تحتاج بعض النساء إلى تنشيط الإباضة لعدم حدوثها بشكل تلقائي، إذ يعد الإجهاد، والوزن غير المستقر، ومتلازمة تكيس المبايض (Polycystic ovary syndrome)، من الأسباب الأكثر شيوعاً لفشل الإباضة، ومن الأسباب الأخرى لفشل الإباضة مشاكل الغدة النخامية، والغدة الدرقية، وارتفاع مستويات هرمون الحليب المعروف باسم البرولاكتين، وفشل المبيض المبكر، وبلوغ سن اليأس، والعلاج الكيماوي للسرطان، وفي الحقيقة ينبغي إجراء العديد من الاختبارات لمعرفة سبب مشاكل الإباضة، وتحديد مدى استجابة المبيضين للعلاجات المختلفة، ومن هذه الاختبارات الفحص بالموجات فوق الصوتية للمبيضين، وفحوصات الدم لقياس مستوى مجموعة من الهرمونات، منها هرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الحليب، والهرمون المنشط للحوصلة (Follicle-stimulating hormone)، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (Luteinizing hormone)، وهرمون والتستوستيرون، وغيرها من الهرمونات.
تنشيط الإباضة
يمكن تقسيم المرضى المؤهلين لتنشيط الإباضة إلى مجموعتين، الأولى مجموعة النساء المصابات بقصور الغدد التناسلية مع نقص موجهة الغدد التناسلية (Hypogonadotrophic hypogonadism)، والثانية النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
قصور الغدد التناسلية مع نقص موجهة الغدد التناسلية
تحصل هذه الحالة بسبب قلة إنتاج هرمونين من هرمونات الغدة النخامية (Pituitary gland)، وهما الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر، وتتصف هذه الحالة بانقطاع الحيض، وعدم انقطاع الدم بعد العلاج بالبروجسترون، ومن العلاجات المستخدمة ما يلي:
استخدام الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر عن طريق الحقن:
تعطى هذه الهرمونات بشكل يومي لمدة 5 أيام على الأقل، بهدف تنشيط الإباضة؛ عن طريق اختيار جريب واحد (Follice)، يمكنه الوصول إلى حجم مناسب قبل الإباضة، ولضمان تطور جريب واحد فقط، وتجنب تطور عدة أجربة، ينبغي استخدام أقل جرعة فعالة، وتحديد مدى حساسية المبيض للهرمون المنشط للحوصلة، ولضمان نجاح هذه الطريقة، ينبغي قياس مستويات هرمون الإستراديول (Estradiol)، وسمك بطانة الرحم بحيث تكون مناسبة، وفي الحقيقة تتم زيادة الجرعة المعطاة من هذه الهرمونات بمقدار 33% من الجرعة الأصلية كل 5 أيام، إذا لم تحدث زيادة كبيرة في تركيز الإستراديول بعد خمسة أيام من العلاج.
الهرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية (Gonadotropin-releasing hormone):
يستخدم هذا العلاج لدى النساء اللواتي يعانين من قصور في الغدد التناسلية مجهول السبب، وانقطاع الحيض المرتبط بنقصان الوزن، بشرط عدم وجود مشاكل في الغدة النخامية، إذ يتم ضخ الدواء عن طريق مضخة صغيرة، على فترات تتراوح مدتها بين 60-180 دقيقة، ومن مزايا العلاج بهذه الطريقة انخفاض احتمالية حدوث الحمل المتعدد.
