تعرف الدورة الشهرية (Menstrual cycle) على أنها دورة من التغيرات الجسدية في جسم الفتاة والتي تسيطر عليها الهرمونات الأنثوية، بحيث تسبب نزيفاً منتظماً يحدث عادةً مرة في الشهر، يأتي من الرحم ويتدفق عبر المهبل، وقد يبدأ الطمث لدى الفتاة في الفترة العمرية بين 9 - 16 سنة، ومن الجدير ذكره أن أهمية الدورة الشهرية هو إعداد جسم المرأة للحمل، فإذا لم يحدث حمل ينزل دم الطمث؛ وتعزى أسباب حدوث النزيف إلى العلاقة الهرمونية بين الدماغ والمبايض، التي تساعد على حدوث الإباضة وتعزز بطانة الرحم وتزيد سمكها لتهيئة الرحم لحدوث الحمل، لكن عندما لا يحدث الحمل تختلف مستويات الهرمونات فتبدأ بطانة الرحم بالانسلاخ عن جدار الرحم، ويبدأ النزيف، وفور الانتهاء من ذرف بطانة الرحم تبدأ الدورة الشهرية من جديد، ومن المهم معرفته أن المدة الزمنية للدورة الشهرية تختلف بين النساء، فالنساء في عمر العشرينات والثلاثينات قد تتراوح مدة الدورة لديهن بين 21 - 38 يوماً.
أسباب تأخر الدورة الشهرية
قد يكون تأخر الدورة الشهرية عن موعدها خاصة لمن اعتادت عليها في وقتها وميعادها المنتظم في كل شهر أمراً مقلقاً ومؤلماً في بعض الأحيان، وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي لتأخر الدورة الشهرية عن موعدها، ومنها:
الشعور بالتوتر:
لوحظ أن الفترة الطويلة من التوتر والتقلبات المزاجية تؤثر في دورة الطمث عند المرأة، فقد تجعلها أطول أو أقصر من المعتاد، وأيضاً قد تتسبب بأن تغيب عنها أو تتأخر، وفي الحقيقة عندما يكون التوتر سبباً في تأخر نزول الطمث قد تعاني المرأة من تشنجات مؤلمة جداً، ولهذا ينصح بتجنب السبب الأساسي الذي كان مصدراً للتوتر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم المريح، مما يساعد على التخلص من التوتر والتقليل من حدته، وانتظام الدورة الشهرية في ميعادها مرة أخرى.
فترة ما حول الإياس:
يعرف انقطاع الطمث بين الناس بسن اليأس أو سن الأمل (Menopause) ويبلغ متوسط العمر الذي يحدث فيه انقطاع الطمث 52 عاماً، ويعني غياب الدورة الشهرية عنها لمدة لا تقل عن 12 شهراً، وفي بعض الأحيان العديد من النساء تعاني من أعراض فترة ما حول الإياس (Perimenopause) في وقت مبكر أي قبل 10-15 سنة من انقطاع الطمث كاملاً، فتتأخر لديها الدورة الشهرية ويختل انتظامها، وتُعزى هذه الأعراض إلى حدوث اختلال في مستويات هرمون الإستروجين (Estrogen) الذي بدوره ينظم دورة الطمث الشهرية عند المرأة.
فقدان الوزن:
يعتبر انخفاض الوزن الشديد وممارسة التمارين الرياضية الكثيفة سبباً قوياً لتأخر الدورة الشهرية عن موعدها، فيمكن لنقصان الوزن عن الوزن الصحي للجسم أو انخفاض نسبة الدهون في الجسم عن الحد الطبيعي أن يغير مستويات الهرمونات التناسلية ويخفضها إلى الحد الذي لا يسمح بحدوث الإباضة أو الحيض، ولهذا تنصح المرأة التي تأخرت الدورة الشهرية عندها عن موعدها الأساسي بعد فقدان وزن كبير استشارة اختصاصي التغذية للحصول على الكمية المناسبة التي يحتاجها جسمها من الفيتامينات والمعادن والمواد الغذائية.
السمنة:
كما ذكرنا أعلاه بأن انخفاض الوزن الكبير يؤثر في دورة الطمث عند المرأة، كذلك فإنّ السمنة تؤثر سلباً في انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة.
تناول أدوية منع الحمل:
إن بعض أنواع الأدوية التي تستخدم لمنع الحمل تعتمد على الهرمونات التي قد تسبب غياب الدورة الشهرية لفترة معينة، وفي الحقيقة تحتوي هذه الأدوية على هرموني الإستروجين والبروجستين (Progestin) في العادة، اللذين من وظيفتهما إبقاء بطانة الرحم رفيعة لدرجة أنه لا يوجد ما يكفي من البطانة لتسبب الحيض.
التغيرات الهرمونية:
قد يؤدي أي اضطراب أو خلل في مستويات بعض الهرمونات في جسم المرأة إلى تأخر الدورة الشهرية عن موعدها؛ مثل: هرمونات الغدة درقية، وهرمون البرولاكتين (Prolactin) الذي يعرف أيضًا باسم هرمون الحليب، ومن الجدير بالذكر أن ذلك من السهل كشفه عن طريق إجراء فحوصات الدم لتلك الهرمونات، ومن بعد ذلك مراجعة الأطباء المختصين لتحديد أسباب اختلال مستويات الهرمونات فمنها ما يكون متوارثاً ضمن العائلة ومنها ما يدل على مرض حرج، فبعد أن يحدد الطبيب السبب يعطي المرأة الأدوية التي تعدل في مستويات الهرمونات مما ينظم موعد الدورة الشهرية عندها.
متلازمة تكيس المبايض:
تعتبر متلازمة تكيس المبايض (Polycystic ovary syndrome) أحد أهم الاضطرابات الهرمونية التي تصيب المرأة في عمر الإنجاب، وما يميزها تشكل أكياس صغيرة على المبايض، وزيادة فرصة ظهور حب الشباب، وزيادة شعر الوجه والجسم، وقد تعاني المرأة المصابة بها من السمنة المفرطة، وعدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها، من الجدير التنويه إليه هو ضرورة مراجعة الطبيب حتى يقيّم الحالة المرضية للمرأة التي تشك أنها تعاني من هذه الأعراض، فإذا لم تعالج هذه الحالة بشكل صحيح عند المرأة التي تكون بعمر الإنجاب قد تزيد من فرصة الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
الحمل:
عندما تكون المرأة متزوجة يجب أن لا تستبعد حدوث الحمل كسبب لتأخر الدورة الشهرية عن موعدها حتى وإن كانت تستخدم وسائل لمنع حدوث الحمل بشكل صحيح ومنتظم، في الحقيقة لا يوجد وسائل لمنع الحمل فعالة 100%، ومن المهم جداً التأكد بإجراء فحص الحمل المنزلي ومراجعة الطبيب إذا أعطى فحص الحمل نتيجة سلبية لكن ما زال هناك تأخر للدورة الشهرية.
بعض الأمراض:
المعاناة من التليفات الرحمية، ومرض التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease)، ومرض السكري، ومرض حساسية القمح (Coeliac disease).
الرضاعة الطبيعية:
قد تغيب الدورة الشهرية أو تتأخر على فترات خلال فترة الرضاعة الطبيعية، خاصة إذا كانت الرضاعة الطبيعية مصدر الوحيد لغذاء الطفل.
أغذية تساعد على تنزيل الدورة الشهرية
بعض الأغذية التي تساعد على إنزال الدورة الشهرية في حال تأخرها لسبب غير الحمل، ومنها:
- مصادر فيتامين ج.
- الزنجبيل.
- البقدونس.
- القرفة.
التعليقات