تقوم الأذن بمهمة السمع وتجميع الأصوات وإرسالها للدماغ لتفسير هذه الأصوات، ولكنها أيضًا تلعب دورًا مهمًا في عملية حفظ التوازن عند الإنسان، تتكون الأذن من 3 أجزاء رئيسة هي: الأذن الخارجية والتي تقوم بتجميع الأصوات من خلال صيوان الأذن، والأذن الوسطى والتي تقوم بنقل الأصوات من الأذن الخارجية على شكل ذبذبات إلى الداخل، والأذن الداخلية والتي تقوم بتوصيل الذبذبات الصوتية من الأذن الوسطى لتوصلها إلى الدماغ عن طريق الأعصاب.
الأذن الوسطى
الأذن الوسطى هي الجزء الأوسط من الأذن حيث تبدأ بطبلة الأذن وتنتهي عند النافذة البيضوية، وتتكون بشكل رئيسي من 3 عظيمات هن، المطرقة، والسندان، والركاب، بالإضافة إلى النافذة الدائرية، والنافذة البيضوية، وقناة استاكيوس، وتشكل هذه العظيمات جسرًا يربط بين طبلة الأذن وبين النافذة البيضوية والتي بدورها تغطي مدخل القوقعة (جزء من الأذن الداخلية) فحين تصل الموجات الصوتية إلى عظيمة المطرقة المرتبطة بطبلة الأذن تنتقل من عظيمة لأخرى وبالتالي تتضاعف قوّة هذه الموجات لتصل حتى 20 ضعفاً أقوى عند النافذة البيضوية ممّا كانت عليه عند الطبلة.
أنواع التهاب الأذن الوسطى
يعتبر التهاب الأذن الوسطى ثاني أكثر مرض انتشارًا في مرحلة الطفولة، بعد التهاب المجاري التنفسية العليا، وله عدة أنواع وهي:
التهاب الأذن الوسطى الحاد:
وهو مرض ذو وتيرة سريعة، ويصاحبه كثير من الأعراض التالي ذكرها، ويمتاز بأنه مرض متكرر حيث يصاب فيه أكثر من ثلث الأطفال ست مرات فأكثر قبل بلوغهم سن السابعة.
التهاب الأذن الوسطى الإفرازي:
وهو عبارة عن تجمع سوائل في الأذن الوسطى مع افتقاده لأعراض الالتهاب (الحرارة، وألم الأذن، والتهيج)، ويحدث عادة بعد تعرض المريض لالتهاب الأذن الوسطى الحاد.
التهاب الأذن الوسطى المزمن:
ويستمر هذا النوع لستة أسابيع على الأقل ويصاحبه عادة سيلان أذني، وينتج عنه شق أو ثقب في طبلة الأذن.
أسباب الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى
يعتبر التهاب الأذن الوسطى مرضًا متعدد الأسباب، وتعمل هذه الأسباب بشكل أو بآخر على إغلاق قناة ستاكيوس مما يؤدي إلى تجمع السوائل في الأذن الوسطى وبالتالي التهابها، وأهم هذه الأسباب:
أسباب متعلقة بالمضيف (الشخص المحتملة إصابته بالمرض):
منها أسباب مناعية حيث تكون مناعة الأطفال حديثي الولادة ضعيفة، أو أسباب وراثية، أو خلل في بروتين الميوسين، أو خلل تشريحي في قناة استاكيوس وغيرها.
الإصابة بالعدوى:
حيث تسبب العدوى البكتيرية معظم الالتهابات وأكثرها شيوعاً البكتيريا العقدية الرئوية ثم المستديمة النزلية، أيضاً يمكن أن تنتج هذه الالتهابات من عدوى فيروسية أهمها الفيروس المخلوي التنفسي.
أسباب متعلقة بالحساسية:
حيث أظهرت الدراسات وجود ارتباط ما بين التهاب الأذن الوسطى والحساسية التنفسية.
أسباب زيادة فرص الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى
تزيد العوامل الآتية من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وهي:
- التدخين والهواء الملوث بدخان السيارات والمصانع.
- العمر، فالأطفال هم الأكثر عرضة في الإصابة بالتهاب الأذن نظرًا لعدم اكتمال جهاز المناعة لديهم.
- الإصابة المتكررة بالرشح والإنفولونزا والتهاب اللوز.
- المعاناة من الحساسية.
- التغذية: إذ أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية يكونون أقل عُرضة للمرض.
أعراض الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى
تتعدد أعراض التهاب الأذن الوسطى، ومنها:
- ضعف في القدرة على السمع.
- فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
- الشعور بألم في الأذن وخاصة عن الاستلقاء على الظهر.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- يرافق الالتهاب أحياناً الإسهال.
- الإصابة بحكة في الأذن.
- زيادة كمية شمع الأذن المفروزة.
- وجود الاضطرابات في النوم.
- يلاحظ عند الأطفال الرضع البكاء المستمر مع عدم القدرة على الرضاعة.
- خروج بعض الإفرازات الصديدية وتكون ذات رائحة كريهة.
- الشعور بالصداع الشديد.
- الإصابة بالدوار والدوخة والغثيان وفقدان التوازن.
دواعي استشارة الطبيب
تشير علامات وأعراض التهاب الأذن بشكل عام إلى حالات مرضية عدة، وبالتالي فإنه من الضروري الوصول إلى تشخيص دقيق حتى يتم العلاج بصورة حسنة، ولذلك ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- إذا استمرت الأعراض لأكثر من يوم كامل.
- إذا وجدت هذه الأعراض عند طفل عمره أقل من 6 أشهر.
- إذا كان ألم الأذن حادًا وشديدًا.
- إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات في النوم أو كان متهيجاً بعد تعرضه لنزلة برد أو لأي التهاب للمجاري التنفسية العليا.
- إذا لاحظت خروج سوائل أو قيح أو دم من الأذن.
- عند البالغين، في حالة وجود ألم في الأذن مهما كانت شدته أو خروج أية إفرازات يجب الذهاب إلى الطبيب فوراً.
تشخيص التهاب الأذن الوسطى
يتم تشخيص التهاب الأذن الوسطى بشكل أساسي اعتماداً على الأعراض وعلى الفحص السريري، ولكن هنالك طرق تساعد على التشخيص أهمها:
- منظار الأذن: حيث يلاحظ الطبيب عن طريقه أيّة تغيّرات على طبلة الأذن.
- مقياس الطّبل: يُستخدم لقياس الضغط داخل الأذن.
- مقياس الانعكاس: حيث يقوم الطبيب بإحداث صوت قريب من أذن المريض وبسماعه للصوت المنعكس يستطيع تحديد إذا ما كانت الأذن تحتوي على سوائل أم لا.
- فحص السمع.
علاج التهاب الأذن الوسطى
يجب الإسراع في أخذ العلاج المناسب للتخلص من الالتهابات حتى لا تصيب الشخص المضاعفات التي قد تصل إلى ثقب طبلة الأذن وبالتالي فقدان السمع بشكل كلي أو جزئي، كما أن الالتهاب يمكن أن ينتقل إلى خلايا الدماغ المجاورة للأذن، ومن طرق العلاج:
- تناول المضادات الحيوية من أجل القضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب.
- تخفيف الألم: إمّا بتناول المسكنات أو بوضع قطعة قماش مبلولة بماء ساخن على الأذن المصابة.
- القيام بشفط السوائل الموجودة داخل الأذن، أو تركيب ما يسمى بأنابيب الأذن لترشيح السوائل بشكل مستمر.
- في الحالات الحرجة قد يتمّ اللجوء إلى العمليات الجراحية.
التعليقات