يعتبر الكبد عضو وغدة في ذات الوقت؛ فهو من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان وأكبرها حجمًا، ويبلغ حجمه ما يقرب من 1.44-1.66 كج، ويقع في الربع العلوي الأيمن من البطن فوق الجهة اليسرى من المعدة وأسفل الرئتين، ويعد مسؤولاً عن أكثر من 500 مهمة أساسية يحتاجها الجسم للبقاء على قيد الحياة، بالإضافة لذلك فهو يعتبر غدة؛ لأنّه يقوم بإفراز العديد من الهرمونات والمواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم، ويلعب الكبد دورًا رئيسًا ومهمًا في إزالة السموم من الجسم؛ فهو يخلص الجسم من الأدوية والكحول.
ويحول الأمونيا إلى اليوريا (Urea) التي تقوم الكلى بدورها بإفرازها في البول، كما أنه مسؤول عن صنع العديد من البروتينات، وعوامل تخثر الدم، والكوليسترول والدهون الثلاثية، والكربوهيدرات، بالإضافة لدوره في صنع الصفراء التي تُساعد على هضم الطعام، كما للكبد دور في تحويل الجلوكوز إلى جليكوجين، وتخزين الفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامينات A، و D، و E، و K، وB12، كما أن له دورًا جوهريًا في النظام المناعي للجسم؛ إذ يحتوي على أعداد ضخمة من خلايا كوبفر التي تدمر أي عوامل مسببة للأمراض قد تدخل الكبد، والعديد من الوظائف والمهام الأخرى.
أضرار ارتفاع هرمونات الكبد
هناك العديد من الإنزيمات في الكبد، أهمها: إنزيم ناقلة أمين الألانين (Alanine transaminase/ALT)، وإنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (Aspartate transaminase/AST)، والفوسفاتيز القلوي (Alkaline phosphatase /ALP)، وناقلة الببتيد جاما جلوتاميل (Gamma-glutamyl transpeptidase /GGT)، وترتفع إنزيمات الكبد عن المستويات الطبيعية في حال تعرض الكبد للإصابة والأمراض والتلف، فارتفاعها لا يعد مرضًا بحد ذاته بل دلال على احتمالية وجود مشكلة أو مرض في الكبد، فالخطورة تكمن في مسبب ارتفاع الإنزيمات وليس في الإنزيم بحد ذاته وعليه يجب البحث عن السبب وعلاجه، وقد يرافق ارتفاع انزيمات الكبد ظهور بعض الأعراض المزعجة، وفيما يأتي ذكر لبعض منها:
- اليرقان، وهو اصفرار لون الجلد والعينين.
- الشعور بالضيق والتعب.
- الإصابة بالحمى.
- ضعف الشهية.
- الشعور بألم في البطن.
- الحكة.
- الغثيان.
- التقيؤ.
أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد
قد تسبب العديد من الأمراض والمشكلات الصحية حدوث ارتفاع في إنزيمات الكبد، ويستطيع الطبيب المعالج تحديد السبب بدقة اعتمادًا على الأعراض والعلامات، وإجراء بعض الاختبارات والتحاليل المناسبة، ومعرفة الأدوية التي يتناولها المصاب، وفيما يأتي نذكر بعضًا من هذه المسببات:
الالتهاب الكبدي السام (Toxic hepatitis):
وهو التهاب الكبد الذي ينتج عن تناول السموم والأدوية، وهنالك العديد من الأدوية التي يمكنها أن تتسبب بتسمم الكبد إذا ما تم استخدامها بطرق خاطئة، مثل: الباراسيتامول Paracetamol)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs - NSAIDs)، كما يمكن أن يؤدي الأسبرين والآيبوبروفين (Ibuprofen) للإصابة بتسمم الكبد في حال تناول الكثير منهم أو إذا تم تناولهم مع الكحول، بالإضافة للأدوية المخفضة للكوليسترول، وبعض المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للفطريات، والألوبورينول (Allopurinol) المستخدم في علاج مرض النقرس.
التهاب الكبد الوبائي A:
هو التهاب شديد العدوى، ينتج عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي A الذي قد ينتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوثين بالفيروس، وفي العديد من الحالات الخفيفة من الإصابة به قد لا يحتاج إلى علاج، ويتم التعافي منه دون حدوث أي تلف دائم في الكبد.
التهاب الكبد الوبائي B:
هو التهاب الكبد الناجم عن فيروس التهاب الكبد B، ومن الممكن أن تصبح العدوى مزمنة، أي أنّها قد تستمر لأكثر من 6 أشهر، والإصابة به قد تزيد من خطر الإصابة بفشل في الكبد، وسرطان الكبد، وتشمع الكبد.
التهاب الكبد الوبائي C:
وهو التهاب الكبد الناتج عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي C، ومن الممكن أن يكون حاداً أو مزمناً، ولا يوجد له لقاح مضاد حتى هذه اللحظة، على العكس من التهاب الكبد A و B.
مرض ويلسون:
وهو اضطراب يؤدي إلى تراكم النحاس في أجزاء مختلفة من الجسم.
الإفراط في شرب الكحول:
للكبد قدرة دائمة على تجديد خلاياه وتعويض التالف منه، لكن الإفراط في شرب الكحول ولفترات طويلة يمكن أن يقلل من قدرته على التجدد، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى حدوث أضرار جسيمة ودائمة للكبد.
الإصابة بسرطان الكبد:
ويتمثل بحدوث نمو وانتشار لخلايا غير طبيعية في الكبد، وتؤدي الإصابة به لظهور العديد من الأعراض والعلامات المزعجة، مثل: الشعور بالتعب، والانتفاخ، والإحساس بألم على الجانب الأيمن في الجزء العلوي من البطن أو الظهر، والغثيان، وفقدان الشهية، بالإضافة لفقدان الوزن، واصفرار منطقة بياض العينين والجلد.
نصائح للحفاظ على الكبد
لابد من المحافظة على الكبد وحمايته من التعرض للعدوى والأمراض؛ نظرًا لما يؤديه من وظائف ومهام محورية في الجسم، وفيما يلي سيتم ذكر بعض من النصائح والإرشادات التي تساهم في وقاية الكبد والحفاظ على سلامته:
تجنب شرب الكحول:
نظرًا لما للمشروبات الكحولية من تأثير سلبي في خلايا الكبد، فقد يؤدي لتلف خلايا الكبد وتليّفها.
اتباع نظام غذائي صحي:
وذلك للحفاظ على وزن صحي مما يساعد على منع الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بتشمع الكبد.
تناول الأدوية بحذر:
فقد يكون لبعض أنواع الأدوية تأثيرات جانبية تسبب مشاكل في الكبد.
تجنب العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي:
ينصح بتجنب تناول وشرب الأطعمة الملوثة، ومشاركة الأدوات الخاصة، مثل: فرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، وتجنب استخدام الإبر لأكثر من مرة؛ للحد من خطر الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي.
تجنب لمس أو تنفس السموم:
هنالك عدد من منتجات التنظيف والمبيدات الحشرية التي تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالكبد.
التعليقات