يعرف الكالسيوم بإنه عنصر كيميائي ضروري للكائنات الحية بما في ذلك البشر، وهو العنصر الأكثر وجوداً في جسم الانسان، إذ يخزن حوالي 99% منه في العظام والأسنان والباقي موجود في الدم والعضلات وفي أنسجة أخرى، ويعتبر الكالسيوم من أهم العناصر لصحة العظام والأسنان، كما أنه مفيد لصحة القلب والأعصاب، ونظام تخثر الدم في الجسم، ومن المعروف أيضاً أن نقص الكالسيوم في الجسم قد يؤدي إلى هشاشة العظام (Osteoporosis) لدى البالغين، وإلى مرض الكساح (Rickets) لدى الأطفال، ومن الجدير بالذكر أنّ احتياجات الكالسيوم قد تختلف باختلاف العمر، والجنس، والحالة الصحية.
ويحتاج الجنين النامي إلى الكالسيوم لبناء عظام وأسنان قوية، كما يساعد الكالسيوم على تكوين قلب وعضلات وأعصاب الجنين في مرحلة النمو، ويمكن لانخفاض مستوى الكالسيوم في دم المرأة الحامل أن يزيد من خطر الإصابة ببعض مضاعفات الحمل مثل: ارتفاع ضغط الدم وما قبل تسمم الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض مستوى الكالسيوم في دم المرأة الحامل يتركز معظم تأثيره لدى المرأة نفسها، إذ إنّ جسم المرأة يقوم بإعطاء الجنين احتياجاته كاملة من الكالسيوم عن طريق أخد الكالسيوم من عظام وأسنان الأم، مما يؤدي إلى ضعف في أسنان وعظام الأم، ومن المعروف أن الجسم لا يمكنه صنع الكالسيوم بنفسه، إذ يحتاج للحصول على الكالسيوم عن طريق الغذاء أو المكملات الغذائية، وتحتاج المراة الحامل التي تجاوزت سن الـ18 سنة إلى 1000ملج من الكالسيوم يومياً، في حين إن كانت المرأة الحامل يقل عمرها عن 18 سنة فإنها بحاجة إلى كمية أكبر من الكالسيوم تُقدر بحوالي 1300ملغ يومياً.
أعراض نقص الكالسيوم عند الحامل
قد لا تظهر على المريض أي أعراض في المراحل الأولى من نقص الكالسيوم، ولكن قد تبدأ الأعراض بالظهور مع ازدياد نقص الكالسيوم، وزيادة الحالة سوءاً، ومن الجدير بالذكر أن أعراض نقص الكالسيوم تؤثر في الجسم ككل وليس في جزء محدد منه فحسب، فقد يتسبب بضعف الأظافر، وبطء معدل نمو الشعر، وترقق البشرة، ومن الأعراض التي قد تظهر على المرأة الحامل المصابة بنقص في الكالسيوم نذكر ما يلي:
أعراض تؤثر في القلب والأوعية الدموية:
في كثير من الأحيان قد يؤثر نقص الكالسيوم الشديد في القلب والأوعية الدموية، فمن الممكن أن يسبب ضعفاً في الوظيفة الانقباضية للقلب، ومن الأعراض الناتجة عن ذلك: المعاناة من ضيق في التنفس، وخفقان في القلب، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى تجمع السوائل في الجسم، والإغماء.
أعراض تؤثر في الجهاز العصبي:
كالصداع، وتشنج وتصلب العضلات، والتعرض للنوبات التشنجية، والشعور بالخدران والوخز في اليدين والقدمين والوجه، والضعف الجسدي العام، ومن الممكن أن يسبب فقداناً في الذاكرة وحدوث بعض الهلوسات، وفي بعض الأحيان قد يتسبب بالاكتئاب.
أعراض توثر في الجهاز الهضمي:
فقد يتسبب نقص الكالسيوم بالشعور بآلام في منطقة البطن، والمعاناة من الإسهال، والتقيؤ، وفي بعض الأحيان قد يتسبب بعسر أو صعوبة في البلع.
طرق للوقاية من نقص الكالسيوم
يمكن الوقاية من نقص الكالسيوم عن طريق تناول الأصناف الغذائية الغنية بالكالسيوم يومياً، ومن الأمثلة عليها: منتجات الألبان مثل: الحليب، والأجبان، واللبن، بعض أنواع الحبوب مثل؛ الفاصولياء، وحليب الصويا، والتين، والبروكلي، والحبوب المدعمة، وبعض المكسرات والبذور مثل؛ اللوز وبذور السمسم، والسبانخ، وغيرها الكثير. ومن الجدير بالذكر أن فيتامين د يساعد بشكل كبير على امتصاص الكالسيوم من الطعام، ودونه تقل نسبة امتصاص الكالسيوم عن طريق الغذاء، مما قد يتسبب بحدوث بعض الأمراض مثل: هشاشة العظام أو مرض الكساح في الأطفال، ومن المعروف أنّ الجسم يحصل على فيتامين د من خلال التعرض لأشعة الشمس، أو تناول بعض الأطعمة مثل: صفار البيض، والأسماك التي تعيش في المياه المالحة، وبعض الأطعمة الأخرى مثل: الحليب والحبوب المدعّمة بفيتامين د.
علاج نقص الكالسيوم في الجسم
من السهل علاج نقص الكالسيوم؛ وذلك عن طريق زيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم تحت إشراف طبيب مختص، ومن الأمثلة على المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم:
- كربونات الكالسيوم (Calcium carbonate):
تحتوي كربونات الكالسيوم على أكبر نسبة من الكالسيوم مقارنة بباقي مكملات الكالسيوم، وتعد كربونات الكالسيوم من أرخص أنواع الكالسيوم من حيث السعر.
- سيترات الكالسيوم: (Calcium citrate):
يعد هذا النوع من الكالسيوم الأسهل امتصاصاً.
- فوسفات الكالسيوم (Calcium phosphate):
والمميز في هذا النوع من مكملات الكالسيوم أنّها لا تسبب الإمساك، كما أنّها تعتبر سهلة الامتصاص.
ومن الجدير بالذكر أنّ المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم تتوفر بعدة أشكال صيدلانية مثل: الحبوب الفموية، وأقراص المضغ، والمحلول السائل، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذه المكملات قد تسبب بعض المشاكل والآثار الجانبية خاصة إذا ما تمّ تناولها بجرعات مفرطة وارتفع مستواها في الجسم بشكل كبير، ومنها: زيادة خطر الإصابة بأمراض ومشاكل القلب الصحية؛ كالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وقد ربطت العديد من الدراسات بين ارتفاع مستوى الكالسيوم في الجسم وسرطان البروستاتا، بالإضافة إلى خطر الإصابة بحصوات الكلى، ومن المهم أيضاً الانتباه إلى أن المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم قد تتعارض أو تتداخل مع العديد من الأدوية، ومن الأمثلة على ذلك: أن تناول مكملات الكالسيوم خلال ساعتين من تناول حاصرات مستقبلات بيتا (Beta-blockers) يقلل من امتصاص الكالسيوم، كما أن تناول مضادات الحموضة (Antacids) المحتوية على الألمنيوم مع مكملات الكالسيوم يمكن أن يتسبب بزيادة مستوى الألمونيوم في الدم، أما فيما يتعلق بالأدوية المدرة للبول فمنها ما يمكن أن يتسبب بارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم ومنها ما قد يتسبب بتقليله.
التعليقات