إن ملاحظة رائحة كريهة تنبعث من الفم لا يعتبر حالة طوارئ طبية، لكنها شائعة إلى حد ما حيث إن حوالي 25-30% من سكان العالم يعانون من هذه المشكلة، وتجدر الإشارة إلى أن ظهور رائحة الفم الكريهة (Bad Breath) يعزى في العادة إلى تجاويف الأسنان، وأمراض اللثة، وسوء نظافة الفم، ومن العلامات والأعراض الأخرى التي يمكن أن تصاحب رائحة الفم الكريهة: الإحساس بطعم غير مستساغ أو حامض، وحدوث تغييرات في التذوق، وجفاف الفم، وظهور طبقة بيضاء على اللسان.
طرق طبيعية لعلاج رائحة الفم الكريهة
تجدر الإشارة إلى أنه من الممكن التخلص من رائحة الفم الكريهة عن طريق استخدام بعض العلاجات الطبيعية والمتوفرة في المنزل، والقيام بتغيير نمط الحياة المتبع، ومن الطرق الطبيعية التي من الممكن أن تساعد على التخلص من رائحة الفم الكريهة، ما يلي:
مضغ عيدان القرفة:
حيث إنه من المعروف أن القرفة تمتلك خصائص مضادة للميكروبات، كما أن بعض الدراسات أشرت لفعالية القرفة ضد البكتيريا التي تتسبب بحدوث التهابات في الفم، وعلى الرغم من الحاجة إلى المزيد من الأبحاث في هذا الأمر، إلّا أنه من المعتقد بأن القرفة تمتلك فوائد للجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، كما أن مضغ عيدان القرفة يعمل على تزويد الفم بالألياف التي تدعم التنوع الميكروبي داخل الفم.
شرب الشاي الأخضر:
حيث إن الأبحاث الحديثة وجدت بأن الشاي الأخضر يعمل على تقليل رائحة الفم بشكل مؤقت، وذلك بسبب خصاص الشاي الأخضر المضادة للبكتيريا، والمزيلة للروائح الكريهة، ويكون استعمال الشاي الأخضر من أجل التخلص من رائحة الفم، عن طريق شرب 3-5 أكواب من الشاي الأخضر بشكل يومي، أو عن طريق تناول مكملات من مادة البوليفينول، حيث أن مفعول الشاي الاخضر في تخفيف رائحة الفم يعود لوجود مركبات البوليفينول (Polyphenols) وهي أحد مضادات الأكسدة، وبالتالي يمكن أن تمنع أو تبطئ من تلف الخلايا التي تسببها الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة ينتجها الجسم نتيجة التفاعلات الكيميائية التي تحدث بداخله، أو نتيجة محفز خارجي، مثل: التلوث، والتدخين.
الصبار (Aloe Vera):
إذ يمتلك الصبار خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، حيث يتم استخلاصه من نبات طبيعي، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأبحاث أظهرت بأن الصبار فعّال مثل غسول الفم بالكلورهيكسيدين (Chlorhexidine)، في تقليل طبقة البلاك التي تتراكم على الأسنان، والكلورهيكسيدين؛ هو مادة مطهرة، تستخدم موضعياً كمضاد للعدوى، وتستخدم أيضاً كغسول للفم لمنع تكوين طبقة البلاك على الأسنان، كما أن الصبار يدعم تكوين الكولاجين، مما يزيد من قدرة الفم على الشفاء، ويمكن استخدام الصبار كغسول للفم لمكافحة رائحة الفم الكريهة، حيث إنه من الممكن تحضيره بطريقة بسيطة، وهي غلي بعض الماء، ومن ثم إضافة جل الصبار عندما يبرد، كما يمكن أيضاً إضافة زيت النعناع حسب الرغبة.
زيت النعناع العطري:
من أجل التخلص من رائحة الفم الكريهة، ينصح بتجريب الغرغرة بزيت النعناع، وذلك لأنه مضاد قوي للميكروبات، إذ يقوم زيت النعناع بقتل البكتيريا الضارة، ويترك النفس منتعشاً، وتكون طريقة استخدامه عن طريق خلط 1-2 من قطرات زيت النعناع بالماء، وثم مضمضة الخليط في الفم لمدة 30 ثانية.
زيت الليمون العطري:
وذلك لأن الليمون يتميز بامتلاك خصائص مضادة للميكروبات، تعمل على منع نمو بعض أنواع البكتيريا، داخلياً وخارجياً، كما أنّه من المعروف أيضاً بفعالية الليمون ضد الالتهابات البكتيرية التي توجد في القولون، وتكون طريقة استخدام زيت الليمون عن طريق تحضير مستحضر للاستخدام الداخلي أو الخارجي، كما تجدر الإشارة إلى أنّ مضغ قشرة الليمون قد يكون فعالاً أيضاً.
مضغ علكة خالية من السكر:
وذلك لأن البكتيريا التي تتكاثر في الفم تحب السكر، حيث إنها تقوم باستخدامه لغايات صنع الأحماض، مما يعمل على إضعاف الأسنان، ويتسبب بظهور رائحة الفم الكريهة، ومن أجل هذا ينصح بمضغ العلكة الخالية من السكر، حيث إن العلكة تقوم بتحفيز اللعاب، وتجدر الإشارة إلى أن اللعاب هو آلية الدفاع الطبيعي التي يتبعها الفم ضد تكوين الأحماض، والتي تسبب تسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة.
أسباب رائحة الفم الكريهة
هنالك العديد من العوامل والأسباب التي يمكن أن يؤدي وجودها إلى ظهور رائحة كريهة للفم، ونذكر من هذه الأسباب ما يلي:
تناول بعض أنواع الطعام:
حيث إن تناول بعض أنواع الطعام، مثل: البصل والثوم والتوابل، من الممكن أن يتسبب بانبعاث رائحة كريهة من الفم، فبعد هضم هذه الأطعمة، تدخل مركباتها إلى مجرى الدم، ومن ثم يتم حملها إلى الرئتين، وهناك تحدث تأثيرها في النفس.
استخدام منتجات التبغ:
حيث إن التدخين بحد ذاته يتسبب بظهور رائحة الفم الكريهة، كما أن المدخنين يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة، والتي تعد مصدراً آخراً لرائحة الفم الكريهة.
سوء نظافة الأسنان:
حيث إنه عند عدم القيام بتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يومياً، سيتسبب ببقاء جزيئات الطعام في الفم، مما يترك رائحة الفم كريهة، كما أن أطقم الأسنان التي لا يتم تنظيفها بانتظام، أو التي لا تتناسب بشكل صحيح مع الأسنان من الممكن أن تحتوي على البكتيريا المسببة للرائحة، أو أن تحتوي على جزيئات الطعام.
الإصابة بأمراض اللثة:
حيث تحدث أمراض اللثة عندما لا تتم إزالة الطبقة التي تتراكم على الأسنان بشكل فوري، حيث إنه مع مرور الوقت، تتصلب هذه الطبقة، ولا يصبح بالامكان إزالتها بالفرشاة، مما يتسبب بظهور جيوب أو فتحات صغيرة في المنطقة الواقعة بين الأسنان واللثة، ويصبح من الممكن للطعام والبكتيريا التجمّع في هذه الجيوب، مما يسبب رائحة قوية.
التعليقات