متلازمة تكيس المبايض
يمكن تنشيط الإباضة عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بواحدة من الطرق التالية:
- الأدوية المضادة للإستروجين (Antiestrogens)، منها كلوميفين (Clomiphene) وتاموكسيفين (Tamoxifen)، ويعد كلوميفين أكثر استخداماً لتنشيط الإباضة مقارنة بالتاموكسيفين، الذي يعد استخدامه محدوداً للغاية، حيث يتم إعطاء الكلوميفين لمدة 5 أيام بعد بداية الدورة الشهرية، التي تحدث بشكل تلقائي، أو تم تحفيزها باستخدام البروجستيرون، بدءاً من اليوم الثاني إلى الخامس من بداية الدورة الشهرية، ويتم مراقبة حالة النساء بقياس مستوى البروجستيرون في اليومين 21 و 28 من الدورة، وفي الحقيقة يحفز الكلوميفين الإباضة بمعدل مرتفع يصل إلى 70-90%، إذ قد يصل معدل الحمل إلى 60% في النساء اللواتي يتم اختيارهن بشكل صحيح، ودون أسباب أخرى للعقم بعد استخدام الدواء لمدة تصل إلى 6 دورات، في حين يمكن أن يصل معدل الحمل إلى 97% بعد استخدام الدواء لمدة 10 دورات.
- استخدام الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر عن طريق الحقن، حيث تستخدم هذه الهرمونات في حال فشل الكلوميفين في تنشيط الإباضة.
- فقدان الوزن، يؤدي فقدان الوزن لدى النساء المصابات بالسمنة، ومتلازمة تكيس المبايض، إلى تحسن فرط إنتاج الأندروجين في الدم (Hyperandrogenaemia) وحساسية الإنسولين، ويقلل من تركيز الهرمون المنشط للجسم الأصفر، ويساعد على استعادة الخصوبة الطبيعية عند المرأة.
- الأدوية المحسنة لحساسية الإنسولين، ومن هذه الأدوية الميتفورمين (Metformin)، وروزيجليتازون (Rosiglitazone)، وبيوجليتازون (Pioglitazone).
- مثبطات إنزيم الأروماتاز (Aromatase inhibitors)، ومن هذه الأدوية الليتروزول (Letrozole)، الذي يثبط تصنيع الإستروجين، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون المنشط للحوصلة، المسؤول عن اختيار الجريبات ونضجها.
- تنشيط المبيض بالمنظار (Laparoscopic ovarian drilling)، تساعد هذه الطريقة على تنشيط الإباضة بنسة 92%، وتسبب الحمل بنسبة تصل إلى 69%، ويتم تنشيط المبيض باستخدام الأقطاب أو طاقة الليزر.
نصائح لتنشيط الإباضة
هناك العديد من العوامل التي تغفل عنها النساء، والتي تسهم في ضعف عملية الإباضة مثل انخفاض وزن الجسم، والنظام الغذائي السيء المتمثل بنقص الفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات، والدهون، وبالإضافة إلى التدريب الرياضي المفرط، وتناول الكحول، والتوتر، لذلك تُنصح النساء لتنشيط الإباضة بما يلي:
- زيادة وزن الجسم، وذلك بزيادة كمية السعرات الحرارية تدريجياً، لتحقيق كتلة جسم أعلى قليلاً، لدى النساء اللاتي يعانين من مؤشر كتلة جسم منخفض.
- تناول الكربوهيدرات بطيئة الامتصاص، يُنصح بتناول الحبوب، والفاكهة، والخضروات النشوة مثل البطاطا الحلوة، والبازلاء، التي تحتوي على سكريات تطلقها ببطء في مجرى الدم، وقد تحسن القدرة على التعامل مع الإجهاد والتوتر.
- إضافة بعض الدهون الجيدة، بما في ذلك الدهون الحيوانية، والأفوكادو، والأسماك الزيتية، واللحوم الحمراء.
- تحسين النوم، يمكن تحسين النوم من خلال تعتيم غرفة النوم، وضبط درجة حرارتها، بالإضافة إلى النوم والاستيقاظ كل يوم في الوقت نفسه تقريباً، وتجنب تناول الكافيين والتدخين قبل 6 ساعات على الأقل من وقت النوم، وتخصيص وقت للتأمل أو الصلاة قبل النوم، وممارسة القراءة قبل النوم، وعدم استخدام الشاشات الرقمية لساعة واحدة على الأقل قبل النوم، وفي الحقيقة يجب الاهتمام بزيادة نوعية النوم وليس بزيادة عدد ساعاته فقط.
التعليقات