يحل الدكتور مراد وهبة، المفكر والفيلسوف، ضيفا على الإعلامي عمرو عبد الحميد، ببرنامجه "نطق فكرًا" المذاع عبر فضائية "ten"، مساء الأربعاء ، ليناقش عدد من الملفات التي تتعلق بحركة التاريخ، وآرائه في عدد من المحطات التاريخية.
حيث قال الفيلسوف مراد وهبة، إن رهان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على جماعات الإسلام السياسي في المنطقة كان "تخلف"، حيث إن هذا الرهان يّنم عن التخلف وعدم الوعي بكوكبية "الأصولية الإسلامية"، موضحًا أن الحزب الديمقراطي في أمريكا كان تشكل لديه اقتناع بمسألة مهمة للغاية وهي أن حل الأزمة الدولية مع العالم الإسلامي تكمن في أن تُسمح للدول في حدود العالم الإسلامي أن يؤسس الخلافة الإسلامية.
وأضاف "وهبة"، أن الجريمة الكبرى الذي اقترفها الحزب الديمقراطي الأمريكي هو أنه كان يعتقد أن جماعات الإسلام السياسي كانت تخطط لإنشاء وتكوين دولة الخلافة الإسلامية في حدود دول العالم الإسلامي وهذا غير صحيح، حيث إن هذه الجماعات كانت تسعى لإنشاء الخلافة الإسلامية على كوكب الأرض بأكمله.
وأشار إلى أن الصراعات التي حدثت في المنطقة وثورات الربيع العربي كان بموافقة الحزب الديمقراطي الأمريكي وكان داعم لها.
ولفت "وهبة"، إلى أن سيد قطب كان من وقت لآخر يّكتب مقالات في النقد الأدبي بمجلة تُسمى "علم النفس"، كان يصدرها وقتها العالم الكبير الدكتور يوسف مراد، موضحًا أنه كان ملازم يوسف مراد في هذه المرحلة، وتفاجئنا بأن سيد قطب ذهب لرحلة غامضة لأمريكا تحت ادعاء أنها بعثة تعليمية.
وأضاف "وهبة"، أن سيد قطب ظل في أمريكا فترة ليست قصيرة ولكنه عاد بذهنية أخرى، متوقعًا أن تكون هناك تنظيمات في الولايات المتحدة الأمريكية اقتنصته وحاوروه وأحدثوا فيه هذا التغيير الذهني، "يعني كده المسألة مش محلية ، ده أصبحت إطار دولي لأن ده حدث في أمريكا".
وأشار إلى أن الكثير من الشباب قد يتعرضوا لما تعرض له سيد قطب، فالمعركة مع الأصولية الإسلامية أو الأصوليات الدينية بشكل عام ليست سهلة بل شرسة، ومن أجل التخلص من الأصوليات الدينية يّجب تقدم تيار العلمانية من أجل دحر تلك الأصوليات.
وقال، إنه تم عقد مؤتمر للعلمانية في إبريل 1981 في روما وتم في العام ذاته اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، حيث إن عقد هذا المؤتمر كان تحذير من قبل النخبة العلمانية بمدى خطورة الأصوليات الدينية وخاصة الأصولية الإسلامية، موضحًا أنه قد دخل في صدام مع الدولة أيام الرئيس السادات بسبب الأصولية الإسلامية.
وأضاف "وهبة"، أن اغتيال الرئيس السادات كانت بداية الطريق لإحداث خراب في العالم أجمع، حيث كان الاغتيال في 1981 وتلى ذلك تدمير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001 وهذا يُعد امتداد من الأصولية الإسلامية بعد اغتيال السادات، وللأسف لم يكن هناك يقظة لدى النخبة الدولية حول هذا الشأن.
وأشار إلى أن البعض ظن أن اغتيال السادات كان بسبب صراع بينه وبين الإخوان أو جماعات إسلامية، ولكن الاغتيال جاء بسبب رغبة من قبل الأصوليات الدينية أن تُصبح كوكبية وعلى مستوى العالم، موضحًا في الوقت ذاته أن انغماس الشباب في الأصوليات الدينية خطر يهدد المجتمعات.
التعليقات