تابعت كل حلقات مسلسل «غرابيب سود»، الذى عرض على شاشة "إم بي سي" خلال شهر رمضان الجارى، حيث نقلنا هذا العمل الذي اشرف عليه الكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي إلى تفاصيل وأسرار تنظيم داعش الإرهابى، وبصراحة فأنني أشكر قناة "إم بي سي" لجرأتها في انتاج هذا العمل الدرامي بمهنية عالية وبتحد لكل المتطرفين من السنة والشيعة في المنطقة.
لاشك هذا التنظيم هو الأكثر عداءً للإنسانية والبشرية جمعاء وهو الأشد تطرفاً في تاريخ الإرهاب الأسود الذي اجتاح منطقة الشرق الأوسط بفضل إسرائيل وحلفاءها من تنظيمات وجماعات متطرفة مثل الاخوان المسلمين.
تسليط الضوء على داعش من خلال عمل درامي محكم ومتقن رسالة سلام للجميع لكشف الوجه القبيح لهذا التنظيم الذي هو نتاج الاخوان المسلمين واعتقد إن المسلسل كان رسالة واضحة لتوعية الجميع كباراً وصغاراً من خطورة فكر الدواعش والداعمين لهم سواء كانوا دولاً أو أفراداً أم جماعات.
لقد أعجبني التصوير الذي تم من خلال 3 كاميرات لتحقيق الهدف الرئيسى من المسلسل وهو كشف حقيقة داعش، وغيرها من الجماعات والتنظيمات التى تتاجر بالدين، كما أن عنوان المسلسل بمفرده أبلغ وصف لهذه التنظيمات، التي تتخذ من الدين ستاراً لها، وتخدع المنضمين لصفوفها، بينما قادة هذه التنظيمات، يعملون لمصالحهم الشخصية ولأهداف الجهات والدول التى تمولهم بالمال والعتاد والسلاح، خصوصاً أن المسلسل يتعرض لتفاصيل دقيقة وحقيقية عن داعش وما يحدث داخله.
لذلك اقترح تحويل موقع تصوير مسلسل «غرابيب سود» في لبنان، إلى مزار سياحي لتعريف الناس بجهود فريق العمل واجهته مصاعب عديدة، في تتبع تنظيم داعش وتسليط الضوء على الوجه القبيح للإرهابيين أعضاء هذا التنظيم.
لقد كشف المسلسل عن طرق التجنيد التى يتبعها داعش، فسنجد الفتيات اللاتى يرغبن فى الزواج ويلتحقن بالتنظيم بحثاً عن زوج، أو الشباب خاصة ممن هم فى سن المراهقة من ١٦ إلى ٢٠ عامًا، وهؤلاء يكونون بعيداً عن رقابة الأهل، وتختلف ظروفهم، فمنهم من يبحث عن المجد والمجتمع الفاضل، ومنهم من يبحث عن المال والثراء، والبعض الآخر ممن يصدق موضوع الحور العين ويرغب فى النساء والزواج، كل هؤلاء ينضمون لداعش برغبتهم المحضة.
اتفق مع كل ما قاله الكاتب والمثقف الفذ عبدالله بن بجاد العتيبي في لقاءه مع "إم بي سي " ضمن برنامج "مجموعة إنسان" بأن أتباع التنظيم الجهلة، وكثيرٌ من أتباع داعش هم جهلةٌ في الواقع، جهلةٌ بالدين وجهلةٌ بالتنظيم.
نشكر كل فريق العمل في هذا المسلسل الذي كشف الوجه القبيح لداعش كتنظيم إرهابيٍ معروفٍ، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام وعن السنة، والغالبية العظمى من ضحاياه هم مسلمون من أهل السنة، وكون داعش يستخدمون مصطلحات دينيةٍ فإن ذلك لا يمنع من فضحهم .
د. جمال المجايدة
رئيس شركة ايريس ميديا
التعليقات