أعلن الكاتب المصري، محمد توفيق، عن صدور كتابه الرابع عشر "أحمد زكي 86"، عن دار "ريشة"، للفنان الراحل أحمد زكي والملقب بالإمبراطور والنمر الأسود نسبة إلى أفلامه الأشهر.
وأشار "توفيق"، إلى أن تصميم الغلاف للمبدع: عبد الرحمن الصواف، وتم طرح الكتاب في عيد الفطر بمكتبات الشروق وديوان وتنمية وجدل ومدبولي وأقلام عربية وآدم وبيت الكتب في الإسكندرية.
ويقول مؤلف الكتاب، إنه تردد كثيرا فل كتابة مقدمة الكتاب، حيث فكر في حذفها حتى استقر عليها في اللحظان الأخيرة، والتي بدأها بسؤال "لماذا أحمد زكي... ولماذا 86؟".
وكتب: "مثل أي فيلم سينمائي؛ ستجد نجم شباك يتصدر الأفيش، وأبطالًا، وضيوف شرف، وأدوارًا ثانوية، وموسيقى تصويرية، ولوكيشن، ومُنتِجًا... لكنك لن تجد مؤلِّفًا أو مخرجًا، فالقَدَرُ تكفَّل بكتابة وإخراج هذا الفيلم.
نجم الشبَّاك هنا هو أحمد زكي، وهو أيضًا المُنتج؛ فقد دفع حياته ثمنًا لهذا الفيلم، وبصحبته ثلاث نجمات أستأذنهن كي يُكتب اسمه قبلهن: سعاد حسني، ونجلاء فتحي، وهالة فؤاد... وطلب من العم صلاح جاهين أن يلعب دور والده، فرغم أنه لا يشبه وجهه، لكنه يشبه قلبه.
هذا إلى جانب عاطف الطيب ومحمد خان ووحيد حامد الذين تركوا مواقعهم خلف الكاميرا ليجلسوا أمامها، وأتت بصحبتهم مديرة جهاز الرقابة التي قررت أن تشارك في هذا الفيلم رغم أنف الجميع.
وستجد ضيوف شرف كبارًا أمثال فاتن حمامة، وعادل إمام، ونور الشريف، ومحمود عبد العزيز، ويحيى الفخراني، ونبيلة عبيد، ومديحة كامل، وسمير غانم، وسعيد صالح، وحسن عابدين، ورغدة، وإيناس الدغيدي، وعمار الشريعي الذي يمكنك أن تختار إحدى مقطوعاته التي تسكن قلبك ويتردد صداها في أذنك لتصحبك طوال الكتاب.
وهناك ظهور خاص لعدد كبير من نجوم الستينيات الذين ما زالوا قادرين على العطاء في الثمانينيات مثل نجيب محفوظ، وصلاح أبو سيف، وإحسان عبد القدوس، ومحمد حسنين هيكل، ومصطفى أمين، وصالح مرسي، وفتحي غانم، ومحمود عوض، وعبد الرحمن الأبنودي، وسيد حجاب.
أما اللوكيشن فستجده حينًا مدرسة ثانوي صناعي بالزقازيق، وحينًا مستشفى في لندن، وأحيانًا يكون شارع الهرم!
وقد تسأل: لماذا أحمد زكي الآن؟
وأُجيبك، رغم أني لا أملك جوابًا قاطعًا؛ ربما لأنه يسكن في مساحة في القلب لم يذهب إليها فنان سواه، ليس لأنه الأفضل أو الأشهر أو الأذكى، فربما تلك الألقاب تجد كثيرين ينازعونه عليها، وقد يتفوقون عليه، لكن لأنه الأصدق.
وربما لأن كل منّا يحمل جزءًا من أحمد زكي في ملامحه، وأحلامه، وقلقه، وأرقه، وثورته، وبراءته، ومعاناته، ووحدته.
وربما لأنه -كما وصفه عمنا خيري شلبي- خامة نادرة من الأحجار الكريمة كالياقوت والعقيق واللؤلؤ والمرجان والزمرد، وصاحب مدرسة «التشخيص بالإزميل»، تلك المدرسة التي تجعله يبدو بين الممثلين على أنه مشخِّص، ويتميز بين المشخِّصين، وهم قلة نادرة، بأنه نحات.
