أثارت جنى عمرو دياب، إبنة المطرب المصري الهضبة عمرو دياب، الجدل الأيام الماضية، بعد توجيهها رسالة إنسانية، بسبب معاناتها مع مرض "اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)"، منتقدة الجهة التعليمية التي لم تتفهم معاناتها، حيث كتبت في رسالة على إنستجرام: "أنا جنى دياب، لقد بدأت دراستي في مدرسة كوينز جيت منذ الصف الثامن وللأسف نُصحت بمغادرتها في السنة الثانية عشرة، بسبب تشخيصي باضطراب نقص الانتباه".
وتتسم الفيسيولوجيا المرضية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنها معقدة وغير واضحة، وهناك عدد من النظريات المتضاربة في هذا الإطار.
تبين الأبحاث التي أجريت على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه انخفاض حجم الدماغ بوجه عام، ولكن مع انخفاض أكبر نسبيا في حجم القشرة الأمامية الجبهية من الجانب الأيسر.
تشير هذه النتائج إلى أن الملامح الأساسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتي تتمثل في نقص الانتباه والنشاط المفرط والاندفاع قد تعكس وجود خلل وظيفي في الفص الجبهي، ولكن هناك أجزاء أخرى في الدماغ تتأثر بهذا الاضطراب وخاصة المخيخ.
تعريف المرض:
واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو قصور الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب نفسي من نوع تأخر النمو العصبي وهو يبدأ في مرحلة الطفولة عند الإنسان، وهي تسبب نموذج من تصرفات تجعل الطفل غير قادر على إتباع الأوامر أو على السيطرة على تصرفاته، أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين وبذلك هو في حالة إلهاء دائم بالأشياء الصغيرة.
المصابون بهذه الحالة يواجهون صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم من مدرسيهم، ولا يتقيدون بقوانين الفصل، مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء، لذلك يعتقد أغلبية الناس أنهم مشاغبون بطبيعتهم.
هذه الحالة تعدّ أكثر الحالات النفسية شيوعا في العالم؛ إذ يبلغ عدد المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة حوالي 5% من مجموع شعوب العالم، والنسبة تزيد عن ذلك في الدول المتطورة (دول العالم الأول).
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) حالة مزمنة تصيب ملايين الأطفال، وغالبًا ما تستمرُّ في مرحلة البلوغ.
يتضمَّن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مجموعة من المشكلات المستمرة، مثل صعوبة الحفاظ على الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعي.
قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من تراجع الثقة بالنفس، والعلاقات المضطربة، وضعف الأداء في المدرسة أيضًا. تقلُّ الأعراض في بعض الأحيان مع تقدُّم العمر. ومع ذلك، لا يتخطَّى بعض الأشخاص أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تمامًا. لكن يُمكنهم تعلُّم الاستراتيجيات لتكون ناجحة.
في حين أن العلاج لن يعالج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فإنه يُمكن أن يُساعد بشكل كبير في علاج الأعراض. يشمل العلاج عادةً الأدوية والتدخُّلات السلوكية. قد يُحدِث التشخيص والعلاج المبكران فرقًا كبيرًا في النتائج.
مشاهير أصابهم المرض:
مايكل فيلبس
في سن التاسعة، تم تشخيص السباح الأولمبي مايكل فيلبس باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. كان يعاني من الكثير من المتاعب في المدرسة وكان اهتمامه في كل مكان. لقد كانت حقًا في طريقه إلى واجباته المدرسية.
شقيقة بيونسيه
عندما أخبرت طبيبة سولانج نولز (الشقيقة الصغرى للنجمة بيونسيه) أنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، لم تكن متأكدة من ذلك. لذلك ، ذهبت إلى وثيقة أخرى للحصول على رأي ثان وانتهى بها الأمر في تشخيص اضطراب الانتباه مرة أخرى.
جيم كاري
قال كاري إن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط قد أبقاه مستيقظًا في الليل وجعله يشعر بأنه على وشك الانفجار، يصعب على الممثل التركيز ، وقد يكون ذلك بمثابة المشكل الحقيقي عندما يحتاج إلى أن يكون جاهزًا لساعات في المرة الواحدة.
