أكد اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، أن المرحلة المقبلة في مسيرة دولة الإمارات تتطلب مواصلة التركيز على تطوير مهارات الشباب في المجالات المستقبلية والتكنولوجية، وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل ومواكبة متغيراته تحقيقاً لرؤية قيادة دولة الإمارات وإيمانها بدور الشباب في الارتقاء بمكانة الدولة وتعزيز ريادتها العالمية.
جاء ذلك، خلال لقائه خريجي الدفعة الثالثة من البرنامج التدريبي الخاص بمنتسبي الخدمة الوطنية، بحضور معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، بهدف احتضان المواهب الشابة وتطوير مهاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجة وتطوير الخوارزميات، بما يحقق أهداف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، ويعزز ريادة الدولة في هذا القطاع المستقبلي.
وقال اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان إن التقنيات المستقبلية والمهارات التكنولوجية ستكون الأداة الأكثر فعالية لمنتسبي الخدمة الوطنية في مسيرتهم العملية خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية في الدولة لتعريفهم بأحدث التوجهات المستقبلية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وإتاحة الفرصة لهم لإبراز قدراتهم والمساهمة في تطوير مشاريع وطنية تخدم المجتمع.
من جهته، أكد معالي عمر سلطان العلماء أن الرؤية الاستباقية لقيادة دولة الإمارات في تمكين مواطنيها وشبابها، والاستثمار في التكنولوجيا والعلوم والابتكار، عززت قدرة الدولة على الاستعداد للمستقبل وتحدياته عبر توفير الدعم وفرص التدريب وصقل مهارات المواهب الوطنية لتفعيل دورها الحيوي في تنمية الاقتصاد الرقمي وتنويع مجالاته.
وقال معاليه إن البرنامج التدريبي الخاص بمنتسبي الهيئة الوطنية حقق نقلات نوعية في تنمية مهارات المستقبل لدى المشاركين وقدراتهم في عرض مشاريعهم، وتعزيز ثقتهم في تقديم أفكارهم ورؤاهم، وتوظيفها في تطوير البرمجيات والخوارزميات لإطلاق مشاريع متكاملة ونوعية.
وأضاف: "إن النجاح الذي حققه هذا البرنامج التدريبي يشكل خطوة مهمة في تفعيل مخرجات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وتطوير منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية، بما يسهم في تقديم خدمات معززة بتكنولوجيا متطورة".
واستعرض منتسبو الخدمة الوطنية خلال اللقاء مشروعاً مبتكراً يعد الأول من نوعه في مجال الخرائط الإلكترونية البحرية لتتبع السفن وتحديد مكانها وتعقب حركتها على خريطة رقمية، ويتميز عن الخرائط التقليدية في القطاع البحري، بقدرته على استخدام عدة تقنيات في وقت واحد.
وتم تطوير المشروع خلال 109 أيام فقط باستخدام 14 لغة برمجية وتقنية متقدمة، وتطلب أكثر من 25 ألف سطر من البرمجة. وتسهم هذه التقنية التي تم إعدادها باستخدام خوارزميات معقدة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الحد من جرائم التهريب والاتجار بالمخدرات والقرصنة، إضافة إلى منع حوادث تصادم السفن والعديد من التطبيقات الأخرى.
كما تم استعراض أبرز الإنجازات التي تحققت منذ إطلاق البرنامج التدريبي، بما في ذلك مشروع "M061" لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي الذي طوره فريق من المواهب الوطنية والعالمية خلال ثمانية أسابيع لدعم جهود دولة الإمارات في مواجهة تحديات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتعزيز قدرات القطاع الصحي لضمان صحة وسلامة المواطنين والمقيمين.
وتم الإعلان خلال اللقاء عن تشكيل لجنة متخصصة من هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية والبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، لدراسة أفكار ومشاريع منتسبي البرنامج وفرص تطبيقها على أرض الواقع، وتحويلها إلى شركات ناشئة تخدم الاقتصاد الرقمي في الدولة.
يذكر أن هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية وقعت في ديسمبر 2019 مذكرة تفاهم مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز مهارات المنتسبين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتعريفهم بأحدث التوجهات العالمية والتكنولوجية، وتبني التقنيات والابتكارات الحديثة في مختلف المجالات عبر مجموعة من البرامج المتخصصة لتطوير مهارات منتسبي الخدمة الوطنية في قطاعات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وتدريبهم على أحدث الأدوات التكنولوجية، بما يسهم في توفير فرص التطوير الشخصي والعملي للمنتسبين.
واحتضن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، منذ توقيع الاتفاقية، ثلاث دفعات من منتسبي الخدمة الوطنية، ركز خلالها على تطوير مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في مجموعة من المشاريع، وتطوير منتجات وخدمات مبتكرة في القطاعات التكنولوجية المتقدمة، إضافة إلى تنمية مهارات المنتسبين في مجالات التصميم والعرض واكتساب الخبره العملية.
ويشمل البرنامج التدريبي مجموعة من المسارات التدريبية التي تنقسم إلى عدة مراحل، حيث ركزت المرحلة الأولى على صقل مهاراتهم في مجال البرمجة، فيما عمل المنتسبون في المرحلة الثانية على تطبيق المهارات التي اكتسبوها في تطوير برمجيات ومشاريع مختلفة، بما في ذلك تحليل اللغة العربية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير تقنيات المركبات ذاتية القيادة، وذلك لتسريع وتيرة تطوير هذا المجال الحيوي عبر تبني تكنولوجيا المستقبل.
التعليقات