بينما تقرأ أنت هذه الكلمة، أبدأ أنا رحلتى إلى مهرجان (كان) فى هذه الدورة الاستثنائية والتى تحمل رقم 74.
لم يكن مقدرا لى أن أسافر، كل المؤشرات أكدت أننى لن أتمكن من اللحاق بهذا الحدث الأهم، عالميا، اشتراط تعاطى جرعتين من أسترازينيكا اللقاح المعترف به فى الاتحاد الأوروبى بينما أنا أساسا كما أخبرنى عدد من الأطباء لا يحق لى علميا أخذ جرعة اللقاح الأولى، إلا بعد مرور حد أدنى ثلاثة أشهر على شفائى من كورونا، وقد تطول إلى نحو ستة أشهر، من تعافى لديه أجسام مضادة، المعلومة صحيحة، إلا أنه لا يحول دون حصول من هو فى مثل حالتى على جرعة أولى.
علمت أنه من الممكن إجراء اختبار أجسام مضادة، ثم تلقى الجرعة وتقدمت بالطلب ووجدت أن الوثيقة التى نوقع عليها تتضمن بندا تذكر فيه إصابتك السابقة بكورونا، أو حتى مجرد الاشتباه ولكنها لم تمنع أبدا تعاطى اللقاح.
من أين أتى كل هؤلاء الأساتذة الأطباء بتلك المعلومة التى تمنع من هم فى مثل حالتى أخذ جرعة اللقاح؟ الواضح ألا أحد يجزم بشىء قطعى، هناك دائما تجارب، وكلنا بشكل أو بآخر داخل حقل التجارب، الأطباء الذين أخبرونى بألا أتعاطى اللقاح استندوا إلى معلومات طبية مؤكدة، بيد أنها مع مرور الأيام لم تعد كذلك.
لم أشعر بعد الجرعة بأعراض جانبية، رغم أن كل الأصدقاء الذين سبقونى، قالوا إن أمامى ثلاثة أيام بها قدر من القسوة، هل الأمر له علاقة مثلا بالإصابة السابقة فأصبح الجسد لديه خبرة فى التعامل مع هذا الضيف الثقيل؟، حتى آلام الذراع مكان التعاطى، لم أشعر بها.
ورغم ذلك فإننى لم أتطلع للسفر، إدارة المهرجان أرسلت شروط الدخول لفرنسا تتضمن الحصول على الجرعتين كاملتين، بينما رسميا الدولة تسمح بعبور حدودها بدون عزل لمن أصيب بكورونا وحصل على جرعة لقاح معتمدة، الإصابة السابقة، تمنح قدرا من المناعة وتصبح الجرعة الأولى من اللقاح وكأنها الثانية.
التقيت لأول مرة فى الطائرة المتجهة إلى مهرجان أسوان بالأستاذ عدلى توما وهو أحد أعضاء مجلس الأمناء للمهرجان، ويقدم تجربة رقمية مثيرة لأهل أسوان قائمة على تنشيط الخيال، وقال لى إنه سيشد الرحال إلى (كان) وعندما شرحت له حالتى، قال لى إنها حالته، وسوف يسافر بجرعة واحدة، وهو أيضا ما علمت أنها حالة المخرج أمير رمسيس، الذى سبقنا جميعا إلى (كان)، فقط ينبغى أن يمضى على تعاطى اللقاح كحد أدنى 14 يوما، فاكتشفت أننى غدا يوم افتتاح المهرجان سأكمل 15 يوما على الجرعة الأولى، وسارعت باستكمال الأوراق.
أشعر بالحنين لمهرجان (كان) الذى ظل حتى اللحظات الأخيرة العام الماضى لديه أمل فى إقامة الدورة واقعيا، ولكنه بعد أكثر من تأجيل اعتذر، وظلت هذه الدورة تحمل الرقم 74.
حالة استثنائية بكل المقاييس، عدد الأصدقاء الذين تعودت أن ألتقى بهم تقلص، خاصة من مصر، مهرجان واقعى بالكمامة والتباعد الاجتماعى، والجمهور الذى كان يتلاصق ويتزاحم بالقرب من قاعة (لوميير) المطلة على شاطئ (الريفييرا) لن يُسمح له بالتعبير عن تهافته على تلك النجمة أو هذا الفيلم، كيف ستسير الأمور، ساعات وأروى لكم التفاصيل!!.
التعليقات