ويل سميث
يجد سميث صعوبة بالغة في الجلوس أو الوقوف ساكناً لفترة من الزمن، قال إنه كان من المتدربين لأنه لم يتم تشخيصه كطفل، اليوم ، سيتم تصنيفه على الفور على أنه مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، لكنه في المدرسة حصل على درجات أقل قليلاً لأنه لم يستطع التركيز.
إيما واتسون
لا يعرف الكثير من الناس أن إيما واتسون مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ماذا؟ نفس الممثلة إيما واتسون ، الممثلة النجمية ، حصلت على درجة في اللغة الإنجليزية من جامعة براون، وتعمل كسفير في الأمم المتحدة؟ نعم ، هذا إيما واتسون. غالبًا ما يصاب الأشخاص الذين يتعلمون عن اضطراب الانتباه في إيما بالصدمة ، لكن وصمة العار المرتبطة بالصحة العقلية يجب أن تنتهي. لا شيء مثل ADHD يمكن أن يجعلنا نتوقف عن حبها ، هل أنا على حق؟
بيل جيتس
بيل جيتس هو الرجل الذي يقف وراء شركة Microsoft ، كما أسس مؤسسة بيل وميليندا جيتس مع زوجته، إنه معروف بفكره القوي وأمواله ، بالطبع ، لكنه أيضًا يمثل حالة رئيسية لشخص مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وقد ثابر.
التفسير العلمي للمرض
الأطفال الذين يتم تشخيصهم كمن يعانون من ADHD، يمكن شملهم ضمن إحدى المجموعات الفرعية الثلاث التالية:
-
type Inattentive: بالأساس مشكلة إصغاء.
-
type impulsive Hyperactive: بالأساس فرط في النشاط.
-
type Combined: حالة مدمجة.
تجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة أخرى من الأطفال الذين يُظهرون بالأساس أعراض اضطراب في الإصغاء والتركيز، دون أعراض فرط في النشاط. يتميز هؤلاء الأطفال بهدوئهم، خمولهم وكثرة أحلامهم.
هناك أهمية بالغة للاكتشاف المبكر والعلاج وذلك بسبب الأضرار المحتملة لتحصيلات الدراسة وللمجال الاجتماعي والنفسي التطوري. المشكلة الرئيسية من الناحية السلوكية هي فقدان وجهات النظر بشأن ردود الفعل السلوكية التي تؤدي إلى الاندفاعية.
في أعقاب ازدياد الوعي لهذه الحالة، يتم تشخيص غالبية الطلاب قبل وصولهم للمرحلة الإعدادية أو الثانوية، إلا أن هناك نسبة كبيرة من طلاب الصفوف الابتدائية الأولى (الأول - الرابع) والذين يعانون من ADHD الذين لم يتم تشخيصهم. هذا الأمر صحيح بشأن الطلاب الذين يعانون من اضطراب في الإصغاء والتركيز بدون فرط في النشاط، بالأخص أولئك الذين يتمتعون بقدرات فكرية عالية تمكنهم من مواجهة القيود بشكل ناجح نسبيًا، لطالما ما زالوا في الصفوف الأولى. عدم تشخيص الاضطراب قد يؤدي إلى أعراض جانبية حسية، اجتماعية وسلوكية.
الأعراض السريرية
في سن صغيرة، قبل الدخول للمدرسة، تتميز أعراض اضطراب الإصغاء والتركيز بعدم الهدوء، عدم الانضباط، نوبات بكاء وغضب شديدة، أحيانًا بدون سبب واضح، عدم الرغبة والقدرة على إكمال المهام، عدم التركيز، صعوبة بالامتثال للقوانين بما في ذلك قوانين الألعاب، وأحيانًا فرط في النشاط بالأخص النشاط الحركيّ. في بعض الأحبان، لا يدرك الأطفال مدى خطورة الأمر على أنفسهم أو على الآخرين، ويميلون إلى التسلق إلى أماكن مرتفعة وخطرة أو يركضون نحو الشارع دون الانتباه إلى المخاطر.
جراء هذه الصعوبات السلوكية التي يعانون منها، فإنهم يسببون الغضب أحيانًا للبالغين والأطفال، ويواجهون صعوبة في إيجاد أصدقاء، وأحيانًا تظهر لديهم ردود فعل أخرى نتيجة لذلك، مثل العزلة الذاتية، عدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين وأحيانًا يميلون حتى إلى ضرب الآخرين.