وربما لأني أشعر أننا مدينون له باعتذار أننا لم نضعه في المكانة التي يستحقها وهو بيننا، فكعادتنا أدركنا أهميته بعد رحيله، وعرفنا حجمه بعد غيابه.
ربما تسأل الآن: لماذا إذن عام 1986؟
بالطبع كان الأسهل والأضمن أن أتناول سيرة أحمد زكي منذ ولادته حتى رحيله، لكني اخترت عامًا واحدًا أتصوره من أهم الأعوام في تاريخ أحمد زكي، إن لم يكن أهمها، ومن أغرب الأعوام في تاريخ مصر، إن لم يكن أغربها!
وقد طالعت في هذا العام الصحف يومًا بيوم، والمجلات الفنية والسياسية، الأسبوعية والشهرية، متتبعًا كل حرف يُنشر عن أحمد زكي.
في هذا العام وحده قرأ أحمد زكي قرابة 50 سيناريو، واتفق بشكل مبدئي على بطولة 22 فيلمًا جديدًا، لكنها جميعًا لم تكتمل؛ بعضها بدأ تصويره، وبعضها اختلف مع مؤلفه، وبعضها لم يصل فيه مع المخرج إلى اتفاق، وبعضها وجد أن المنتج لا يريد الفن بقدر ما يريد الربح.
وقد نشرت الصحف أخبار تلك الأفلام وتفاصيلها، وهي: «يوم قتل الزعيم»، و«جبل ناعسة»، و«شقى العمر»، و«باحبك يا مجنون»، و«رجل من الحي السادس»، و«سليمان الحلبي»، و«الباب الأخضر»، و«إمبراطورية الممنوع»، و«سمك لبن تمر هندي»، و«الحناكيش»، و«مَن قتل أم الخير؟»، و«شفاه غليظة»، و«ألف ليلة بيضا»، و«لا يزال البحث جاريًا»، و«رأسًا على عقب»، و«صفحة من كتاب الحب»، و«النقطة 25»، و«سبانخ»، و«العروسة»، و«سكة سفر»، و«الأفول»، و«الراقصة والسياسي»، علاوة على مسلسلين تليفزيونين، ومسلسل إذاعي.
هذا بخلاف ثلاثة أفلام بدأ تصويرها هي: «زوجة رجل مهم»، و«أربعة في مهمة رسمية»، و«المخطوفة»، وأربعة أفلام كان يتم عرضها في السينما هي: «البريء»، و«البداية»، و«شادر السمك»، و«الحب فوق هضبة الهرم»، هذا إلى جانب فيلمين من العام السابق، وقبل السابق هما: «سعد اليتيم»، و«الراقصة والطبال».
ورغم كل ذلك، لم تكن هذه الأسباب وحدها وراء اختيار عام 1986، فلديَّ قائمة طويلة من الأسباب سأصرّح ببعضها، وستجد بعضها الآخر بين سطور الكتاب.
فربما اخترت هذا العام لأنه العام الذي أعاد فيه أحمد زكي حساباته بعد أن مرض، وجلس في المستشفى أربعين يومًا، وشعر لأول مرة بأنه قد يفقد حياته في أي لحظة، ويترك ابنه هيثم وحده، وربما لأنه عام فيلم «البريء» بكواليسه وكوابيسه، وربما لأنه من أكثر الأعوام إنتاجًا للأفلام في تاريخ السينما المصرية.
ومحمد توفيق هو كاتب صحفي عمل في عدة صحف مصرية: الدستور والتحرير والمصرى اليوم واليوم السابع، له عدد كبير من الملفات فى الدستور والتحرير.
صدر له: أيام صلاح جاهين، أبريل 2009 ( دار العين للنشر ) مصر بتلعب .. كيف تحول الشعب المصري الى جمهور ؟، مايو 2010 (دار المصري للنشر) أحمد رجب.. ضحكة مصر، مارس 2011 (دار المصري للنشر ) الغباء السياسى .. كيف يصل الغبى لكرسى الحكم ؟ ، مايو 2012 ( دار المصري للنشر).
التعليقات