يعاني كثير من الناس من ضعفِ النظر مع التقدم في السن، إذ إن شخصًا من كل ستة أشخاص بالغين فوق سن الـ 45 يعانون من مشاكل في الإبصار تهدد نظرهم، وفي حين أن الأسباب الرئيسة للعمى وضعف النظر هي أمراض مرتبطة بالتقدم في السن كالتنكس البقعي، وإعتام عدسة العين، واعتلال الشبكية، السكري، والماء الأبيض، فإن حماية النظر هو واحد من أهم الأشياء التي يجدر الاهتمام بها. ومن الجدير بالذكر أن النظر القوي ينبع من التغذية المناسبة، إذ تلعب العديد من العناصر الغذائية كالزنك وحمض أوميغا-3 الدهني وفيتامين ج وفيتامين هـ، بالإضافة إلى فيتامين أ دورًا مهمًا في حماية العين.
وهناك العديد من الفيتامينات مهمة أيضاً لصحة الإبصار، ومنها:
فيتامين أ
يعتبر فيتامين أ من أكثر الفيتامينات الضرورية لتقوية النظر وتحسين الرؤية، إذ يحافظ على القرنية التي تعد الغلاف الخارجي للعين، ويعد جزءًا من بروتين الرودوبسين، الذي يسمح للعين بالإبصار في الإضاءة المنخفضة، لذلك يجب أن يحصل الجسم على الكميات الكافية منه لأن نقصه يتسبب بجفاف الملتحمة، وإن استمر يؤدي لجفاف القنوات الدمعية والعين، فتصبح القرنية رقيقة ويمكن أن تؤدي إلى أن يفقد الشخص بصره تمامًا، كما يمكن أن يقي فيتامين أ من الإصابة بأمراض العين الأخرى، إذ يرتبط اتباع الأنظمة الغذائية الغنية بفيتامين أ بتقليل خطر الإصابة باعتلالات العين المرتبطة بالتقدم في السن كالتنكس البقعي وإعتام عدسة العين.
فيتامين هـ
حيث يعد فيتامين هـ مضاد أكسدة قويًا، يقي خلايا العين من الضرر التأكسدي الناتح عن الجذور الحرة في الجسم، إذ يمكن أن يقي من إعتام عدسة العين المرتبط بالتقدم في العمر، وتعتبر المكسرات والبذور وزيوت الطبخ والسلمون والأفوكادو والخضراوات الورقية الداكنة من أهم مصادره.
فيتامين ج
إذ يعتبر فيتامين ج مضاد أكسدة قويًا أيضًا، كما يحتاجه الجسم لتصنيع الكولاجين الذي يدعم هيكل العين، وتشير إحدى الدراسات الوصفية أن تناول 490 مللي جرام من هذا الفيتامين يقلل خطر الإصابة بإعتام عدسة العين بنسبة 75% مقارنة بتناول 125 جرامًا وأقل منه، كما تشير دراسة أخرى إلى أن الاستهلاك المستمر للفيتامين يخفض خطر الإصابة بالتنكس البقعي بنسبة 45%، وتعتبر الفواكه الاستوائية والحمضية والفلفل الحلو والبروكلي والكرنب المجعد من أغنى المصادر به.
فيتامينات ب6 وب9 وب12
حيث يمكن أن تخفض هذه الفيتامينات مجتمعة مستويات بروتين الهوموسستئين، الذي قد يكون مرتبطًا بالالتهاب وزيادة خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في السن، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على النساء أنه يمكن أن تقلل فرصة الإصابة به بنسبة تقارب 34%، ولكن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد فوائد مكملات فيتاميتات ب.
الرايبوفلافين (فيتامين ب2)
إذ يعتبر الرايبوفلافين أو فيتامين ب2 مضاد أكسدة يقلل من الضرر التأكسدي في الجسم ومن ضمنها العين، إذ يمكن لاستهلاك الكميات الكافية منه أن يقي من الإصابة بإعتام عدسة العين الذي قد ينتج في بعض الحالات من نقص الفيتامين، وفي الواقع يمكن استهلاك ما يكفي الجسم منه بسهولة، إذ يوجد في الكثير من الأشياء التي نتناولها يومياً كالحليب واللبن والشوفان واللحم البقري وحبوب الإفطار المدّعمة بالرايبولافين.
النياسين (فيتامين ب3)
فقد ربطت بعض الدراسات مؤخرًا بين النياسين أو فيتامين ب3 والوقاية من الإصابة بالماء الأزرق على العين أو الغلوكوما التي يتضرر فيها العصب البصري في العين، ويجب إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا الرابط، ويعدّ كل من لحم البقر والدواجن، والأسماك والفطر والفول السوداني والبقوليات من أهم مصادره.
أحماض الأوميجا-3 الدهنية
وهي دهون متعددة غير مشبعة توجد في الغشاء الخلوي لشبكية العين، وتمتلك هذه الأحماض خواص مضادة للالتهاب قد تلعب دوراً في الوقاية من اعتلال الشبكية السكري، كما أنها قد تزيد إنتاج الدموع لدى الأشخاص ذوي العيون الجافة، حيث تسبب هذه الحالة الجفاف وعدم وضوع الرؤية في بعض الاحيان، ويعتبر كل من السمك وبذور الكتان وبذور الشيا والصويا والمكسرات وزيوت الطبخ كزيت الكانولا وزيت الزيتون من أفضل مصادره.
التعليقات