في مرحلة الصفوف الابتدائية تنعكس الأعراض بردود فعل اندفاعية، ونوبات غضب وميول إلى العزلة. كونهم يتسببون بالغضب للأطفال الآخرين والبالغين، فإنهم يُعتبرون أشخاصًا غير مرغوب فيهم في المجتمع، فتصبح لديهم ميول لا-اجتماعية، تصل إلى درجة العنف أحيانًا. في هذه السن، سينعكس الاضطراب في تحصيل دراسي أقل من المتوقع، صعوبات في الانتظام، عدم القيام بالواجبات الدراسية البيتية.
كمراهقين وبالغين، فإنهم ينقطعون عن الدراسة، يواجهون صعوبات في إيجاد مكان عمل وصعوبات في إيجاد عمل يلائم مهاراتهم وتوقعاتهم. كما وأنهم يواجهون صعوبات في الامتثال للقوانين، ويصبحون عنيفين أحيانًا ويميلون أكثر من غيرهم للإدمان على المخدرات، السجائر والكحول، والقيام بأعمال غير قانونية تشكل خطرًا عليهم وعلى المجتمع. ستكون لهم ضلوع، إلى حد كبير، في الحوادث المختلفة، بما في ذلك حوادث الطرق.
يمكن في كثيرٍ من الأحيان للطفل الذي يظهر نمطًا من عدم الاهتمام أن:
- يفشل في إيلاء اهتمام وثيق للتفاصيل أو يقوم بأخطاء طائشة في العمل المدرسي
- يواجه مشكلة في التركيز على المهام أو اللعب
- يبدو غير منصت، حتى عندما يتم التحدث إليه مباشرة
- يواجه صعوبة في متابعة التعليمات ويفشل في إنهاء العمل المدرسي أو الأعمال المنزلية
- يعاني من مشكلات في تنظيم المهام والأنشطة
- يتجنب أو لا يُعجَب بالمهام التي تتطلب مجهودًا عقليًا مركّزًا، مثل الواجب المنزلي
- يفقد العناصر اللازمة للمهام أو الأنشطة، على سبيل المثال، الألعاب والتكليفات المدرسية وأقلام الرصاص
- يتشتت انتباهه بسهولة
- ينسى القيام ببعض الأنشطة اليومية، مثل نسيان للقيام بالأعمال المنزلية
العلاج:
يمكن التأثير على الأعراض التي تظهر لدى الطفل، وذلك من خلال العلاقة العلاجية بين الطفل، الأهل والمدرسة. تهدف العلاقة العلاجية إلى تحسين التفاعل الاجتماعي مع المعلمين والأصدقاء، والتقليل من مستوى العدوانية الجسدية والكلامية.
فيما بعد، من المتوقع أن تتحسن التحصيلات الأكاديمية (يتعلق الأمر بالقدرات الذاتية والفجوات التي تكوّنت في مرحلة ما قبل العلاج). من الضروري أن تكون هناك تدخلات أخرى مثل التغييرات في بيئة الدراسة: المكان في الصف، الإرشاد من قِبل الطاقم، سجل التواصل مع الأهل واستخدام التغذية الارتجاعية بشكل سليم.
الأدوية المنبهة (Stimulants) التي تعمل لمدى زمني قصير هي الاختيار الأول لعلاج ADHD. لدى 70% من الأولاد الذين يعانون من هذا الاضطراب، يمكن أن نلاحظ تحسنًا في السلوك وفي القدرات الذهنية عند تناول هذه الأدوية. ينعكس هذا التحسن في تقليل النشاط النفسي-الحركي وتقليل الاندفاعية، ارتفاع في مستوى القدرة على الإصغاء وتحسين التحصيل الدراسي، ولكن ستبقى المشاكل الاجتماعية والتعليمية موجودة لدى غالبية الأطفال إلى حد ما. الأدوية المنبهة تعتبر آمنة إلى حد كبير.
هناك العديد من الأودية المنبهة الأساسية، بحيث أن ريتالين (ميثيلفينيدات) هو الأكثر انتشارًا. الريتالين مستخدم بنجاح منذ نحو 65 عامًا، وهو الدواء الذي تم إجراء أوسع الدراسات في العالم حوله من بين جملة الأدوية المستخدمة لعلاج الأطفال، الدواء آمن جدًا وهو مريح للاستخدام.
التعليقات