تعرف الطفيليات (Parasites) على أنها كائنات حية دقيقة تعيش على كائن حي آخر، وتعتبر الجيارديا (Giardia) طفيليات مجهرية توجد على سطح التربة، والطعام، والماء الملوث ببراز الحيوان أو الإنسان المصاب بها، وتمتاز بغلاف خارجي يمكنها من العيش لفترات طويلة خارج أجسام الكائنات الحية، وقد تصل هذه الفترات إلى أسابيع أو شهور عديدة، وكذلك فإن هذا الغلاف يجعلها مقاومة للمعقمات المحتوية على الكلور، وتتسبب هذه الطفيليات بداء يعرف بداء الجيارديات (Giardiasis)، وعند إصابة الإنسان أو الحيوان بها فإنها تعيش في أمعائه وتنتقل إلى برازه، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الطفيليات قد يوجد في أي منطقة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتقدر مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (Centers for Disease Control and Prevention) أن ما يقارب 16.000 شخص يصاب بهذه العدوى في أمريكا سنوياً، وكذلك قد تحدث العدوى في أي من مناطق العالم وخاصة في الدول النامية، إذ إن ما يقارب 20-30% من الأشخاص الذين يسكنون هذه المناطق معرضون للإصابة بعدوى الجيارديا مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
أعراض الإصابة بطفيليات الجيارديا
قد لا تظهر أية أعراض أو علامات على المصابين بعدوى الجيارديا على الرغم من وجود هذا النوع من الطفيليات في أجسامهم، وعلى الرغم كذلك من قدرتهم على نقل العدوى للآخرين عن طريق برازهم، وفي المقابل قد يصاب البعض الآخر بأعراض وعلامات تبدأ بعد التعرض للجيارديا بأسبوع إلى 3 أسابيع، وتستمر في الغالب لمدة أسبوعين إلى 6 أسابيع، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تستمر لفترة أطول، وقد تختفي وتعود عند البعض، ومن هذه الأعراض والعلامات ما يأتي:
- الإسهال المتمثل بخروج البراز المائي ذي الرائحة النتنة.
- المعاناة من التعب العام والإعياء.
- ألم البطن وانتفاخه.
- المعاناة من الغازات الشديدة.
- الغثيان.
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- التقيؤ.
- الصداع.
تشخيص الإصابة بالجيارديا
غالباً ما يعتمد الطبيب في تشخيص الإصابة بعدوى الجيارديا على فحص عينة من براز الشخص، وقد يطلب الطبيب أكثر من عينة خلال أيام عديدة للحصول على نتائج دقيقة، ثم يتم تحليل هذه العينات مخبرياً للبحث عن وجود الطفيليّات في البراز، ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة قد تتبع أيضاً لتقييم مدى فعالية العلاج واستجابة المريض له.
علاج الجيارديا
على الرغم من أن داء الجيارديات غالباً ما يشفى وحده دون الحاجة للجوء إلى العلاج، إلا أن الأطباء يفضلون استعمال مضادات الطفيليات (Antiparasitic drugs) وخاصة في الحالات التي تكون فيها العدوى شديدة أو تمتد لفترة طويلة، ومن المضادات الحيوية التي تستخدم في علاج داء الجيارديات ما يأتي:
- ميترونيدازول (Metronidazole)، ويعطى لخمسة أو سبعة أيام، ومن الآثار الجانبية التي تترتب على استخدامه الغثيان والطعم المعدني في الفم.
- بارومومايسين (Paromomycin)، يتطلب علاج الجيارديا إعطاء 3 جرعات من هذا الدواء خلال فترة تتراوح ما بين 5 إلى 10 أيام، ومن الجدير بالذكر أنه أقل خطورة من باقي المضادات الحيوية المستعملة في علاج الجيارديا على صحة الحامل، مع العلم أن الخيار الأمثل لعلاج الجيارديا في النساء الحوامل هو انتظار الولادة وعدم الإقدام على إعطاء أي مضاد خلال الحمل.
- نيتازوكسانايد (Nitazoxanide)، يفضل الأطباء استخدام هذا المضاد في الأطفال لأنه محضر على شكل سائل، بالإضافة إلى أنه يؤخذ لثلاثة أيام فقط.
- تاينيدازول (Tinidazole)، يماثل في فعاليته فعالية دواء ميترونيدازول إلا أنه يعطى على جرعة واحدة فقط.
مضاعفات الإصابة بالجيارديا
في الحقيقة غالباً لا تتسبب الجيارديا بوفاة المصابين بها، وخاصة في الدول الصناعية المتقدمة، ولكن قد يترتب على الإصابة بها حدوث بعض المضاعفات وخاصة في الأطفال، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:
- الجفاف، إن المعاناة من الإسهال لفترات طويلة قد تتسبب بخسارة الجسم كميات كبيرة من الماء، فلا يعود في الجسم ما يكفي حاجته من الماء لأداء وظائفه، وهذا ما يعرف بالجفاف (Dehydration).
- فشل النمو، قد يعاني الطفل من سوء التغذية نتيجة الإسهال المزمن الذي يرافق الجيارديا، وعليه يتأثر نموّه العقلي والجسدي، مما يتسبب بفشل نمو الطفل (Failure to thrive).
- عدم تحمل اللاكتوز، قد يعاني المصابون بالجيارديا من مشكلة عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance)، وتعرف هذه الحالة على أنها عدم القدرة على هضم سكر الحليب، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة قد تستمر حتى بعد امتثال المريض للشفاء من عدوى الجيارديا.
مضاعفات أخرى:
قد تترتب على عدم علاج الجيارديا في بعض الأحيان الإصابة المزمنة بها، مما تتسبب بمعاناة المصاب من نوبات الإسهال المستمر، والتعب العام، ونقص الفيتامينات.
الوقاية من الجيارديا
يمكن اتباع بعض النصائح للتقليل من احتمالية الإصابة بعدوى الجيارديا، ومن هذه النصائح ما يأتي:
- غسل اليدين قبل وبعد أداء بعض الأمور مثل؛ الذهاب إلى المرحاض، وتغيير حفاض الأطفال، وتناول الطعام، وإعداد الطعام أو طبخه.
- شرب الماء النظيف، وتجنب الشرب من ماء الأنهار والبحيرات، ويجدر تنبيه المتسلقين لهذا الأمر، وتقديم النصح لهم بأخذ ماء معهم أو أدوات لغلي الماء.
- الحرص الشديد عند السفر إلى الخارج، وذلك بالامتناع عن تناول الماء غير النقي، وكذلك يجب تجنب تناول الثلج بكافة أشكاله، والحرص على نظافة اليدين.
التعليقات