على مساحة 61711 متر مربع في جزيرة منيل الروضة بالعاصمة المصرية القاهرة، يقع واحد من أجمل وأهم المتاحف المصرية، وهو قصر الأمير محمد علي، المتميز بتصميم معماري جامع لعناصر الفنون الإسلامية المقتبسة من المدارس المختلفة منها المملوكية والإيرانية، كما يتضمن تنوع مبهر من الزخارف فمنها السورية والأندلسية والفارسية والمغربية، فيعد القصر مدرسة فنية متكاملة.
من هو الأمير محمد علي؟
الأمير محمد على توفيق أحد أفراد الأسرة المالكة التي أسسها محمد على الكبير، ، وهو ابن الخديوي محمد توفيق وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، كما انه ابن عم الملك فاروق آخر ملوك مصر.
ولد الأمير محمد علي بالقاهرة عام 1875م وتوفى في سويسرا عام 1954، إبان ذلك تولى الوصاية على العرش حين مات عمه الملك فؤاد الأول وحتى بلوغ ابن عمه الملك فاروق السن القانونية، ثم كانت ولاية العهد من نصيبه حتى أنجب الملك فاروق ابنه أحمد فؤاد الثاني.
فلم يكن القصر منسوبًا للأمير محمد علي اسمًا فقط، إنما هو من اختار الأرض بنفسه، ووضع التصميمات كما أشرف على البناء أيضًا، وأوصى بأن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف، وكان بنائه للقصر بهدف إحياء العمارة الإسلامية المولع بها.
بدأ الأمير محمد علي في بناء قصره عام 1901، وكانت البداية من وضع أساس سراي الإقامة، ومن ثم أكمل باقي القصر المكون سراي العرش، وسراي الاستقبال، بالإضافة إلى المسجد والقاعة الذهبية، وبرج الساعة، والسبيل، ومتحف الصيد، والمتحف الخاص، ويحيط بسراياه الثلاثة حدائق تحتوي على نباتات وأشجار نادرة، جمعها الأمير بنفسه ومنها الصبار، وأشجار التين الهندي، وأنواع من النخيل مثل النخيل الملكي ذي الجذوع البيضاء، وأشجار البامبو، وشجرة الفيكس، ويحتضن كل ذلك سور على طراز حصون القرون الوسطى.
وإليك تفصيلًا ما يحويه القصر بسراياه وقاعاته:-
سراي الإقامة: هي أولى المباني المُشيدة بالقصر فهي السراي الرئيسية، وكانت مقر إقامة الأمير، وتتكون من طابقين يربطهما سلم خشبي دقيق، ويضم الطابق الأول بهو نافورة، حجرة صالون الصدف، حجرة الصالون الأزرق، حجرة المدفئة، حجرة الحريم، بهو المرايا، ومكتب الأمير محمد علي ومكتبته، وتتنوع ما تحتويه الغرف من زخارف وأثاث ولوحات زيتية وسجاد، كما يعد الطابق الأول معرضًا لأنواع القيشاني التركي الدقيق الملون، والأسقف الخشبية المزخرفة بدقة بالغة.
سراي الاستقبال: هي مكان لاستقبال الضيوف الرسميين، وتتكون من طابقين، يضم الطابق الأول حجرة التشريفة لاستقبال كبار رجال الدولة والسفراء والشخصيات الرسمية، وحجرة استقبال كبار المصلين في مسجد الأمير بالقصر، فيما يضم الطابق الثاني قاعتان كبيرتان، صممت الأولى على الطراز المغربي، والثانية على الطراز الشامي.
سراي العرش: يتكون السراي من طابقين، يطلق على الطابق الأول قاعة العرش، والتي تحتوي على طاقم خشبي من الكراسي والكنب المذهب ومكسو بالقطيفة الحمراء، كما تحتوي على لوحات كبيرة لبعض حكام مصر من أسرة محمد علي، أما الطابق الثاني فيتكون من قاعتان للجلسات الشتوية، إلى جانب حجرة الأوبيسون وهي مخصصة لمقتنيات إلهامي باشا جد الأمير محمد علي، وسميت بحجرة الأوبيسون جدرانها مغطاه بنسيج الأوبيسون الفرنسي.
برج الساعة: هو برج مشيد على الطراز الأندلسي والمغربي في مدخل القصر، مكتوب عليه بالخط الكوفي، وملحق به ساعة تتميز بأن عقاربها على هيئة أفاعي، وكان يستخدم للمراقبة وإرسال الرسائل.
المسجد: هو مسجد مبني على الطراز العثماني، ويغطي كافة الجدران القيشاني التركي المزخرف وبعض الآيات القرآنية، ويتكون المسجد من إيوان شرقي على شكل قباب صغيرة من الزجاج الأصفر، وإيوان غربي بزخرفة شعاع شمسي، كما أن المنبر والمحراب فمزخرفان بالذهب.
متحف الصيد: ألحق المتحف بالقصر بعد مرور أكثر من نصف قرن على انشاءه، ففي عام 1963 تم اختيار الممر بمحاذاة السور الشمالي، وتم تحويله لمتحف الصيد ليضم 1180 قطعة من مقتنيات صيد كل من الملك فاروق والأمير محمد علي والأمير يوسف كمال، وجاءت المقتنيات من الحيوانات والطيور والفراشات المحنطة و جماجم وجلود وأدوات صيد، ذلك إلى جانب هياكل عظمية لكل من جمل وحصان كانا يحملا كسوة الكعبة أثناء سفرها من مصر إلى أرض الحجاز.
القاعة الذهبية (صالون الوصاية): تعد القاعة تحفة فنية أعدت للاحتفالات الرسمية، يغطي الجدران والأسقف الزخارف الهندسية والنباتية المذهبة على طراز الركوكو العثماني، وتقف الأعمدة على شكل النخيل.
المتحف الخاص: يتكون المتحف من 15 قاعة تعرض مجموعات نادرة من المخطوطات والتفسيرات القرآنية وأدوات كتابية، والأسلحة البيضاء، والسجاد ومنها سجادة نادرة على شكل ليرة تركية، كما تعرض أيضًا مجموعة من الأزياء التركية، والمقتنيات من أوان وفنجانين وتحف معدنية، ويقع المتحف في القاعة الجنوبية من القصر.
التعليقات