التعرق أثناء النوم أو التعرق ليلاً (Night sweats) أو فرط التعرق أثناء النوم (Sleep hyperhidrosis) هو رشح العرق (Perspiration) بكثرة وبشكل متكرر خلال الليل بسبب حالة مرضية معينة، ويؤدي رشح العرق إلى بلل كامل لملابس النوم وشراشف السرير، ويجب التفريق بينه وبين التعرق الناتج عن النوم في غرفة دافئة جداً، أو بسبب استخدام أغطية كثيرة؛ إذ إن التعرق في هذه الحالات تعرق طبيعي ولا يدعو للقلق.
ويستخدم الجسم عملية التعرق (Sweating) كوسيلة طبيعية للتخلص من فرط التدفئة (Overheating)؛ حيث تقوم منطقة في الدماغ تسمى تحت المهاد أو الوطاء (Hypothalamus) بتنظيم درجة حرارة الجسم من خلال تحفيز العديد من الغدة الدرقية (Sweat glands) على إفراز العرق، وعندما يتبخر العرق من الجلد يصل الجسم للبرودة المناسبة بسبب الطاقة المحررة.
أسباب التعرق أثناء النوم
يحتاج الطبيب لتحديد سبب فرط التعرق أثناء النوم معرفة السيرة المرضية المفصلة للفرد، وعمل بعض الفحوصات اللازمة، ومن الأسباب التي تؤدي إلى التعرق ليلاً ما يلي:
- سن اليأس (Menopause): عند وصول النساء لعمر يقارب الخمسين عاماً مع عدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية؛ فإن التعرق أثناء النوم من الممكن أن يكون سببه الهبات الساخنة أو الحرارة المفاجئة (Hot flashes) المرافقة لسن اليأس، ومن الجدير بالذكر أن الهبات الساخنة وغيرها من أعراض سن اليأس يمكن أن تسبق انقطاع الطمث الحقيقي بعدة سنوات في مرحلة تدعى مرحلة ما قبل سن اليأس (Perimenopause).
- العدوى (Infections): هناك بعض الأنواع من العدوى التي يمكن أن تسبب التعرق الليلي ومن أهمها مرض السل الرئوي أو ما يعرف بالتدرن الرئوي (Tuberculosis)، بالإضافة إلى العدوى البكتيرية المسببة لبعض الحالات المرضية، مثل:
- التهاب الشغاف (Endocarditis)؛ أي التهاب صمامات القلب الداخلية.
- التهاب العظم والنقي (Osteomyelitis)؛ وهو التهاب يحدث داخل العظم سببه العدوى.
- الخراجات المليئة بالقيح (Abscesses)؛ كما في التهاب الزائدة الدودية (Appendix)، والتهاب اللوزتين (Tonsillitis)، والخراج المحيط بفتحة الشرج (Perianal)، والتهاب الرتج (Diverticulitis)، وغيرها.
- العدوى الناتجة عن فيروس الإيدز أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (AIDS) (Acquired Immunodeficiency Syndrome).
- السرطان (cancer): بعض أنواع السرطان مثل؛ سرطان الغدد اللمفاوية (Lymphoma)، وسرطان الدم (Leukemia) تؤدي لزيادة إفراز العرق أثناء النوم.
- بعض الأدوية: بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية فرط التعرق أثناء النوم، ومنها:
- مضادات الاكتئاب (Antidepressants) بكافة أنواعها بما في ذلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic antidepressants)، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitors)، بالإضافة إلى الأنواع الحديثة مثل فينلافاكسين (Venlafaxine) وغيرها، إذ تسبب مضادات الاكتئاب التعرق أثناء الليل بنسب تتراوح بين 8% إلى 22%.
- بعض أنواع خافضات الحرارة مثل؛ الأسبرين (Aspirin) والأسيتامينوفين (Acetaminophen).
- الأدوية المُستخدمة لعلاج مشاكل الهرمونات، وأدوية السكري (Diabetes)، والستيرويدات (Steroids)، ومُسكّنات الالم.
- نقص سكر الدم: (Hypoglycemia) إن هبوط مستوى السّكر في الدم يسبب فرط التعرق، وقد يحدث هذا الهبوط نتيجة تناول الإنسولين (Insulin)، وبعض أدوية السكري الأخرى.
