يشهد القطاع السياحي في الإمارات العربية المتحدة طفرة في عمليات البحث عبر الإنترنت مع حلول شهر يناير من كلّ عام، ويُعزى ذلك لبحث السياح المحتملين من الدول الناطقة باللغتين الإنجليزية والإسبانية عن ملاذٍ معتدل الطقس بعيداً عن برد الشتاء الذي يسيطر على دولهم في تلك الفترة من السنة.
وأشار بحث أجرته مؤخراً منصة التسويق الرقمي SEMrush الحائزة على عدّة جوائز في هذا المجال، إلى أنّ درجات الحرارة الشتوية المثالية وموسم أنشطة الهواء الطلق في الإمارات العربية المتحدة تشكل أهم الاعتبارات الرئيسية التي ينظر إليها الباحثون عن وجهات قضاء العطل عبر الإنترنت.
ففي شهر يناير من العام الماضي، تم تسجيل حوالي مليون عملية بحث عبر الإنترنت متعلقة بالسياحة في الإمارات العربية المتحدة باللغة الإنجليزية، وسجل الشهر ذاته من عام 2017 نتائج مشابهة أيضاً. ورغم انخفاض معدلات عمليات البحث هذا العام إلى حوالي 600 ألف عملية بحث، نظراً للتأثيرات المرتبطة بالبريكست على خطط السفر الخاصة بسكان المملكة المتحدة، وجد التقرير أيضاً أنّ عمليات البحث عبر الإنترنت وصلت لذروتها مجدداً خلال شهر يوليو لعامي 2017 و2018 مسجلة ما يقرب من نصف مليون عملية بحث عالمية باللغة الإنجليزية عن وجهات قضاء العطلات في الإمارات العربية المتحدة.
وتضم قائمة الدول التي شهدت أعلى معدلات عمليات البحث باللغة الإنجليزية كلّاً من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والهند والإمارات العربية المتحدة للعطلات الفاخرة، وأستراليا على التوالي. وتلتها عن كثب دولٌ مثل كندا وجنوب أفريقيا وأيرلندا ونيجيريا وماليزيا.
وبدورها سجّلت الإسبانية ثاني أكبر مجموعة لغوية على الصعيد العالمي من بين عمليات البحث عبر الإنترنت عن ’السياحة في الإمارات‘. وتشمل قائمة الدول العشر الأكثر بحثاً عن فرص قضاء العطلات في الإمارات باللغة الإسبانية: المكسيك وإسبانيا والأرجنتين وكولومبيا والولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا والبرازيل وجمهورية الدومينيكان والإكوادور وبوليفيا.
وتعليقاً على ذلك، قال آدم زيدان، مدير الاتصالات المؤسسية لدى منصة SEMrush في منطقة الشرق الأوسط: "نظراً للنمو المستمر الذي يشهده قطاع السفر والضيافة ككل، ستتسم المنافسة لجذب الزوار والضيوف بصعوبتها على الدوام، ويعود ذلك للطبيعة القاسية التي تتمتع بها الأسواق المالية العالمية. وسيتطلب هذا من المسوقين أن يتمتعوا بقدر أكبر من الإبداع والقدرة على التكيف مع الاتجاهات الاستهلاكية العالمية".
وأردف زيدان: "تُتيح أدوات التسويق الرقمي، كتحليلات عمليات البحث وحركة الإنترنت، للمسوقين تطوير خطط تسويقية فعالة من حيث التكلفة وتركز على التوقيت والمكان المناسبين للترويج للمنتجات والخدمات المتعلقة بالسياحة أو أي من قطاعات الأعمال الأخرى".
ويُشار إلى أنّ المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أفاد سابقاً ببلوغ المساهمة المباشرة لقطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2017 لحوالي 69.1 مليار درهم إماراتي (ما يُعادل 5.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي). وكان من المتوقع أن تزداد هذه المساهمة بمعدل 5 في المائة لتصل إلى 72.6 مليار درهم إماراتي في عام 2018، ويُعزى ذلك بقدر كبير إلى النشاط الاقتصادي القوي الذي تولده هذه القطاعات المترابطة كالفنادق ووكلاء السفر وخطوط الطيران وغيرها من شركات نقل المسافرين. وتشير التوقعات إلى نمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بمعدل سنوي يبلغ 4.1 في المائة ليصل إلى 108.4 مليار درهم إماراتي (4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي) بحلول عام 2028.
التعليقات