصلة السعي وهزيمة المشّاق في قدرك.
أنت تحيا، فأنت تستطيع!
كل ما تحتاجه فقط أن تؤمن بأنك حقا تستطيع.
ما دمت على قيد الحياة، فكن على قيد الأمل، كن على قيد القوة والصبر، والأهم أن تكن على يقين بأن من خَلَقَك يده الرحيمة ممتدة بداخلك دائمًا.
يقيني أن الله يعطينا من الابتلاءات ما يتناسب تمامًا مع طريقة خَلقنا وظروف نشْأتنا ومعيشتنا، فلا يفتأ عقلك يقنعك بأنك تعبت؛ خذ دائما وضع الاستعداد.
كل ما في الأمر أنك تحتاج ضبط مؤشرك الداخلي بدقة على موجة المثابرة. هنالك ستسمع في أذنك الجمل الآتية:
"تجاوزت نجاحاتك مع نفسك كلّ التوقعات وكانت إرادتك سِرّ نجاحك، لم تيأسَ وقت كبوتَك مرةً ... فكان النجاح حليف كلِّ مثابر".
هنا أنت لم تكن محظوظًا، قدر ما كنت مجتهدًا.
كلما آمنت بصدق أنك تستطيع، دائما سوف تنتصر.
نحن مخزون الإرادة على الأرض، فلقد خُلق الإنسان ليبقى نسله عليها، فكيف يخول الله لك البقاء، دون علمه المسبق سبحانه وتعالى أنه وضع بداخلك ما ييسر لك الحياة من داخلك وليس فقط البقاء على أعتابها.
لعل أهم ما يجمل دنيانا، أملنا أن نبقى فيها بخير. فمرحبا بروح فتية تقتفي آثار الحياة.
كلنا مهزومين إلا من وانتصرت له إرادته.
أن تلتزم بشيء يعني أن تهب كيانك كله لتُتِمه، ألا تستحق نفسك أن تلتزم لها؟
دع مخاوفك وقلقك يهويّ أمام ناظريك، واستمع جيدا لصوت ارتطامها واستمتع بذلك، فإن صدى ذلك الصوت سيقيم روحك بقوة للأبد.
التعليقات