- الاضطرابات الهرمونية: (Hormone disorders) العديد من الاضطرابات الهرمونية قد تؤدي لحدوث التعرق وتورد الوجه (Flushing)، ومنها:
- ورم القواتم (Pheochromocytoma)؛ ويعرف على أنه ورم في الغدة الكظرية (Adrenal gland)، والذي ينتج عنه ارتفاع هرمونات الكاتيكولامين (Catecholamines).
- المتلازمة السرطاوية (Carcinoid syndrome)؛ نوع من الأورام يصيب الرئة أو الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى زيادة إنتاج هرمونات معينة.
- فرط نشاط الغدة الدرقييّة (Hyperthyroidism).
- الاختلالات الهرمونيّة التي تحدث خلال الحمل (Pregnancy)، وتلك التي تحدث في سن البلوغ (Puberty).
- الظروف أو الحالات العصبية: ومن الأمثلة على الحالات العصبية (Neurologic conditions)؛ خلل المنعكسات اللاإرادي (Autonomic Dysreflexia)، وتكهف النخاع بعد الإصابة (Posttraumatic Syringomyelia)، والاعتلال العصبي اللّاإرادي (Autonomic Neuropathy)، والسكتة الدماغية (Stroke).
- إدمان المخدرات: (Drug addiction) مثل الكحول، والمواد الأفيونية (Opioids)، والكوكايين (Cocaine)، والحشيش أو القنب الهندي (Cannabis)، ومجموعة البنـزوديازبينات (Benzodiazepines).
- انقطاع النّفس الانسدادي النومي:في الأشخاص الذيم يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea) يحدث تقييد للنفس، ويكون احتمال التعرق ليلاً عندهم أعلى بثلاث مرات من الآخرين بسبب تضيق جدران الحلق لديهم.
- فرط التعرّق مجهول السبب: (Idiopathic hyperhidrosis) قد يحدث التعرق الليلي بشكل مزمن دون وجود سبب محدد أو حالة صحية معينة.
- أسباب أخرى: مثل داء الارتجاع المعدي المريئي (GERD) اختصارًا (Gastroesophageal Reflux Disease)، واضطرابات القلق (Anxiety disorders)، والبدانة (Obesity)، والأمراض القلبية الوعائية (Cardiovascular disorders)، وداء باركنسون (Parkinson's disease).
الأعراض المصاحبة للتعرق أثناء النوم
قد تحدث بعض الأعراض مرافقة للتعرق، وتختلف باختلاف السبب الرئيسي للمشكلة، ومن هذه الأعراض:
- الارتعاش وقشعريرة البرد.
- فقدان الوزن غير المبرر إذا كان السبب سرطان الغدد اللمفاوية.
- التقلبات المزاجية وجفاف المهبل إذا كان انقطاع الطمث السبب في التعرق الليلي.
- حدوث العدوى والالتهابات كأعراض مرافقة للسرطان.
- ظهور آثار جانبية أخرى للأدوية المسببة لفرط التعرق أثناء النوم.
- التعرق المفرط خلال ساعات النّهار بالإضافة إلى التعرق الليلي.
علاج مشكلة التعرق أثناء النوم
يعتمد علاج مشكلة التعرق أثناء النوم على معرفة السبب، وفيما يلي بعض أساليب التدبير والوقاية من التعرق الليلي:
- الاهتمام ببيئة النوم؛ حيث تكون الغرفة ذات برودة وتهوية جيدتين، وذلك باستخدام المروحة أو المكيف، والنوم بملابس وشراشف خفيفة ومصنوعة من أقمشة قابلة للتنفس وغير صناعية.
- استخدام مانع تعرق (Antiperspirant) طبي على الأماكن كثيرة التعرق مثل؛ تحت الإبطين، واليدين، والأقدام، وأعلى الفخدين (Groin).
- تجنب شرب الكحول والمشروبات المحتوية على الكافيين (Caffeine)، وتناول الطعام قبل موعد النوم بساعتين أو ثلاث.
- تجنب النظام الغذائي المليء بالدهون والسكريات.
- ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء قبل النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
- المحافظة على الوزن الطبيعي.
- شرب المياه بكميات جيدة خلال اليوم.
- يمكن للطبيب وصف بعض أنواع الأدوية الخافضة للتعرق مثل؛ الأدوية التابعة لمجموعة مضادات الكولينيات (Anticholinergic).
التعليقات