يحدث مرض السكري بسبب عدم قدرة الجسم على معالجة الطعام بشكل صحيح لاستخدامه كمصدر للطاقة، حيث يحول الجسم الطعام إلى سكر الجلوكوز، وإن عدم الاستفادة منه تؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم، وفي الحقيقة يتم تنظيم مستوى السكر في الدم من خلال هرمون الإنسولين الذي ينتجه البنكرياس، وإن ما يحدث لدى مرضى السكر هو عدم إنتاج البنكرياس لما يكفي من الإنسولين أو عدم قدرة الجسم على الاستفادة من الإنسولين بشكل صحيح، وتجدر الإشارة إلى أن مرض السكري قد يسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، بما في ذلك أمراض القلب، والعمى، وفشل الكلى، وبتر الأطراف السفلى.
أعراض مرض السكري
تعد أعراض مرض السكري من النوع الثاني أقل وضوحاً وظهوراً، ولذلك قد لا يشعر المريض بأعراض محددة لمرض السكري، وبشكل عام، تتضمن الأعراض الشائعة لمرض السكري ما يأتي:
- كثرة التبول.
- الشعور بالعطش الشديد، والجوع الشديد بالرغم من تناول الطعام بكميات كافية.
- المعاناة من التعب الشديد.
- الإصابة بزغللة العين.
- المعاناة من بطء شفاء الكدمات والجروح.
- ملاحظة فقدان الوزن، بالرغم من تناول الطعام بكميات أكبر من المعتاد، وهو أكثر شيوعاً لدى مرضى السكري من النوع الأول.
- الشعور بالوخز، أو الألم، أو خدر، في اليدين أو القدمين، وخاصة لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
علاج مرض السكري
يختلف علاج مرض السكري باختلاف النوع، وفيما يأتي تفصيل لعلاج مرض السكري حسب نوعه:
* مرض السكري من النوع الأول:
يعد الإنسولين العلاج الرئيسي لمرض السكري من النوع الأول كما ذكرنا سابقاً، إذ يعوض النقص الحاصل في إنتاج الإنسولين من البنكرياس، وتتضمن أنواع الإنسولين الأكثر شيوعاً ما يأتي:
- الإنسولين سريع المفعول: يبدأ هذا النوع من الإنسولين في خفض السكر خلال 15 دقيقة، ويستمر تأثيره لمدة 3-4 ساعات.
- الإنسولين قصير المفعول: يبدأ تأثير هذا النوع من الإنسولين خلال 30 دقيقة، ويستمر تأثيره لمدة 6-8 ساعات.
- الإنسولين متوسط المفعول: يبدأ هذا النوع من الإنسولين في خفض السكر خلال ساعة إلى ساعتين، ويستمر تاثيره لمدة 12-18 ساعة.
- الإنسولين طويل المفعول: يبدأ تأثير هذا النوع من الإنسولين بعد بضع ساعات من حقنه، ويستمر تأثيره لمدة 24 ساعة أو أكثر.
* مرض السكري من النوع الثاني:
قد تساعد تعديلات نمط الحياة، بما فيها اتباع نظام غذائي معين وممارسة التمارين الرياضية على علاج مرض السكري من النوع الثاني، إلا أنّ بعض الحالات قد تحتاج إلى استخدام الأدوية المختلفة أو الإنسولين بأنواعه المختلفة، ومن الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري من النوع الثاني ما يأتي:
- مثبطات ألفا جلوكوزيداز (Alpha-glucosidase inhibitors)، تبطئ هذه الأدوية عملية تحطيم الكربوهيدرات والأطعمة النشوية، ومن الأمثلة عليها أكاربوز (Acarbose) وميجليتول (Miglitol).
- بيجوانيد (Biguanide)، ومن أمثلتها الميتفورمين (Metformin)، إذ يقلل الميتفورمين كمية الجلوكوز التي ينتجها الكبد.
- مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز-4 (Dipeptidyl peptidase-4 inhibitor)، تحسن هذه الأدوية من مستوى السكر في الدم دون أن تسبب هبوط السكر، ومن الأمثلة عليها ساكساجلبتين (Saxagliptin)، وسيتاجلبتين (Sitagliptin)، وليناجلبتين (Linagliptin).
- ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (Glucagon-like peptides)، تؤثر هذه الأدوية في طريقة إنتاج الإنسولين، ومن الأمثلة عليها دولاجلوتايد (Dulaglutide)، وإكسيناتيد (Exenatide)، وليراجلوتيد (Liraglutide).
- الميجليتيدات (Meglitinides)، تحفز هذه الأدوية البنكرياس لإفراز المزيد من الإنسولين، ومن الأمثلة عليها ريباجلينيد (Repaglinide) وناتيجلينيد (Nateglinide).
- مثبطات ناقل مشارك صوديوم/جلوكوز 2 (Sodium/glucose cotransporter 2 inhibitors)، تزيد هذه الادوية من طرح الجلوكوز في البول، ومن الأمثلة عليها كاناجليفلوزين (Canagliflozin)، وداباجليفلوزين (Dapagliflozin).
- السلفونيل يوريا (Sulphonylureas)، تحفز هذه الأدوية إفراز المزيد من الإنسولين من البنكرياس، ومن الأمثلة عليها جليمبريد (Glimepiride)، وجليبيزيد (Glipizide)، وجليبيورايد (Glyburide).
- ثيازوليدينديون (Thiazolidinediones)، تساعد على تحسين عمل الإنسولين، ومن الأمثلة عليها؛ بيوجليتازون (Pioglitazone)، وروزيجليتازون (Rosiglitazone).
- سكري الحمل، يتم علاج مرض السكري أثناء الحمل من خلال مراقبة مستوى السكر في الدم عدة مرات في اليوم، وإن إجراء التغييرات على النظام الغذائي وممارسة الرياضة قد يساعد على خفض السكر في الدم، وقد تحتاج الحامل إلى استخدام الإنسولين الذي يعد آمناً خلال فترة الحمل، إذ تقدر الدراسات أن ما يقارب 10-20% من النساء المصابات بسكري الحمل يحتجن إلى الإنسولين لخفض السكر في الدم.
أنواع مرض السكري
هناك 3 أنواع رئيسية لمرض السكري، وهي كالآتي:
مرض السكري من النوع الأول (Type 1 diabetes):
يصيب هذا النوع الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، إلا أنه يتطور عادة لدى الأطفال أو اليافعين، إذ يحدث هذا النوع من مرض السكري بسبب مهاجمة جهاز المناعة للخلايا التي تصنع الإنسولين في البنكرياس، ولا يعرف حتى الآن السبب الدقيق وراء ذلك، ونظراً لانعدام إنتاج الإنسولين لدى هؤلاء المرضى، فإنهم يحتاجون إلى حقن الإنسولين بشكل يومي للسيطرة على مستوى السكر في الدم.
مرض السكري من النوع الثاني (Type 2 diabetes):
يشكل هذا النوع من مرض السكري 90٪ على الأقل من جميع حالات مرض السكري، إذ يحدث بسبب مقاومة خلايا الجسم للإنسولين أو بسبب نقص الإنسولين نسبياً، أو كلا الأمرين معاً، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن تشخيص مرض السكري من النوع الثاني في أي مرحلة عمرية، وقد يتأخر تشخيص مرض السكري من النوع الثاني لحين ظهور بعض المضاعفات، على الرغم من حدوثه منذ سنوات.
سكري الحمل (Gestational diabetes) اختصاراً GDM:
يؤثر سكري الحمل في امرأة واحدة من بين 25 امرأة حامل، إذ يحدث سكري الحمل بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء الحمل، وتكمن خطورته في المضاعفات التي تؤثر في كل من الأم والطفل أثناء الحمل، وفي الحقيقة إن الإصابة بسكري الحمل يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأم والطفل بعد انتهاء الحمل، إذ يمكن أن تصاب 50% من النساء بمرض السكري من النوع الثاني في غضون 5 إلى 10 سنوات بعد الولادة.
التعليقات